كيف نستثمر نصر الثورة ودقت ساعة العمل

كتبت: ايمان حمزة

إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلى .. ولابد للقيد أن ينكسر للشاعر العربى أبو القاسم الشابى .

بهذه الأبيات تفجرت ثورة الشعوب العربية .. واحدة تلو الأخرى .. لتصنع إرادة شعب شق بثورته كيان الظلم والفساد وما بين تونس وثورة مصر التى أشاد بها العالم ثورة بيضاء من أجل الحرية وإرساء الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد وإستعادة الثروات المنهوبة لشعب طالت عذاباته وحرمانه ومعاناته من الفقر .. فى بلد ينعم بالثروات .. وعندما فاض الكيل . وإنطلق المارد المصرى من القمقم .. لم يستطع أحد أن يعيده أو يردعه فضحى بدماء وأرواح زهرة شبابه ممن سقطوا من مواجهة الطغاة من أجل حرية بلادهم وشعبهم وتوحدت قوة شعب وإرادته على هذه الثورة التى أطاحت بالنظام وكل تبعاته بعد أن كسرت حاجز الخوف .. لتحقيق الأحلام المستحيلة واقعاً وما نطمح إليه الآن أن نستثمر روح هذه الثورة الشبابية التى توجد عليها كل طوائف الشعب الكبير مع الصغير الغنى مع الفقير المسلم والمسيحى وكل بلدان مصر .. روح شبابنا الذين راحوا ينظمون وينظفون كل شبر من أرض بلادهم .. ويتصدون للفساد ويرفعون شعار هذه هى بلدى أنا المصرى الذى أعتز وأقسم بأن أصون أرض بلادى وأصبح على قدر المسئولية أن أرفع هامتها عالياً لا ألقى على أرضها ورقة لتظل نظيفة .. وأن أتصدى لكل من يحاول سرقتها .. أو نشر الفساد بها .. وأن أعلى من شأنى بكل القدرات من التعليم والمهارات من أجلها ومن أجلى و أجيالنا جميعاً أن أصون بنات بلدى وأحافظ على ممتلكاتنا وآثارنا .. وحتى تتحقق العدالة الاجتماعية بعودة توزيع المرتبات وتوزيع الدخل القومى .. لينال كل مصرى مايمكنه وأسرته من الحياة الحرة الكريمة .. بأن يجد مايكفيه ويمنع عنه ذل السؤال .. أن نواجه الفساد ونستعيد هذه الثروات المنهوبة إلى الشعب المصرى من جديد ليأخذ كل ذى حق حقه .. وحتى لا تسول نفس من الآن إستباحة أرضنا وثرواتنا .. من خلال القضاء العادل .. لتظهر القدوة وأروع ما تكون مع شهداء الوطن وأبطال الثورة .. ليستشعر هذه القوة التى إستعادها شعب مصر من جديد والذين قال عنهم رسول الله «محمد» صلى الله عليه وسلم ستجدون بها خير أجناد الأرض .. لتظل مصرنا بلد الأمن والأمان فلنقف جميعاً فى وجه من يحاول أن يسلبنا أماننا .. ولنبدأ بالتغيير لنعيد للدستور هيبته من جديد ولنعيد للانتخابات نزاهتها فيمن يمثلوننا باختيارنا الحر لأعضاء مجلسى الشعب والشورى والأهم أيضاً اختيار الرئيس والقائد لهذا البلد الممتد بتاريخه العظيم آلاف السنين .. ولتكن بداية جديدة تليق بهذا الشعب المصرى الذى بهر العالم بما صنعه من ثورة أذهلت كل ساسة العالم وشعوبها .. لتكن بداية تليق بهذا الشباب المصرى الواعى الحر المحب لوطنه وحريته وإعادة كرامته يستهين بحياته يقدمها فداء هذا الوطن .. علينا ألا نهدر تضحيات هذا الشباب الغالى والشعب العظيم .. لنعلن بدء ساعة العمل لبناء وطننا على كل ما يعلى من شأنه ومايوحد من شعبه هذه الروح التى فجرتها ثورة 25 يناير لتوحد بين كل أفراد الشعب وطوائفه لنرى أروع ملاحم الشعب المصرى .. علينا أن نستثمر هذا التوحد على صنع بلادنا من جديد من أجل إعادة الحياة ولكن الحياة الكريمة لكل مواطن على أرض مصر لنبدأ من جديد مثل هؤلاء الشباب فى طرح فكرة مصلحتى من أجل مصلحتنا جميعاً .. نتوحد على مشروع قومى من أجل شباب مصر .. و من أجل مواجهة البطالة ومكافحة الفقر بين هذه الطبقات الكادحة من أبناء مصر فى كل مكان من القرى الأكثر إحتياجاً والأحياء والمناطق العشوائية .. كيف نمد أيدينا جميعاً لتغيير وجه الحياة لهؤلاء من أجل حياة كريمة من مسكن لائق ورعاية وخدمات إنسانية أساسية يحتاجون إليها ليشعروا أنهم من أبناء هذا الوطن كما وجدناهم فى أتون هذه الثورة الشبابية الشعبية التى تلاحم بها كل طوائف الشعب لا فرق بين أحد الكل كان ينشد الخلاص لبلاده من القهر والظلم والفساد .

