شهدت دولة الامارات العربية يوما من أحلى أيامها ـ كما أخبرنى بذلك الأشقاء بأنفسهم ـ وذلك بمشاركة فرقة رضا للفنون الشعبية أرقى وأعرق فرقة تراث فى الشرق، والتى أسسها العمالقة الكبار محمود وعلى رضا وفريدة فهمى ووالدها الدكتور حسن رضا، الرجل المتفتح المؤمن بدور الفن فى المجتمع وبحق الفتاة فى الحياة.

وكان لى شرف اللقاء بهم جميعا، وقد نجحت فى تسجيل أوراق كثيرة من مشوارهم الفنى والانسانى نشرت مسلسلة على صفحات الكواكب وصباح الخير وبعض الصحف العربية، ولهذا أعتبر نفسى شاهد عيان لسيرة ومسيرة الفرقة التى انحنى امام مبدعيها رؤساء وملوك العالم، !

الفنان والامبراطور!

ما علينا .. حكى لى " على رضا " أن امبراطور الصين قال لهم بأدبه الشديد : اعتذر لكم عن سوء الطقس وانتم غير معتادين عليه؛ فرد شقيقه محمود رضا : اننا نلتحف بدفء مشاعركم....وهنا انحنى الامبراطور " العظيم " ثم قام ليحتضن محمود وعلى !

القصة تكشف عن أمرين غاية فى الأهمية: مكانة الفرقة والفن المصرى عموما، والثانية ثقافة " الفنان "، وكلا الأمرين وجدتهما متحققان حتى اليوم فى مدير فرقة رضا ومصمم استعراضاتها ومخرج عروضها الفنان المرهف ايهاب حسن، الذى يسيطر تماما على أشد المواقف صعوبة، ثم يبتسم وكأنه لم يفعل شيئا !

أدب النجوم !

الموهبة والابداع والخلق الرفيع لمستها فى كل نجوم الفرقة، وكلمة نجوم وصف دقيق تماما، فكل فرد منهم له مدرسة خاصة يتخرج منها نجوم ونجمات أجانب يقدمون الفلكلور والتراث المصرى الذى يحترمه الجميع، وبمناسبة الاحترام فقد استرعى انتباهى اصرار كل من المدير العام للفرقة الفنان ايهاب حسن وبتشجيع تام من رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية الفنان القدير المهذب شريف عبد اللطيف، على وضع صورتى الفنانين الرائدين محمود رضا وفريدة فهمى على الأفيش الذى تصدر المسرح الرائد فى الانتاج الثقافى غير الهادف للربح، والذى أسسه الشاعر الاماراتى الكبير سلطان العويس والذى يقدم كافة أنشطته مجانا للمتلقى.

أصالة !

الموهبة والابداع والخلق الرفيع لا يغيب عن السماء العربية، وسمعة فرقة رضا للفنون الشعبية بأصالتها وعراقتها على مدى نصف قرن من الفن الجميل ـ تأسست عام 1959 ـ تسبقها أينما حلت، هذا ما كنت شاهدا عليه أثناء مرافقتي للفرقة، وقبل أن يبدأ العرض المنتظر للفرقة سعى الأشقاء في دولة الامارات العربية، لإضافة عرض آخر نظرا لضخامة الجماهير العربية التي أبدت رغبتها للاستمتاع بعرض الفرقة الرائدة بين شقيقاتها العربيات.. هذا الجمهور الذي يتقدمه رموز من دولة الامارات العربية الشقيقة، إضافة الى خمسة سفراء أجانب وعدد كبير من السفراء الاماراتيين لدى خارجية دولة الامارات، وحشد من المصريين الذين يتبوءون مراكز مهمة هناك.

الوزير والمستشار

وكان الوزير الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري، قد دعم جهود المستشار حسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية، والذى أصر على وضع اسم رائد الفرقة محمود رضا على تصميمات اجرى عليها تعديلات كثيرة وأضاف عروضا كثيرة على برنامج الفرقة، مع النشيط عادل فرج المدير الثقافي، الى برنامج عمل عرف كيف يستعد للظهور بهذا المظهر المشرف، مع فنانين يستحقون بلا ادنى مبالغة، لأن يحملوا لقب سفراء الفن المصرى، بالتزامهم الفني والاخلاقي وابتسامتهم التي تسبقهم في تعاملاتهم مع جمهورهم ومحبيهم، وآداء رائع يقترب من الملاحم الأسطورية، حتى أن أحد الأشقاء سألنى والله على ما أقول شهيد: كيف عندكم كل هذه المواهب على مدى سنين طويلة؛ فما كان منى الا أن أشرت بأصبعى الى السماء...

مفاجأة العرض

يذكر ان احد اكبر مفاجآت عروض الفرقة في دولة الامارات العربية الشقيقة ـ بجد ـ والمحبة لمصر ومبدعيها، هو مشاركة نجم الغناء القدير، ونجمها وابنها البار، المطرب الاصيل محمد رءوف، صاحب أجمل وأحن صوت مصري دافئ، والذي يعد أحد نجوم الغناء المميزين في مصر، وعلامة من علامات الفرقة المضيئة، والذى تسابقت الأسر المصرية للتصوير بصحبته.

ومن حواء أتوجه للوزير الفنان فاروق حسنى الذى أشهد له بالاخلاص والوطنية أن يدعم فرقة رضا بنفس القوة التى تلقاها الفرق الأخرى كالرقص الحديث، فقد فرت من عينى دمعتان وأنا أشاهد سفراء العالم والأشقاء يصفقون لمصر رغم ضآلة الامكانيات ـ وهذا ما يجب أن نعيه ـ.أن التصفيق فى النهاية يكون لمصر وليس لأشخاص..... ثم نهضت واقفا لأصفق لأبناء بلدى ومبدعيها وألقى إليهم بقبلات مواطن مصرى فقد شرفتونا.