حول الشباب وظاهرة العنف:
اضطراب التنشئة الاجتماعية يؤدى إلى العنف
محمد الحمامصى:
ظاهرة العنف بين الشباب كانت محورا للمؤتمر الذى نظمته مكتبة الإسكندرية، ومنتدى الفكر العربى بمشاركة اكثر من 10 دول عربية، وحمل عنوانا رئيسياً «الشباب وظاهرة العنف» وافتتحته السفيرة هاجر الإسلامبولى، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية،. والشريفة نور بنت على، والدكتور همام غصيب ، أمين عام منتدى الفكر العربى، وتحدث فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر الدكتور على الدين هلال، الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وقالت السفيرة هاجر الاسلامبولى ، فى كلمة بالنيابة عن الدكتور إسماعيل سراج الدين ، مدير مكتبة الإسكندرية ، إن المؤتمر هو حصيلة تعاون بين المكتبة ومنتدى الفكر العربى وأن الاعتراف يزداد فى جميع انحاء العالم بأهمية الشباب فى تشكيل مستقبل الدول، بالإضافة إلى ضرورة توفير المناخ المناسب وإعطاء الفرصة للشباب للمشاركة فى مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، مشيرة إلى أن الشباب يملك قدرات هائلة خلاقة إن استطاع استغلالها عاد ذلك بالنفع عليه، وعلى أسرته ، والمجتمع ، لكن إذا اصطدم بالحواجز الاجتماعية والضائقات الاقتصادية والعوائق السياسية، يمكن أن يتحول إلى إحباط وغضب، يوجه الطاقات إلى العنف الذى يمتد إلى المجتمعات كلها.
وفى كلمتها ، أكدت الشريفة نور بنت على أن انتشار ظاهرة العنف فى السنوات الأخيرة ترتب عليه آثار وسلوكيات محفوفة بالمخاطر ، خاصة فى ظل العولمة، والتأثر بأفكار خاطئة وعدم الفهم الواعى للمعلومات المتداولة والثقافات المختلفة، وشددت على أهمية أن يقوم الشباب بتحديد الأولويات وتنسيق الأعمال لرصد هذه الظاهرة فى المجتمعات العربية ، حتى لا تتكرر المحاولات ، ولا تضيع الفرص، كما ناشدت الجيل المؤسس والرعيل الأول للاهتمام بالبرامج التى تدعم الشباب، وأن تتم ترجمة المناقشات والأفكار إلى نتائج تساهم بفاعلية فى حل مشاكل العنف الأسرى وفى المجتمع.
ومن جانبه ، لفت الدكتور همام غصيب إلى أن ظاهرة العنف أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق ولذلك جاء هذ المؤتمر لبحث سبل تحويل هذا العنف إلى طاقات إيجابية ، ومن خلال نشر قيم الخلق القويم واحترام الآخر ، وتأسيس قاعدة بيانات شبابية وافية تعمل بإيقاع سريع ودقة على التصدى لظاهرة العنف فى المجتمعات العربية.
وفى إطار الجلسة الرئيسية للمؤتمر ، قال الدكتور على الدين هلال إن العنف ظاهرة إنسانية اجتماعية شهدتها وسوف تشهدها كل المجتمعات ، فالمجتمع الخال من العنف لا يوجد إلا فى الفكر الخيالى ، فهو يفترض طبيعة بشرية مختلفة ، ومجتمع وفرة انتهت فيه مختلف أشكال التناقضات بين الناس. وأضاف أنه لا يوجد سبب واحد لتفسير العنف، فهناك مجموعة كبيرة من العوامل التى يمكن أن تفسره، لكنها عوامل غير مكتملة ، ولا يمكن أن تؤدى وحدها إلى العنف، ومنها الفقر وغياب القيم الاجتماعية والتفكك الأسرى والاغتراب والشعور بالحرمان وغيرها.
وقال إن التعامل مع ظاهرة العنف لابد أن يتم على مستوى الدولة، ولكن يجب أن يدرك الشباب أن له دورا كبيرا وفعالا فى هذا المجال ، بغض النظر عن الاستجابة الرسمية ، كما أنه يجب نشر قيم التسامح والمشاركة، وتربية شخصيات متوازنة ، متدينة دون تطرف، وملتزمة أخلاقيا ووطنيا دون تعصب ، ومعتزة بعروبتها دون اتخاذ مواقف ضد الاقليات.
ساحة النقاش