صغيـــرات علــــــــــى الطـــــــــــلاق !

كتبت :سماح موسى

تزوجت منذ عامين وطلقت منذ عام علماً بأن عمري الآن 27 سنة..كنت أحلم بفارس غني جداً حتي يوفر لي متطلباتي وبالفعل تزوجت من شخص غني في المال ولكني اكتشفت بعد الزواج أنه فقير في الأخلاق والمشاعر وأنه لا قيمة للمال بدون حب واحترام فكان يسبني ويضريني علي أتفه الأسباب فطلبت منه الطلاق وبالفعل طلقت وندمت علي ما فعلته في نفسي من أجل المال.. هذا نموذج لمطلقة في سن صغيرة ويوجد نماذج أخري كثيرة.. فلماذا هذه النتيجة وكيف نمنع حدوثها ؟!!ll

lتقول (هبة السيد) 22عاما تزوجت العام الماضى وطلقت الشهر الماضى، وكان أساس الزيجة «غلط فى غلط» لأنها تمت من شخص مختلف تماماً غنى فى المستوى الثقافى والمادى والإجتماعى وبالرغم من رفضى له فى البداية إلا أننى وافقت لإرضاء أهلى فقط وحاولت أن تسير الحياة بشكل طبيعى لكن ذلك لم يحدث فزادت الفجوة بينى وبينه فطلبت الطلاق.

أما (رقية عبدالعزيز) 28عاما تقول طلقت منذ أربعة أعوام ولم يستمر الزواج إلا عاماً ونصف بسبب سيطرة والدة زوجى (حماتى) عليه وعلى تصرفاته معى عندما يدللنى أمامها تتضايق وتقول له «أنت هتكبرها علينا وماحدش هيعرف يكلمها بعد كده..» فبمجرد أن تقول له هذا الكلام يتبدل إلى إنسان آخر فيصرخ فى وجهى وأيضاً عندما يعود من عمله تدعى أننى قلت وفعلت معها أشياء لم تحدث منى فلا يعطينى فرصة للدفاع عن نفسى بل يضربنى أمامها فطلبت منه الطلاق لأننى لم أستطع تحمل الحياة بهذه الطريقة الصعبة.

وتقول (حرية محمد) 19 عاماً تزوجت وأنا في الفرقة الأولى بكلية التجارة وكان قد وعدنى قبل الزواج أن استكمل دراستى ولكن بعد زواجى منه بشهر واحد قال لى أنا لا أستطيع أن أنفق على تعليمك رغم أن دخله يسمح بذلك فرفضت موقفه وطلبت منه الطلاق لأنه خالف وعده معى وأيضاً لأننى أحب التعليم وأتمنى أن أكون محاسبة محترفة وبعد استكمالى الدراسة سأعمل فى أحد البنوك التى يديرها عمى.

أما (ميادة محمد) 30عاماً تزوجت من شخص بخيل ولكنها لم تعرف ذلك لأن فترة الخطوبة كانت «شهراً واحداً» وخلال الزواج الذى استمر «ثلاثة أعوام» كانت تلجأ إلى أهلها للإنفاق على البيت وعلى ابنتها التى عمرها عامان رغم أن دخل الزوج يكفى للإنفاق على البيت وعلى البنت ولكنه كان يرفض ويقول لها «إتصرفى» فبحثت عن وظيفة حتى وجدتها وطلقت منه عندما أصبح عالة عليها فقررت أن تستقل بنفسها بعيداً عنه.

وعن الطلاق فى سن صغيرة تقول: د.عزة صيام أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها أن الطلاق المبكر يرجع أولاً لعدم التفاهم بين الطرفين وعدم فهم الزوجة المتزوجة فى سن صغيرة لمهام الزواج وواجباتها والميل إلى الاستهلاك الزائد فى النفقات وتوقع أشياء من الطرفين قبل الزواج لم يجدها الإثنان فى بعضهما البعض بعدم الزواج وإنشغال الزوج عن البيت لفترات طويلة فلا يكون لديه وقت لمناقشة مشاكل أسرته مما يؤدى إلى زيادتها وتعقدها ومن ثم يؤدى إلى الطلاق.