عودة مكانة مصر

ولنبدأ معاً من جديد بكل الحب الذى تفجر بنا كمصريين لبلدنا ولبعضنا .. لنبنى بلادنا ونعيد السياحة من جديد لبلد يعتز به العالم لما يضمه من ثلث آثار العالم.. أن نحمى آثارنا ممن يريدون أن يسلبونها منا .. أن نعيد الوجه المتحضر لشعبنا بعد أن اكتسبنا حب وتقدير العالم لمصر التى أصبحت موضع إهتمام العالم من جديد.. أن نهتم بنيلنا ونرفض كل من يريد أن يلوث مياهه أو يهدرها.. أن نهتم بزراعتنا من جديد بعيداً عن كل من يريد أن يسلب أرضنا الزراعية لينهبها أو يبنى عليها فلنبنى على الأرض الصحراوية ونستصلحها من حوله ليحولها إلى أرض خضراء كما فعل الشباب من قبل.. ولنمد أيدينا إلى هذه الأرض المستصلحة التى عانى أصحابها الكثير بعد أن ضحوا بكل ما لديهم من أجل تحويل رمالها الصفراء إلى مساحات خضراء شاسعة لتمدنا بالغذاء ولنواجه مشكلة الغذاء العالمى ولنستثمر عقول علمائنا وشبابنا وخيرة هذه البلد التى كانت تزرع القمح.. وأجود أنواع القطن.. لنعيد لبلادنا سمعتها وخيراتها بسواعدنا وبعقولنا وسواعد أبنائنا.. لنزرع غذاءنا.. وندير مصانعنا بأنفسنا.. ونقف فى وجه الفساد الذى أوقف عجلة الحياة لتدور فى صالحه ضد مصالح شعب بأكمله.. أن ندين الفساد بشكل حضارى من خلال القضاء النزيه.. ليأخذ كل فاسد ناهب لبلدنا جزاءه.. ولندير نحن جميعاً عجلة العمل فى كل مجال نعمل به لتدور الحياة وتشرق وتنير لنا ولأجيالنا من حولنا ولمن يأتى من بعدنا.. أمانة علينا كما سلمها لنا أجدادنا وأباؤنا وأمهاتنا.. لنخلق لبلدنا خطة للتعليم الحقيقى لأبنائنا وأحفادنا.. كما كانت مصر من أوائل البلدان فى التعليم والحضارة لسنا فقط نتكلم عن الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية ولكن نتكلم عن التعليم المصرى الذى خرج للعالم العلماء أمثال مصطفى مشرفه وسميرة موسى.. والعالم المشد والأطباء الأفذاذ والمهندسين وغيرهم المصريون أمثال العالم الدكتور أحمد زويل.. وفاروق الباز.. ولطفية النادى.. وشفيقة الريدى وغيرهم الكثيرون والكثيرات ممن أثروا العالم باكتشافاتهم العلمية التى أفادت الإنسانية كلها.. نحمد الله أن مصر لديها العقول البشرية التى تستطيع أن تنهض بالتعليم وتحويل تراب الوطن إلى دهب.. من خلال الصناعات التى تحيل كل مخلفاته إلى صناعات عظيمة تفيد فى مصنوعات خشبية مصنعة لأثاث قوى متين رخيص لأجيالنا محدودة الدخل وإن كان لن يعود بيننا فقيراً ومحدودا للدخل إذا ما أستخدمنا كل هذه الثروات المفقودة لتوفر علينا العملة الصعبة وتدر بالدخل على شبابنا وعمالنا ولكل أفراد شعبنا.. لنعيد لمصر مكانتها اللائقة بها فمصر بلد غنية بثرواتها كما أعلن العالم أجمع من حولنا غنية بثروتها البشرية التى هى كنز فى عجلة دوران التنمية والإستثمارات الجاذبة لمستثمرى العالم لأنها فى نفس المكان الذى سيقام به المصانع ولديها كل الخامات التى تحتاج إليها لهذا فهى منطقة جذب للاستثمار العالمى والوطنى فقط علينا أن نستعيد الهدوء والأمان. لدينا ثرواتنا المعدنية والغاز الطبيعى والبترول .. وغيرها من الثروات المعدنية.. إلى جانب الصحراء الشاسعة كسياحة علاجية ونباتات طبيعية دوائية وطاقة رياح وطاقة شمسية علينا إستغلالها وثروات كثيرة تضمها أرض وسماء وهواء ومناجم بلادنا تحتاج إلى عقول وسواعد أبنائنا ورجالنا ونسائنا.. لنصبح أغنى بلاد العالم كما يتوقع لنا من حولنا.. فهل نقوم معاً من أجل مصرنا من أجلنا بعد أن استعدناها ممن نهبوها وسلبونا حقوقنا.. لنعيد المعنى لمصر الحياة مصر الأمل مصر الكرامة والعمل.. فقط علينا أن نستمر فيما بدأناه يوم 25 يناير يوم دقت ساعة العمل الثورى من أجل بناء مصر من جديد معاً..

وفى ملحمة جميلة نرى الجيش المصرى العظيم يحمى الشعب والثروة ليهتف الشباب وطوائف الشعب «الجيش والشعب يد واحدة» وليرسمها معاً.

ooo

باقة وفاء لروح الفارسة سعاد حلمي تحية حب وتقدير منى ومن كل أبناء مجلة حواء للرائدة الكاتبة الصحفية سعاد حلمى والتى تسلمت راية المجلة من الكاتبة أمينة السعيد كثانى رئيس تحرير للمجلة وكانت بمثابة الأم لكل بنات جيلى من الصحفيات.. ولروحها ننحنى تقديراً لهذه السيدة التى علمتنا الكثير ورفعت راية التنوير من مجلة حواء لفتيات ونساء مصر والعالم العربى والتى امتد عطائها لسنوات طويلة ولتأتى ارادة الله بعد صراع طويل مع المرض ونترك بلاغة الحديث عنها مع الزميلة تهانى الصوابى لتعبر عما يجيش فى نفوسنا جميعاً.

 

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,865,066

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز