بالجهود الرسمية والمدنية
الصعيد فى مواجهة السيول
سوهاج: حميدة سيف النصر
الصعيد فى مواجهة السيول حين تعلن الطبيعة ثورتها لا يحتاج الإنسان فى هذا الوقت سوي لتكاتف كافة الجهود الرسمية والمدنية فى ملحمة رائعة تظهر جلياً فى محافظات الصعيد بمجرد حدوث الأزمات الطبيعية التى جاءت أخيراً في صورة سيول وامطار غزيرة علي بعض المناطق . كانت هذه الجولة للتعرف علي مدي الجهود المبذولة والإستعدادات لعبور أى مشكلة والتغلب عليها على الإطارين الرسمي والشعبي
فى البداية : كان اللقاء مع المهندس محمود رأفت المشنب مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات بمحافظة سوهاج وعضو اللجنة القومية لإدارة الأزمات بمجلس الوزراء استهل حديثه حول إستعدادات المحافظة لمواجهة أى كوارث قائلاً : دائما يكون هناك إتفاق بين المحافظة والرى للمرور على مخرات السيول لإزالة أى عوائق وإجراء عمليات التطهير ولذا يتم كل عام فى شهر أغسطس إستعداداً لإستقبال فصل الشتاء كما يتوفر لدينا حصر شامل للمستشفيات الموجودة بالمحافظة وإمكانيات كل مستشفى وكذلك المعدات فى الحكم المحلى والمصالح الحكومية وشركات المقاولات الموجودة بحيث نكون على دراية بكافة الإمكانيات المتاحة فى حالة وجود أى طوارىء وكذلك تم تخصيص أماكن للإيواء بالمدارس تم إختيارها بمواصفات معينة مثل قربها للقرى المعرضة للسيول أكثر وكذلك مراكز الشباب خيم ومعسكرات إيواء بها عند الحاجة إليها كما يوجد فى كل مركز «مخزن للسيول» يضم بطاطين وخيام ومراتب بالإضافة إلى إمكانيات الحماية المدنية ونقط الإطفاء والإنقاذ النهرى والمسطحات المائية والبيئة وما توفره من اللنشات عند الضرورة وبالطبع هناك مركز للعمليات فى كل منطقة يكون على إتصال مباشر بالمركز الرئيسى بالمحافظة وإبلاغه الأحداث أولا بأول ونظم معلومات جغرافية يتم خلاله تحديد موقع الكارثة بالضبط فى الغرفة الرئيسية .
ما هى الأماكن الأكثر تعرضاًدائما للسيول فى المحافظة : أجاب قائلاً تتركز فى الهضبة الشرقية دار السلام - اخميم ، ساقلته ، سلامون ، لذا يكون التركيز على هذه المناطق بمجرد حدوث أى أمطار .
lهل هناك تعاون بين المركز وهيئات المجتمع المدنى فى الجمعيات الأهلية ؟ بكل تأكيد هناك اتصال مباشر بيننا وبين الجمعيات التى تقوم بكثير من الجهود وتقديم المساعدات لدرجة تصل أن نتولى جمعية أهلية وإستصلاح أراضى كما حدث عام 1994 عند حدوث السيل وهناك جمعيات تنمية المجتمع فى المراكز وهى الأهم وبالذات الجزء الشرقى عن طريق المعونات العينية من توفير المأكل والملابس وتوفير أعضاء مدربين على عمليات الإنقاذ فى مواجهة الأزمات .
تواصل المهندسة «ماجدة عبدالهادى» مدير المكتب الفنى للإدارة المركزية لرى سوهاج الحديث حول مواجهة أزمة السيول تقول : حدثت الأمطار الغزيرة فى أماكن متفرقة على فترات سقطت على طهطا ، سوهاج ، البلينا ودار السلام وساقلته كانت امطاراً غزيرة ثم بدأت السيول تهاجم منطقة العيسوية شرق خلال الزراعات وجاءت بمنطقة ليس بها مخر سيل تم التغلب على هذا بفتح جسر ترعة نجمع حمادى الشرقية لتصريف المياه ، كما حدث بمنطقة جنوب دار السلام مما تطلب وجود فريق العمل وتوجهه إلى الأماكن المحتمل حدوث سيول بها وتم فتح بوابات محطة الخيام لتصرف على النيل أما السيل الحادث فى منطقة السلامونى وكان أشدهم حيث تجمعت المياه فى الوادى بغزارة وتم فتح البوابات على النيل ورغم ذلك تآكل الجانب البحرى للمخر . وبحكم عملى أكون متواجد فى المقر لتلقى كافة الأخبار ومتابعتها مع الوزارة وكذلك الشكاوى لتوصيلها إلى المسئولين ومتابعتها خطوة بخطوة إلى اليوم كما يتم عمل تقارير بصفة مستمرة للإطمئنان على الصورة التى وصلت إليها المخرات حتى يتم عمل الصيانة اللازمة لها تحسباً لأى ظروف أخرى فى حالة حدوثها لا قدر الله .
ويرى «عدنان بدوى» ماجستير إدارة الأزمات : أن ما يواجهنا من كوارث طبيعية كالسيول أو زلالزل هى أحداث فجائية لكن ليس هناك فى العلم شىء إسمه فجائى أو يعتمد على الصدفة ، وإنما هناك علم منظم فى أمريكا يعرف بالمستقبليات وهو معالج أى أزمة التى لابد وأن تمر بثلاث مراحل تبدأ أولها قبل حدوث الأزمة تتخلص فى إجراء عمليات توعية وتشكيل فرق إدارة الأزمات تكون منتشرة فى أى مكان ثم ننتقل لمرحلة الأزمة نفسها تتركز حول كيفية إنقاذ الأحياء والمصابين أولا وكيفية تقديم الدعم الطبى أما الثالثة تختص بتقييم الأحداث ومحاولة إعادة تأهيل الأماكن المنكوبة فلابد من حدوث توعية بالمناطق المختصة بالسيول والأماكن الآمنة والخسائر البشرية ويكون هناك فريق عمل ويتم إذاعة كود معين لتعاون كافة الجهات وتوحيد الجهود من إعلام وصحة وتضامن من كافة الأجهزة المعنية.
دور المرأة
كان لابد من إلقاء الضوء على دور المرأة وجهودها فى مواجهة الأزمات تشير «د. سعاد سعد» مقرر المجلس القومى للمرأة بمحافظة الأقصر . إلى أن المجلس يضع خطة لمواجهة أى أزمات طبيعية طارئة هناك حالة من التعاون الرائع بيننا وبين الجمعيات المتخصصة كجمعية الهلال الأحمر بالأقصر تبدأ الخطة بتوعية السيدات خاصة المقيمات فى القرى القريبة من الجبال لأنها أخطر المناطق من خلال أعضاء المجلس البالغ عددهم 12 عضوا وعضوة والرائدات الريفيات وبعض المتطوعات اللائى لا يتقاعس عن أداء أى واجب أو مساعدة كما تقوم صديقات المجلس بدور هام جداً فى تنظيم ندوات مخصصة للمرأة الريفية فأرى صورة متآلفة حالة حدوث أى أزمة يمر بها المجتمع محاولين جميعاً أن نعبر الأوقات الصعبة بالحب والتفانى لأنه بقدر الأزمات تظهر الروح الجميلة .
وتشاركها «عنايات أحمد السيد» مقرر المجلس القومى للمرأة بمحافظة قنا الرأى قائلة: يبرز للمجلس دور هام جداً عند حدوث أى كارثة أو مشكلة طبيعية تهاجم المجتمع حيث نتولى كيفية إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعى ومساعدة المنكوبين بشكل أو بآخر معنوياً ومادياً والتعاون مع كافة الجهات وتنبيه المسئولين إلى خطورة بعض المواقع حتى يتم ترحيل الأسر المقيمة إلى أماكن أخرى فلابد من الإجراءات الوقائية تفادياً لأى خسائر .
وتبرز «سناء خليفة» المحامية وأمين صندوق جمعية توجيه ورعاية المرأة بالبلينا دور الجمعيات الأهلية فى التصدى لأى أزمة طارئة تقول أقامت الجمعية بالاستعداد للشتاء بتوفير البطاطين والأغطية وتوليت توزيعها على الأسر الفقيرة المحتاجة كما تقوم بإتخاذ الإجراءات الوقائية وهذا هام جداً وأولها توعية الأهالى بشكل عام والمرأة خاصة للتعامل بشكل سليم فى حالة التعرض لأزمة السيول بأن تكون متابعة لحالة الأرصاد الجوية وبكيفية الإنتقال إلى أماكن أخرى سليمة فى حالة توقع حدوث أمطار غزيرة لأن معظمهن مقيمات فى بيوت فقيرة خاصة فى الجانب الشرقى ، لذا نعقد العديد من الدورات للأهالى لترسيخ المفاهيم الصحيحة للتعامل مع الكوارث لأنه شىء جديد عليهم ولم يعتادوا سيولا بهذا الشكل بالأضافة إلى تهدئة روعهم من حالة الفزع خلال حدوثها كما يتم التنبيه على تغطية أسطح المنازل للحفاظ على الغلال المشونة أو نقلها إلى مقر آخر .
ساحة النقاش