بعد 25 يناير

جولة داخل أسوار الجامعة

كتبت :منار السيد

بدأت ساعة الحرية تدق أجراسها داخل أسوار الجامعة وراح الجميع يفكر ويناقش ويرفض ويحاور هذا الجيل الصاعد هذا هو شباب مصر.. هذه هي «حواء» داخل أسوار الجامعة، تتابع ما طرأ علي أساتذتها وطلابها من حرية وفكر ورأي.

تقول الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوى الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: اننا لابد أن نتفق أولاً على نقطة هامة وهى أن الشباب أصبح لديهم «نهم للحرية»، بعد فترة طويلة من القمع والإضطهاد والرقابة المشددة على حرية الرأى والتعبير، لذلك فبعد إندلاع الثورة خرج الشباب عن صمته ودافع عن حقه فى الحياة وعبّر رأيه بكل شجاعة وحرية، لتكون هذه الثورة هى ميلاد حرية الشباب.

مبادئ الثورة

وتضيف الدكتورة ثريا أن الثورة لها قوانين وأخلاقيات ومبادئ، لأنها لا تعنى الفوضى بل إنها تدعو إلى تأصيل المبادئ والعمل بالقوانين والالتزام بالحقوق والأخلاقيات، بما إن الثورة إندلعت بسبب الفساد والظلم الذى عانينا منه سنوات طويلة، فيجب علينا الالتزام بأخلاقياتها.

وعلى كل أستاذ جامعى أن يعيد العلاقات بينه وبين الطلبة، وأن يبدأ كل شخص بنفسه لمقابلة ما أسميته من قبل نهم الحرية المتشبع به الشباب وهذا سيعود بالطبع على طبيعة الأستاذ الجامعى وطبيعة العلاقة بينه وبين طلابه، وأنا أرى أن العلاقة يجب أن تكون متبادلة، بمعنى أنه إذا أراد الطالب التغير والحرية فعليه هو أيضاً الالتزام بمبادىء هذه الحرية وهذا يتضح فى الحوار القائم بين الطالب وأستاذه وكيفية إدارة هذا الحوار وأن يتقبل كل طرف منهم الرأى والرأى الآخر حتى يتم الوصول إلى النتائج المطلوبة وتلبية مطالب الطالب أو التعرف على آرائه فى قضية ما.

مطالب مشروعة

وبالنسبة لمطالب الطلاب فهى مطالب مشروعة ويجب الاستجابة لها، لأن شباب الثورة هم شباب واعٍ يعرفون ما لهم وما عليهم، والذين قاموا بتقديم قائمة بالمطالب المشروعة ودافعوا عن حقوقهم بمظاهر سلمية أظن أنهم يعون جيداً المطالب المشروعة التى يريدون تحقيقها.

مطالب إعلام

وعلى مستوى طلبة كلية الإعلام فتؤكد الدكتور ثريا على أن مطالب شباب الكلية التى انطلقت من على جروب الفيس بوك. مطالب مشروعة جداً ومن حقهم، لذلك دعا الدكتور سامى عبدالعزيز عميد الكلية إلى جلسة حوار مع الطلبة للتعرف على مطالبهم عن قرب وجاءت هذه الدعوة أيضاً من خلال جروب أنشأناه نحن أيضاً على الفيس بوك لدعوة الطلبة لحضور هذا الحوار، بعد أن تأكدنا من أن الفيس بوك هو وسيلة هامة للتواصل مع الشباب.

نقابة للإعلاميين

وتمثلت مطالب طلبة كلية الإعلام فى حقهم فى إنشاء نقابة للإعلاميين تضم جميع خريجى الإعلامى بعد تخرجهم مباشرة، وأن يكون لخريجى قسم الصحافة بالكلية الانضمام مباشرة لنقابة الصحفيين وإتاحة فرص عمل لهم فى المؤسسات الصحفية، وأيضاً إتاحة فرص عمل لخريجى قسم الإذاعة والتليفزيون للعمل بماسبيرو وتكون الأولوية لخريجى كلية الإعلام جامعة القاهرة.

الشباب الواعي

أما الدكتورة إيناس أبو يوسف أستاذ مساعد فى قسم صحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة فترى أن جميع مطالب الشباب مشروعة، هذا الشباب الذى قتل بعضهم  غدراً دفاعاً عن ثورتهم البيضاء وعن مطالبهم المشروعة فى تطهير البلاد من الفساد، وتؤكد على أن هؤلاء الشباب لن يكون بينهم أى فاسد وهم يدركون جيداً مطالبهم وكيفية المطالبة بها ولن يحدث منهم أى تطاول لأن أيام الثورة هى أنقى أيام مرت على تاريخ مصر، فشباب التحرير الذين اعتصموا بالميدان لم يصدر منهم أى فعل خارج ولم تحدث أى جريمة تحرش جنسى على الإطلاق فهذه هى مصر الحقيقية.

الفساد الجامعي

وبالنسبة للجامعة فتؤكد الدكتورة إيناس أنه حان الوقت لإعلان مبادرة مجالس الكليات والجامعات فى النظر فى الشكاوى المقدمة فى بعض الأساتذة الجامعيين لبعض الممارسات التى كانوا يمارسونها ضد الطلبة كبيع الكتب الدراسية بأسعار باهظة أو الفساد الإدارى والإضطهاد ضد الطلبة، ومشكلتى الحرس الجامعى والنقاب، والأمن ولا أقصد الأمن العادى بل أقصد جهاز الأمن الذى يتحكم فى من يتم تعيينه أو توليه أى منصب، أظن أن الوقت قد حان لتطهير الجامعات من الفساد.

اتحاد الطلبة

فيقول محمود أحمد الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب أنه فخور بالثورة، وبالحرية التى عبرنا عنها بمظهر سلمي، وبتطهير البلاد من الفساد ويؤكد على أننا كشباب مدركون لما نريده ونحترم رموزنا وقدوتنا فهذه أهم مباديء الحرية.

وبالنسبة للجامعة فبالطبع نفكر كشباب وطلبة فى بعض التعديلات التى ستطالب بها إدارة الجامعة وهى وضع أسس لانتخابات اتحاد الطلبة، والمساواة فى الفرص وإلغاء المحسوبية والواسطة واستبعاد بعض الرموز المسيئة لهيئة التدريس لضمان بدء عهد جديد من الحرية والدراسة والتعليم الذى نحلم به.

حوار متبادل

سهام محمود طالبة بكلية تربية قسم تاريخ تؤكد على أن شباب الثورة لم ولن يحدث منهم أى تطاول فى الحقوق والحرية التى يحلمون بها، بل سيتم ذلك فى إطار حوار متبادل نفكر فى عقده مع عميد الكلية لعرض مطالبنا ورؤيتنا لبعض الأمور الخاصة بالجامعة ونظن أنها مطالب مشروعة ونطلبها أيضاً بطريقة مشروعة.

أما محمد إسماعيل طالب بالفرقة الأولى كلية الإعلام فيحلم بتحقيق المطالب التى طالبوا بها من خلال الجروب الذى أنشأوه بعد الثورة والخاص بمطالب كلية الإعلام، وهو يؤكد على أنهم سيستمرون فى المطالبة بحقوقهم حتى يتم تحقيقها، ولكن التظاهر سيكون بشكل سلمى للوصول إلى الحوار المراد للتحقيق الفعلى للمطالب وليس للمسكنات التى حدثت فى الحوار السابق مع عميد الكلية.