سلاح ذوحدين: الكمبيوتر وأطفال
هــذا الجيل
كتبت : نجلاء ابو زيد
جيلنا الطالع .. طالع علي حب الكمبيوتر..! وهو حب قد يصل إلي حد الافتتان والهوس، لدرجة أنه أصبح الأستاذ النابغ والصديق الموثوق وكاتم الأسرار والمعاون النفسي لدي الكثير من الفتيات والشباب ومروج الصداقات عبر جميع أنحاء الكرة الأرضية.
ومن هنا كانت أهمية وخطورة هذا الصديق الغير مرئي ولهذا قررنا دق ناقوس الخطر لينتبه الآباء إلي طبيعة علاقة أبنائهم بالكمبيوتر ll
فى البداية تحدثنا مع مستخدمى الكمبيوتر من الشباب لنتعرف على آرائهم وعن ذلك تحدثت هنا هاشم - ثالثة ثانوى- بدأت علاقتى الحقيقية بالكمبيوتر منذ الصف الرابع بوصفه مادة هامة فى الدراسة لكن تدريجيا نشأت صداقة بيننا وفتحت برنامجاً لتسجيل مذكراتى ومشاعرى التى لا أخبر بها أحد سوى صديقى الآلى ومن خلاله عقدت صداقات مع بنات من مختلف الجنسيات وأحيانا تأتينى رسائلا تعجبنى أرفضها لكن لا أتوقف عن التعامل معه فحياتى الطبيعية لا تكتمل بدونه وبصراحة الكمبيوتر أهم شئ فى حياتى .
أما أمنة عادل - أولى حقوق - فتقول : الكمبيوتر حياتى ولولا وجود النت وعقدى للعديد من الصداقات من خلاله لأصبت بالجنون فأمى وأبى يعملان وأشقائى كلهم ذكور وكل شئ فى الحياة ممنوع بالنسبة لى عيب اتفسح مع صديقاتى ، عيب أزور بنت فى بيتها ، المسموح الوحيد هو الكمبيوتر بالتالى أصبحت أعيش حياتى الحقيقية عليه لدرجة أن أصدقائى على النت أكثر من أصدقائى فى الواقع ويعرفون عنى ما لا يعرفه أهلى فأنا على النت حرة لا أخذ أوامر من أحد ولا يتدخل فى شئونى أحد !!
ناهد على حرمت من الكمبيوتر بعد تجربة سيئة على النت تتحدث عنها قائلة : منذ طفولتى وأنا أتعامل مع الكمبيوتر ثم النت والفيس بوك وبالرغم من أنى لم أتجاوز السادسة عشرة إلا أننى ارتبطت عاطفيا بشاب من لبنان وكان الأمر مجرد صداقة فى البداية وأعطيته صورتى باعتبار الأمر عاديا لكن للأسف تطور الأمر وبدأ يهددنى بنشرها ... وأخبرت أهلى وعاقبونى وقطعوا النت عن البيت ولم أعد أجلس على الكمبيوتر إلا فى المدرسة فقط وبصراحة تسبب لى النت فى أزمة عمرى لذلك لا أعتبره سوى عدو خفى لا يلتفت إليه أحد ولا يأخذ حذره منه .
أما إذا كانت هذه آراء البنات فالأولاد لهم آراء :
زياد عادل - ثانوية عامة - يقول : بدأت أرتبط بالكمبيوتر وعمرى 10 سنوات وبدأت أعتمد عليه فى كل شئ وبدأت أصمم برامج من دون أن أتلقى دروسا خاصة فى التصميم فالكمبيوتر أستاذى وعندما أكون بمفردى فى البيت أتسلى مع الكمبيوتر عن طريق زيادة معلوماتى عن برامج التشغيل والحفظ ولأننى أعشقه أنوى أن أصبح مهندساً فى البرمجة لكن المشكلة أننى أسمع من زملائى عن مواقع على الفيس بوك وأشياء أخرى خارجة أفكر فى الدخول إليها لكننى أخاف الفضول يجذبنى ثم أتراجع وأتمنى أن تختفى حتى لا تضيعنى وغيرى من الشباب !!
أسامة حسن - ثانوية عامة - يقول : الكمبيوتر دنيا حقيقية يعيش فيها كل الشباب وبوجوده أشعر أن لى أهمية ولست مجرد شخص فى أسرة دائما مشغولة عنى فمنذ أن أشترى لى والدى الكمبيوتر ثم أدخل وصلة النت وهو لا يعرف عنى شيئاً والوضع ده مريحه ومريحنى فأنا أعقد صداقات مع شباب وبنات من كافة دول العالم ودخلت فى قصة حب مع بنت من أستراليا وستحضر هذا الصيف إلى مصر ومشكلتى كيف سأعرف أهلى عليها وهم لا يعرفون أساسا عنها شيئاً فهم يعتقدون أننى أشاهد أفلام وألعب على النت لا أكثر !!
وإذا كانت هذه آراء الشباب فما تعليق الأهل :
السيدة مديحة خالد - ربة بيت - تقول : الكمبيوتر والنت ضيعوا الأولاد وبارادتنا وأنا شخصيا أخاف من الساعات الطويلة التى يجلس ابنى أمامه لكن لا أعرف كيف أمنعه عنه فأولادى كبروا وأصبحوا فى الجامعة وثانوى وأنا لا أفهم فى الكمبيوتر ووالدهم دائما مشغول فى العمل ويعتبرنى المسئولة عن كل شئ وطلبت منه فصل النت لكنه رفض على أساس أن كل البيوت فيها نت وأحمد ربنا إن أولادى فى البيت أمام عينى لكنى خائفة أشعر أنهم يشاهدون أشياء لا أعرفها حاسة أن هناك خطراً لكن لا أعرف إزاى أتعامل معه ولازم الحكومة تتدخل وتحذف حاجات من النت .
يختلف معها الأستاذ وجدى وجيه رجل أعمال أولادى علاقتهم قوية بالكمبيوتر وكل واحد عنده جهاز فى غرفته ويدخل على النت ولا أخشى شيئاً لأننى أجلس معهم وأفتح الغرفة وهم يجلسون أمامه وأناقشهم فيما قد يتعرضون له على الجهاز وضرورة ألا ينساقوا وراء مواقع اباحية أو متطرفة وبالتأكيد لا أضمن أنهم ينفذون ما أقول لكن على الأقل أشرح لهم كى يفكروا ولا يسهل جذبهم لأى شئ خطر قد يضرهم وربنا يحرسهم فنحن كأولياء أمور لا يمكننا إبعادهم كليا عن هذا الصديق الذى أدمنوه وكل ما علينا أن نراقبهم قدر المستطاع.
وتعليقا على ما قاله الأبناء والآباء توجهنا للمتخصصين :
وعن ذلك تحدثت د. مارى عبدالله - أستاذ علم النفس التربوى - كلية تربية قائلة :
التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءاً أصيلاً فى حياتنا لا يمكن الاستغتناء عنه من هنا أصبح الكمبيوتر فردا من البيت لا يمكن طرده لكن يجب على الأسرة ألا تنسحب من مسئوليتها التربوية ودورها فى التنشئة السليمة لأبنائها لهذا الجهاز مهما كانت امكانياته ، فالمشكلة الأساسية فى المجتمعات العربية بعد ظهور وانتشار الكمبيوتر والنت أننا أصبحنا مستخدمين للشق الاستهلاكى للتكنولوجيا دون أن نحاول أن نستفيد من وجوده فى البيت فى تطوير كفاءتنا فى جميع المعلومات وزيادة المهارات ، فالأبناء يجلسون فى طفولتهم لساعات يلعبون كل الألعاب العنيفة على النت والأسرة تشكو دون أن تتدخل لوقف هذا الأمر الخاطئ الذى أثبتت الدراسات أنه يرفع معدلات العنف عند الأطفال فى تعاملاتهم اليومية داخل البيت أو خارجه بعد ذلك وعندما يصلون للمراهقة يتغير استخدامهم للنت فلا يركزون على الألعاب لكن يبدأون اكتشاف المواقع المختلفة والأسرة تشكو وتعلن خوفها دون أن تبذل مجهودا فى الحد من سيطرة هذا الصديق غير المرئى على أبنائها حتى تحدث الكارثة وتلقى المسئولية كلها على الكمبيوتر وهذا لا يعنى دعوة للعودة للوراء أو منع الاعتماد على النت لكن دعوة للانتباه للقيام بدورنا كآباء بالمراقبة وبالصداقة مع أبنائنا بتوعيتهم بشكل مباشر وغير مباشر بالجلوس معهم لساعات أمام النت أن ندخل أنفسنا تدريجيا فى عالمهم التكنولوجى حتى لا ينفرد بهم هذا الصديق الغير مرئى ويتغير أولادنا وهم فى حجراتهم فإذا كان الولد يفسد الولد فالكمبيوتر والنت يمكن أن يفسدا أجيالاً كاملة فى ظل غياب الوعى الأسرى ولا يوجد ضرر إذا بدأت الأسر يالاستعانة بخبير لحجب بعض المواقع الإباحية وبعد ذلك عليها ألا تترك الابن ساعات طويلة مع هذا الجهاز لكن يجب أن يجلس معهم وأن يعودوه على أن يكون اجتماعياً وألا يســــتغنى بالكمبيوتر عن العالم
ساحة النقاش