الكريسماس الأبيــــــــــــــــــــــــــــــض .. وشجرة خضراء
كتبت: ليلى أمين
كل سنة وكل المصريين بخير وسلام، فرحين بكل الأعياد .. وفي هذه الأيام الجميلة التي نودع فيها عاما منصرما، ونستقبل فيها عاما جديدا، نتطلع حولنا فنجد من مظاهر الاحتفالات ما هو مفرح ، ويبعث علي السرور، فنقول من القلوب يارب فرح النفوس، واسعد القلوب، وزد السلام في كل البقاع..ll
ومع تعاقب الاحتفالات بالكريسماس فى 25 ديسمبر ، وبرأس السنة الجديدة فى ليلة 31 ديسمبر لنستقبل معها فجر الأول من يناير الجديد، وبعيد الميلاد المجيد فى 7 يناير من نفس الشهر فهيا بنا فى جولة مرحة لنتعرف على بعض التقاليد المسرة للجميع، فان الأفراح عندما تدخل القلوب، فانها تعم على الجميع.
عموما فإن لكل عيد تقاليده المميزة، والتى قد تتشابه، وقد تتطابق من بلد إلى آخر .. ومن التقاليد ما هو حديث وعصرى، ومنها ما هو متوارث، ومتناقل عبر الأجيال، والأزمان .. بل ويمكن أن تكون قد امتدت لآلاف السنين .. ولكنها فى النهاية هى تقاليد طريفة ومفرحة، ولكل منها حدوتة، وقصة، وأساس، نشتاق إلى أن نتعرف عليها.
انشودة «الليلة الساكنة»
«الليلة الساكنة» أى «الليلة الهادئة»، هى أنشودة من الاهازيج التى يعتز بها جدا جماهير المحتفلين بالكريسماس بمختلف الألسنة، بأن يرددوها طوال أيام وليالى الاحتفالات، والتى عادة ما تبدأ فى الثلث الأخير من شهر ديسمبر، وتتركز فى ليلة يوم 25 ديسمبر حيث هو اليوم الرسمى للاحتفال بيوم عيد كريسماس.
أما الأنشودة التى تليها من حيث الشعبية، وإقبال كل المحتفلين بالكريسماس على ترديدها بابتهاج عظيم فهى أنشودة «هيا تعالوا يا جميع المخلصين».
وهذا الرأي مؤسس على احصائيات وأرقام سجلها الباحثون واستطلاعات الرأى فى مختلف وسائل الإعلام الخارجية .
أما عن أكثر الأغنيات التى سجلت رقما عاليا فى المبيعات الخاصة بأهازيج وأغانى الكريسماس ، فهى أنشودة «كريسماس الأبيض»، والتى مازالت تتردد بكل الفرح منذ أن قام بغنائها الفنان الأصيل «بينج كروسبى» .. إذ سجلت مبيعات الأسطوانات المسجلة رقما بلغ الثلاثين مليون اسطوانة، وذلك منذ أن طرحت للبيع فى الأسواق فى سنة 1942 .. وحتى نهاية القرن العشرين .. فقط فالفن الأصيل يبقى ويدوم على مدى الأزمان.
كريسماس 25 ديسمبر
كان الغربيون يحتفلون بعيد الكريسماس، الذى هو عيد مولد السيد يسوع المسيح، فى اليوم السادس من يناير من كل عام .. وكان يسمى عندهم «ليلة الثامن عشر».
ومازالت كثير من بلاد أمريكا اللاتينية تحتفل «بيوم المجوس» فى يوم 6 يناير من كل عام ، والمجوس هم الملوك الفرس الذين حضروا مسافرين من بلادهم فى فارس، إلى أرض فلسطين لكى يقدموا هداياهم للسيد يسوع المسيح، المولود فى بيت لحم.
ولكن فى القرن الرابع الميلادى، تم اختيار تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد على أساس مراجعة وتصحيح «اليوم الرومانى» ، الذى يميز نقطة الانقلاب الشتوى للشمس، وذلك بتشجيع من الامبراطور قسطنطين.
أما فى بلاد الشرق ، وفى الكنائس الشرقية، ومنها مصر فإنها تحتفل بعيد الميلاد فى ليلة 6 يناير ويوم 7 يناير، وذلك بسبب حسابات فلكية لاحتساب فروق الدقائق، والساعات، بين تعاقب السنوات، والقرون.
شجرة الصنوبر الخضراء
من أبرز تقاليد الاحتفالات بالكريسماس، والسنة الجديدة وضع شجرة صنوبر خضراء فى ركن من حجرة المعيشة فى البيت، «أو على باب الفيلا» مع تزيينها بالكرات الملونة، وعقود الأنوار الملونة والمتحركة، وقطع القطن الذى يمثل الثلوج.
وأول من بدأ الاحتفالات بتزيين الأشجار فى بيوتهم، كانوا شعوب الألزاس التى تتميز بكثرة الثلوج وسيادتها طوال فترة الشتاء، إذ كانوا يتوجهون إلى الغابات حولهم، حيث كانت تنمو أشجار الصنوبر الدائمة الخضرة على مدى السنة، فكانوا يقتطعون منها بعض الشجيرات، ويأخذونها إلى بيوتهم لكى يزينوها ويجملوها ليستقبلوا بها أعياد الكريسماس، والسنة الجديدة، على اعتبار أن تلك الأشجار الخضراء رمز لتجدد الحياة .
وفى القرن19 قام الأمير ألبرت، وهو الزوج الألمانى للملكة البريطانية فيكتوريا باستجلاب شجرة الصنوبر من بلاده، إلى قلعة ويندسور لكى يحتفل بأعياد الكريسماس والسنة الجديدة، فيشعر وكأنه فى بلاده، ووطنه.
وبعده قرر الناس حوله، وفى باقى المملكة، أن يأخذوا بتقليد الاستعانة بشجرة الصنوبر الخضراء لهذه المناسبات السعيدة.
ومن الطريف أنه فى آخر سنة من القرن العشرين، أى القرن الماضى، سجلت الأرقام أن البريطانيين قد ابتاعوا خمسة ملايين شجرة للاحتفال بالكريسماس .. فيا ترى كم بلغت المبيعات بعد انقضاء عشر سنوات من القرن الحالى الـ 21؟
سانتا كلوز «بابا نويل»
«لا كريسماس بدون سانتاكلوز» .. هذا هو ما يؤكده الصغار والكبار طوال أيام التجهيز للاحتفال بأعياد الكريسماس، ورأس السنة الجديدة .
وقد يعتقد بعض الناس أن سانتاكلوز أى بابا نويل هو شخصية خيالية، «تفرح العيال وخلاص» .. لكن الحقيقة أنه شخصية حقيقية وواقعية، بل ويأتى التأكيد من المؤرخين، وكتب التاريخ بأنه كان شخصية حقيقية .. إذ كان أسقفا - أى رئيسا دينيا للكنائس التى تتواجد وتتبع ولاية كاملة، أو لمقاطعة أو محافظة بأكملها - وأسمها «ميرا» ، وهى آسيا الصغرى، وقد أصبحت الآن جزءا من تركيا، وقد عاش ذلك الأسقف القديس فى القرن الرابع الميلادى.
أما اسمه الأصلى فهو سانت نيكولاس، وعندما ذاعت شهرته اختصروا اسمه إلى سانتاكلوز .. وكان محبا لعمل الخير فى الخفاء، واهداء الفقراء باحتياجاتهم بدون أن يعرفهم بنفسه.
وفى عام 1087 قاموا بنقل رفات الأسقف الشهير إلى مدينة بارى فى إيطاليا ، حيث يزور مكانه آلاف المحبين لمن أسعد الناس حوله بأعمال الخير، والعطاء.
ساحة النقاش