كانت نموذجاً خاصا.. جزء عتيد من تاريخ فاتنات سينما الأمس.. لها إطلالة خاصة جدا.. ومكونات وأدوات شديدة التميز.. لم تشبه أحداً من جيلها.. وهل كان منهن من تشبه الأخري؟ هذا جيل كل نجمة فيه كانت نمطا خاصا شغلا وموضوعا وأداء.. إنها الجميلة برلنتى عبد الحميد أو كما هى رسميا مسجلة فى الدفاتر (نفيسة حواس) التى رحلت منذ أيام عن عمر يناهز الخامسة والسبعين بعد حياة حافلة.. بالصخب والضجيج والخطوات التى أثارت جدلا حولها..

بدأت حياتها بعد تخرجها من معهد التطريز لكن قوه خفيه أمتلكتها منذ طفولتها وهى عشق الفن دفعتها أن تلتحق بمعهد التمثيل قسم نقد لكن حينما رآها الرائد الراحل زكى طليمات طلب منها فورا أن تحول أوراقها إلى قسم التمثيل الذى تخرجت فيه وبدأت حياتها على المسرح .

أول أفلامها كان دورا صغيرا أختارهاله القدير صلاح أبو سيف لفيلمه الهام «ريا وسكينه» ومع نجاحها قدمت للسنيما عطاء متميزا فقدمت الانثى المثيره فى أكثر من عمل منهم «نداء العشاق» و(رنه الخلخال) و ( درب المهابيل) و( فضيحة فى الزمالك) قدمت 29 فيلما.

ورغم أنها اضطلعت بالبطولة أكثر من مره مثل (سرطاقية الإخفاء) إلا أنها لم تتوان أن تقدم الأدوار الثانية فى أكثر من عمل تقديرا لزملائها فى زمن كانوا يبدون فيه الحب والصداقة على أى شئ فقدمت «قلوب العذاري» وفيلم (دايما معاك)

ألتقت بوزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر وتم الزواج بينهما الذى أثمر عن وحيدها الدكتور عمرو عبد الحكيم عامر وهذا الزواج كان مثل النار فى الهشيم الفترة كانت مقلقة كثيرا وترددت أقاويل حول معارضة الزعيم ناصر له خاصة وأنه كان صديقا للمشير و زوجته الأولى وأولاده مثل الزعيم لكن فى أكثر من عارض صحفى أكدت برلنتى أن الزعيم كان ينزل ضيفا فى بيتها ويتناول معهم الغذاء.

اختفت عن الأنظار طويلا بعد الزواج والمرحلة القلقة ثم عادت فى السبعينات إلى السينما لتقدم (العش الهادي) قصة توفيق الحكيم بطولة محمود ياسين وفى التسعينات قدمت فيلمها الأخير عام 1988 (الهانم بالنيابة عن مين) مع إلهام شاهين.

ثارت ثورة عارمة حول ماكتب عن المشير فى المذكرات خاصة مذكرات أعتماد خورشيد وكان رأيها أن الدراما المصرية ظلمت المشير فى كل ما قدم عنه فى السينما والتليفزيون وقد قدمت للساحة كتابين روت فيهما الكثير مما كان خافيا عن حياة المشير أحدهما عام 1993 (المشير وأنا) والآخر (الطريق إلى قدرى عامر).

كانت صاحبة موقف متشدد من فيلم ( المشير والرئيس) الذى يزمع ممدوح الليثى تقديمه ولم تكن هى فقط بل أسرة المشير الأولى زوجته الأولى وأولاده تضامنوا معها وتوقف سير العمل حتى الآن به.

فى نهايات حياتها هاجمتها بشراسه الأمراض.. وأرتدت الحجاب وتوقف تماما عن كل شئ حتى أنها كانت لاتريد أن تتذكر الماضى نهائيا كما كتب أحد الصحفيين وقبل أيام هاجمتها جلطة شديدة ورحلت وأنطوت صفحة جميلة من صفحات الفن والحياة وداعا فاتنه الأمس برلنتى عبد الحميد.

 

المصدر: منال عثمان - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,147

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز