قفزت هي فوق الحواجز .. والنجومية المشروطة.. اختارت جزيرة في وسط المحيط الفني ووضعت فوقها راية تحمل اسمها أدارت الجزيرة بقانونها الخاص.. أبت أن تتلاعب بدستورها.. فالمواد المنصوصة.. تقر أن لا تنازلات .. لا تعديلات.. لا إضافة لأية صيغة قد تهز الصورة المتدفقة فناً وإبداعاً.. انها القديرة ماجدة زكي التي تقدم فنا خاصا جدا.. أعتقد أنها تديره بقانونها الخاص أيضاً.. فهي فلتت من حصارات التصنع والمبالغة.. اختارت أن تنهل من روحها المبدعة البسيطة وتعطينا دورا وراء آخر.. وما أجمل فنا منبعه روحا لم تلوثها المواد الكيماوية الفنية.. خطوة في الأفق قادمة.. تستعد لها ماجدة بكافة طاقتها ففي حوزتها مفاجأة.. ملكة الكوميديا.. ماري.
خطوة خطيرة يلزمها الكثير من التفكير فمارى منيب حتى اللحظة تعيش فى قلوب الناس؟
- أنا معك لكن الحقيقة الخطوة أفكر فيها من زمان.. شخصية الست مارى ثرية درجة ثراء مبهر.. صندوق مجوهرات بالنسبة لأية ممثلة والحقيقة أتصورها أو على يقين أنها شخصية صعبة الأداء فهى تكوين نفسى خاص.. وهبها الله روحاً وطلاقة وبشراً داخلياً وخارجياً صعب أو قد يكون صعباً فى التجسد لكن مع محاولات الاقتراب شكلا على الأقل سنصل ولو لحافة روح الست مارى.
الحقيقة الخبر كان مفاجأة فأنت لست مؤيدة كثيرا تقديم السير الذاتية؟
- لست مؤيدة السير الذاتية للعمالقة التى تقدم على سبيل التسلية أو دون اتقان فبعد أم كلثوم ونجاحها الكبير الكل حاول أن يسير على نفس المنوال لكن نسوا أن العمل صور فى عامين ووراءه مخرجة جبارة اسمها إنعام محمد على ومؤلف قدير محفوظ عبدالرحمن يعنى الحكاية عمرها ما كانت سهلة.. يعنى مثلا فى مسلسل «حليم» عناصر مبدعة توفرت له مثل المخرج فهمى عبدالحميد لكن نقصه الكثير.. فليس المهم الشكل فقط والاقتراب منه.. المهم محاولة القفز إلى روح العملاق المقدمة حياته مثلما فعل مثلا الموهوب الراحل أحمد زكى فى دور الرئيس السادات الاقتراب شكلا كان مذهلا لكن موضوعا كان أكثر من مذهل.
مارى منيب فعلاً كانت صاحبة تكوين خاص وأداء خاص ومفردات خاصة كيف ستقتربين من كل هذا؟
- العبء لا يقع على وحدى نحن نعمل ونفتش ونأتى بالأوراق الأرشيفية ونلتقى بمن عاصروها التصاقا يومياً وبعض من أسرتها.. سأحاول أن أكون فى قالب قريب من الست مارى ستكون هناك (سبوتات) كما يقولون أو أضواء كاشفة لمناطق مغمورة كثيرة فى حياتها.. بداياتها.. نزوحها من لبنان وأسرتها.. عملها مع الريحانى ونجاحها الباهر معه.. اكتشافه لقدراتها الكوميدية حين اختارها فى أدوار العانس ثم الحماة فى العديد من الأدوار المسرحية فى «قسمت» و«الشايب لما يدلع» أو السينمائية فى «سى عمر» و«أبو حلموس».. ثم مع عادل خيرى وأدوارها السينمائية الكبيرة خاصة الحماة اللذيذة.. وعلى صعيد الحياة الشخصية وزواجها من فوزى منيب شوقى.. أنا هاموت وأعملها لكن أشعر أنها مغامرة . أقاطعها ربنا يستر.