من جانب آخر فإن الزوجة تريد أن تشبع ذاتها وميولها بالمتطلبات المختلفة والزائدة مع ضيق الموارد والدخل وأيضاً استغلال المرأة اقتصادياً فتجد نفسها تنفق على المنزل خاصة إذا كان دخلها أكبر من دخل الزوج فترى أنه أصبح عبئا عليها فتحاول البعد عنه لكى تستقل بذاتها وترى أنه لم يحقق لها ما تحتاجه فتطلب الطلاق.

ومن جهة أخرى نجد أن وسائل الإعلام لها دور فى الطلاق المبكر من حيث الإعلان عن المتطلبات الأساسية للمنزل والملابس فتطالب الزوجة بذلك فى حين أن الزوج ليس لديه دخل كبير لكى يوفر لها هذه المتطلبات فتطلب منه الطلاق.

ولتجنب الطلاق المبكر تقول د.عزة أن الأمر يتوقف على إعادة بث قيم الزواج وأهمية استمرار الحياة الزوجية من خلال التنشئة الإجتماعية منذ الصغر بحيث لا يكون الدافع الأساسى للزواج هو الدافع المادى فقط وإنما لابد أن تسبقه دوافع أخرى معنوية ودينية تدعو إلى الحرص والتمسك بالطرف الآخر وأن الطلاق هو أبغض الحلال.

أما د. سامى مرسى النجار وكيل كلية الآداب لشئون التعليم والطلاب بكلية الآداب جامعة الزقازيق وأستاذ علم النفس بها فيقول إنه لابد أن نطرح سؤالاً اعتراضيا: من هو الذى يتزوج اليوم ويتعرض للطلاق سريعا ؟!

والإجابة هى أن الذين يتزوجون الآن فى سن صغيرة ويتم طلاقهم أيضاً سريعاً فى سن صغيرة هم من أبناء الطبقة الأرستقراطية (الأغنياء) فالزواج يكون سريعا دون أن يتحمل (الفتى أو الفتاة) أى مسئولية، فالفتاة يكون الدافع الأساسى عندها ماديا، ولهذا نجد (الزواج الصيفى) بمعنى أن تتزوج الفتاة من رجل عربى لمدة قصيرة ثم يتركها ويهاجر إلى بلاده ولا يعود إليها مرة ثانية وإما أن يطلقها قبل أن يغادر أو يتركها معلقة فتدفع هى الثمن غالياً أو أن تتزوج شاباً تتوفر لديه كل إمكانيات الزواج فهو أساساً تربى ونشأ مدللاً وكل ما يحتاجه يجده دون أية معاناه وبالتالى إذا أراد أن يتزوج تختار له والدته العروس ويوفر والداه له عش الزوجية وبعد الزواج ينفقان عليه وعلى زوجته وبالتالى لا يتحمل المسئولية ولأتفه الأسباب يتم الطلاق بلا رجعة ولا يبكى على ما يفقده لأنه يجد من ينفق عليه ومن يزوجه للمرة الثانية!

ومن ناحية أخرى فإن الطلاق المبكر قليلاً ما يحدث فى الطبقة الدنيا أو البسيطة أو الوسطى لأنهم غالبا لا يتزوجون قبل سن الثلاثين الذى يصلون فيه إلى درجة معقولة من النضج العقلى والعاطفى فى سن تؤهلهم لتجاوز المشكلات والعراقيل التى تواجههم كأزواج فى حياتهم اليومية.

وعن مواجهة هذه الظاهرة يقول د.سامى :

لابد أن نغير ثقافة المجتمع والنظرة للزواج بحيث تعتمد على الأخلاق والتوافق الاجتماعى والعلمى بغض النظر عن المستوى المادى فقط.

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,867,316

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز