تألقت الثقافة المصرية تألقا ملحوظا خلال العام 2010 وكان من الأحداث المهمة والبارزة افتتاح الرئيس حسنى مبارك للمتحف الإسلامى بباب الخلق بعد تطويره وأيضا افتتاح أكاديمية الفنون بروما هذه الأكاديمية التى تعد صرحا ثقافيا مصريا كبيرا على الأراضى الإيطالية وحصدت الثقافة العربية العديد من الجوائز الدولية وعلى جانب إبداعات وأنشطة وفعاليات المرأة المصرية والعربية كاتبة ومفكرة وأديبة وشاعرة خلال العام 2010، يكفى أن نذكر أن هناك سبع كاتبات عربيات ضمتهن لأئحة القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية فى نسختها العربية لسنة 2011 هن رجاء عالم، مها حسن، رزان مغربى، فاتن المر، ميرال الطحاوى ابتسام إبراهيم تريسى وكذا احتفت الدوحة عاصمة الثقافة العربية لهذا العام بالمرأة فأقامت ملتقى واسعا للكاتبات العربيات تحت عنوان «نون والقلم» شاركت فيه وتشارك من الجزائر الأديبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي، ومن المغرب الشاعرة وفاء العمراني، ومن دول الخليج ليلى العثمان وبروين حبيب وفوزية رشيد ومن ظبية خميس وشيخة الناخى ومن مصر إقبال بركة إضافة إلى روائيات وقاصات وشاعرات من مختلف الدول العربية وتناول سبل دعم التواصل بين الكاتبات وتعزيز حرية التعبير لدى الكاتبة العربية وعلى مستوى الإصدارات، صدرت للمرأة عشرات الروايات والدواوين الشعرية والدراسات الأكاديمية هنا وهناك على امتداد الوطن العربى الأمر الذى يرى معه الجميع أن الثقافة العربية الآن تتوجها إبداعات المرأة وأن هذه المرأة الكاتبة والمبدعة تمثل حيوية المشهد عامة بفضل حضورها المكثف إنسانيا وإبداعيا لكن ذلك لاينفى أو ينكر على الرجل مبدعا ومثقفا وكاتبا حضوره القوى فى العمل الثقافى العام مصريا وعربيا.
كتب فرنسية ومتحف
لقد شهد عام 2010 أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية كبرى شهدت حضور السيدة سوزان مبارك منها احتفال مكتبة الإسكندرية بمناسبة تسلمها لمجموعة الكتب الفرنسية المهداه من مكتبة فرنسا الوطنية، و،عددها 500 ألف كتاب فى المجالات المختلفة، وقد حضرته السيدة سو زان مبارك رئيسة مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية مؤكدة أن الهدية القيمة التى قدمتها مكتبة فرنسا الوطنية تدعم الروابط التاريخية المشتركة بين فرنسا ومصر وأشارت إلى أن مكتبة الإسكندرية القديمة قد تلقت منذ ألفى عام أكبر هدية فى التاريخ حتى هذا الحين حيث أهداها مارك أنطونيو (200 ألف مخطوطة) إلا أن المكتبة اليوم تستقبل هدية أكبر قوامها (500 ألف كتاب) من مكتبة فرنسا الوطنية.
كما افتتحت السيدة سوزان مبارك متحف المجوهرات الملكية بقصر الأميرة فاطمة بحى زيزينيا بالإسكندرية، حيث قامت بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقص الشريط ايذانا بافتتاح المتحف الذى استغرق ترميمه ثلاث سنوات وتفقدت قاعت التيجان الملكية وشجرة العائلة والنياشين والأوسمة وقاعة الأميرات، والأمير طوسون وقاعة المناسبات وتفقدت بعد ذلك بالدور الأول قاعة الملكة فريدة وقاعة المائدة وقاعة فاروق.
ويضم المتحف 13 قاعة معروضا بها ما يقرب من ألف تحفة نادرة من مجوهرات ومقتنيات أسرة محمد على تضم تاجى الملكة فريدة المرصعين بالألماس الأصفر والأبيض، وأطقم شاى وشطرنج إهداه شاه إيران للمك فاروق، ومجموعة مجوهرات الأميرات والملكة ناريمان وقلادة نادرة لمحمد على وكأسا من الذهب تم أهداؤه للمك فاروق بمناسبة فوز مصر فى مسابقة سياحية وزنته 15 كيلو جراما وكأسا أخرى اهدى للملك فؤاد الأول بمناسبة قوز مصر فى مسابقة العالمية للتنمية السياحية عام 1933 .
مصرية تفوز بجائزة «آنا ليند»
وفازت المدونة المصرية الشابة داليا زيادة على جائزة «آنا ليند» للإعلام الأورومتوسطى عن مقالها «مساحة لكشف النقاب عن عقل المرأة المسلمة» ونشرته عبر موقع «بيكيا مصر» بشبكة الإنترنت جاء بسبب نشرها مقالا باللغة الإنجليزية هاجمت فيه انتشار النقاب فى مصر وحملت الأزهر الشريف مسئولية ذلك بينما شكك باحث مصرى فى مصداقية معظم الجوائز التى تأتى من الغرب للعالم العربى والإسلامي.
وتعمل داليا زيادة مديرة المكتب الإقليمى لمنظمة المؤتمر الإسلامى الأمريكى وقد أطلقت مدونتها على الإنترنت عام 2006 ، وقبل ذلك كانت تعمل فى مجال الصحافة بعد أن تخرجت عام 2002 فى كلية الآداب قسم إنجليزي.
وقد تسلمت داليا جائزة «آنا ليند» للإعلام الأورومتوسطى فى حفل أقيم بإمارة موناكو الفرنسية، قام بتوزيع الجوائز على الفائزين أمير موناكو ألبرت الثاني.
جائزة أفضل كتاب للمزروعي
فازت د. فاطمة حمد المزروعى عضو المجلس الوطنى الاتحادى والكاتبة والباحثة الإماراتية المعروفة، عن كتابها «المنافرات فى أدب قبل الإسلام» بجائزة أفضل كتاب إماراتى فى مجال الدراسات فى الدورة الحالية من معرض الشارقة للكتاب، وهو الكتاب الذى يتناول موضوعاً فريداً فى نوعه لتعالجه وهو موضوع المنافرات فى الأدب الجاهلى بغية فهمها وتبيان أسبابها ونشأتها وعناصرها ومقوماتها وأثرها فى الأدب الجاهلى وما فعله المشاركون فيها من حكماء وكهان وشعراء وخطباء، وطبيعة الحكم فى المنافرات وكيفية التحكيم وتوضح هذه الدراسة القيم التى تفاضل فيها العرب فيما بينهم وكيف تحولت بعض الصراعات الفردية بين الأشخاص إلى صراع بين القبائل أو فى القبيلة ذاتها، وما كان يحدث فى الأسواق والمواسم من منافرات.
الكويتية والجائزة العالمية
حققت أستاذة الكيمياء بجامعة الكويت البروفيسور فايزة الخرافى جائزة «لوريال - اليونسكو» التى تمنح للمتفوقات فى مجال العلوم، وقد كوفئت الخرافى على بحوثها العلمية فى مجال التآكل الذى يعتبر مسألة ذات أهمية حاسمة فى معالجة المياه والصناعات النفطية،وكان رئيس تحكيم جائزة «لوريال - اليونسكو» الدكتور أحمد زويل، أعلن أسماء الخمس الفائزات بجائزة العام 2011 ، المتفوقات فى مجال العلوم.
أما الفائزات - إضافة للخرافى - فهن أستاذة كيمياء الطاقة بجامعة هونج كونج بالصين البروفيسور فيفيان وينج واه يام، وأستاذة الطبيعة الذرية بجامعة لوند بالسويد البروفيسور آن لوهويلليه، والأستاذة - المتقاعدة فى معهد علوم الفضاء جامعة المكسيك البروفيسور سيلفيا توريس بيمبيرت، وأستاذة علوم الكواكب والأرض وعلوم البيئة قسم علوم المادة والهندسة جامعة كاليفورنيا البروفيسور جيليان بانفيلد وذلك على بحوثها العلمية الخاصة بسلوك الجراثيم والمادة فى الظروف القاسية والخطرة التى لها تأثير على البيئة والأرض.
ومن المعتاد أن يجرى كل عام تكريم خمس نساء عالمات مبدعات فى مجالهن على أن تنتمى كل منهن إلى قارة من قارات العالم وتقرر هذه الجائزة بحسب إنجازاتهن العلمية ومدى التزامهن وتأثيرهن فى مجتمعاتهن إلا أن جائزة عام 2011 والتى تقدر قيمتها بمبلغ مائة ألف دولار لكل عالمة متميزة تحمل على وجه التحديد معناً خاصا جدا حيث تتزامن وحلول الذكرى المئوية لمنح العالمة مارى كورى جائزة نوبل فى الكيمياء وسوف يجرى الاحتفال بتسليم الجوائز فى الثالث من شهر مارس من العام القادم بمقر اليونسكو.
فوز مصرى بجائزة جامعة إيطالية
توج الباحث د. محمد حسن عبد الحافظ مدرس الأدب الشعبى المساعد بالمعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بجائزة صقلية للتراث الثقافى والأنثروبولوجيا والتى منحتها له جامعة باليرمو الإيطالية عن كتابة «سيرة بنى هلال.. روايات من جنوب أسيوط» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى جزئين خلال عامى 2006 ، 2008 .
وتضمنت حيثيات لجنة التحكيم أن الكتاب المكون من مجلدين هو حصيلة تجربة ملهمة فى مجال الأنثروبولوجيا والأدب الشفهى أنجزه صاحبه فى خمسة عشر عاماً، وكان الهدف منه التنقيب عما بقى من نصوص «سيرة بنى هلال» فى بعض القرى بجنوب مصر وهى الملحمة الشفهية المصرية التى لايزال يؤديها بعض الرواه فى جنوب مصر وشمالها.
كذلك أشارت لجنة التحكيم إلى سعى د. عبد الحافظ للوصول إلى مغنيين مجهولين للسيرة فى القرى المهمشة بجنوب مصر والبحث عن صوت النساء فيها حيث يعتقد أنها نص ذكورى لا يبدعه أو يؤديه إلا الرجال كما أكدت اللجنة على أن الباحث أجاد دراسة موضوعات من تخصصات وحقول معرفية متعددة ذات صلة وثيقة بمعاينة الموضوع الرئيسي، إبداعية الأداء اللهجات المحلية الجنس الأدبى، الوعى الفنى للمغنيين، المعارف الشعبية القيم الرمزية للجماعات الاجتماعية واشتمل العمل المتوج بالجائزة على جهد توثيقى لمختلف الحقول ذات الصلة بموضوع البحث.
فوز الطحاوي بجائزة نجيب محفوظ
من الأعمال الروائية المتميزة التى صدرت هذا العام رواية «بروكلين هايتس» للروائية ميرال الطحاوى التى فازت بجائزة نجيب محفوظ لعام 2010 وتشكل رحلة بحث عن الذات فالبطلة تبحث عن ذاتها فى مواجهة التشوه لكنها خلال رحلتها أيضا تكتشف جذور التعصب الدينى والهوس الإثنى وأزمة الأقليات.
ورواية «سيدى براني» لمحمد صلاح العزب حيث الحكى الصافى المشحون بالدلالات والتأويلات هذه الرواية التى ألهمها للكاتب جده يقول « أنا مدين بكل هذا الزخم لجدى العزب وتحديدا لحظة وفاته فقد اختار، هو الذى ولد وتربى وتزوج وأنجب فى القاهرة أن يعيش ثلث حياته فى سيدى برانى التى تبعد نحو 10 ساعات عن العاصمة «القاهرة» التى لم يكن يعرف غيرها فكرت وهو على فراش الموت لماذا فعل هذا؟ وماذا كان سيحدث لو لم يفعل؟ ولماذا يهدر 30 عاما من عمره فى تجربة كهذه؟ فأوحى لى وقتها أنه لايمكن لشخص أن يضيع حياته بهذه الطريقة إلا لو عاش حيوات مديدة وظل رغم سنه الطاعنة يجرب ويلهو».
وقدم الروائى سعيد نوح فى روايته ثلاثية الشماس تجربة جديدة على السرد الروائى وقليل من الروائيين من دخلوا فيها وهى الحياة السرية لدير من الأديرة، قد يكون دير المحرق بأسيوط عرف كيف يصور الحياة السرية للدير حيوات الرهبان والقساوسة أفراحهم وأتراحهم سعادتهم وأحزنهم.
المرأة تفوز عالميا
فازت الكاتبة لويس رينيسون « والمعروفة بملكة كتاب ومؤلفى روايات المراهقين فى بريطانيا بجائزة روولد دال لأكثر الورايات إثارة للضحك حيث تمنح هذه الجائزة لأكثر الروايات الفكاهية والمضحكة للمراهقين والأطفال وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن رواية رينسون التى تدور حول مراهق أخرف هى التى قادتها للفوز بجائزة روولد دال للأطفال والمراهقين من سن سبع سنوات حتى 14 سنة.
وتدور رواية «شد الجوارب» للويس رينيسون، والصادرة عن دار نشر «هيربر كولين لكتب الأطفال» حول صبى مجنون يدعى «تولو لاكاسى» والذى يبلغ من العمر 14 عاماً، والذى يقضى 6 أسابيع فى التمثيل بكلية الفنون ليكتشف فى النهاية أنه لايستطيع الغناء أو التمثيل. من ناحية أخرى فازت كاتبة الأطفال بروايتها «الكلاب تحب الكتب» بجائزة روولد دال لمرحلة عمرية أخرى للأطفال أقل من سن السادسة.
ساحة النقاش