واضح أنك «مذاكرة» مارى منيب جيداً فنياً وحياتنا؟
- حتى قبل فكرة تجسيدها.. أنا أحب الست مارى وقرأت عنها كثيرا.
فكرة أن تجسديها هى التى جعلتك تعتذرين عن دورها فى مسلسل «إسماعيل يس» لأنك ناوية تقدميها فى مسلسل يخصها وحدها؟
- ليس بالضبط.. الفكرة موجودة من زمان حتى عندما تم ترشيحى قلت لأشرف عبدالباقى والمخرج محمد عبدالعزيز - هل تريانى قريبة هكذا من الست مارى؟ تأكدت الفكرة داخلى لكن ليس هذا سبب الاعتذار.. أنا كنت مشغولة أيامها بتصوير «كريمة كريمة» وقبله «حقى برقبتى» كنت فعلاً «مش فاضية أهرش».
هذه الأعمال لماذا يشعر البعض أنها كانت «كمالة عدد» بالنسبة لك؟
- لا .. كيف؟.. انها نجحت وكانوا ينتظرونها على الفضائيات التى عرضتها فى رمضان والشهور الماضية تم عرضها كثيراً جداً على فضائيات عديدة.
لم تحقق نجاح «متولى» مثلا أو «عباس الأبيض» أو «العطار» أو «الرجل الآخر»..
تقصدين أن تقولى أننى عندما عملت بدون نجم كبير كنور الشريف أو الفخرانى.
- لم أحقق نجاحاً كبيراً.
لأ العفو - أنك نجمة لا يشق لها غبار لكن تألقك كان كاسحا فى هذه الأعمال.
- الأدوار كانت رائعة الحقيقة وليست هذه الأدوار فقط لكن هناك دور المحامية فى «يا نساء العالم اتحدوا» وغيرها لكن «كريمة» أيضا كان مكتوبا جيدا وناقش قضية البخل وأعتقد هناك مشاهد قدمتها مع الممثلة الكبيرة سهير البارونى التى أدت دور «عمتى» كانت رائعة.
هناك عمل يُعد الآن عن حياة الريحانى اسمه «الضاحك الباكى» يكتبه «محمد الغيطى» وبالقطع سيكون هناك دور مارى منيب..
تقاطعنى
- السير الذاتية مادة خصبة للنجوم مع نجاح فكرتها ولو قُدمت بشكل جيد حقيقى بتعلم وتترك بصمة وحياة الريحانى هكذا ولا أعرف إلى أى مدى وصلوا فى هذا العمل لكن عنا نحن.. نحن فى المراحل الأولى.. نضع الأساس الذى سيبنى عليه العمل.. لكن أتمنى حقيقى.. ألا يُعرض العملان فى توقيت واحد.
حتى لا تُظُلم الممثلة التى ستؤدى دور «مارى» فى الضاحك الباكى؟
تضحك
- لا .. مش قصدى.. أنا شديدة التواضع ألا تعرفين هذا.
أنت أم لبنت واحدة وولدين كيف تسير الحياة؟
- والله الحمدلله ابنتى «حبيبة» شىء كده شبه الملايكة.. الحمدلله رقيقة وذوق ومؤدبة.. لكنها مثل والدها «كمال أبو رية» حين تغضب لا ترى من أمامها وهى لا تغضب كثيراً يعنى «اتق شر الحليم إذا غضب» و«أحمد وكمال» أولادى الصبيان فى غاية الأخلاق وكلهم متفوقون الحمد لله علميا ورياضياً وأخلاقيا.
شقيقك الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين..
- هو نقيبى ونقيب زوجته «روجينا» وزوجى «كمال أبو رية» .. نقيبنا كلنا وهو لا يحتاج لشهادتى نجاحه الرائع فى عمله وتأديته المتألقة «أشرف» دائماً مطول رقبتنا.
ساحة النقاش