كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك ؟

كتبت :أسماء صقر

يبدأ الخوف عند طفلك عندما ينمو خياله من سن الثالثة من العمر حيث يتعرف علي الأخطار التي تحيط به كالخوف من الظلام أو الخوف من الحيوانات كالقطط والكلاب أو الخوف من الأصوات العالية جدا أو الموت ويبدأ الطفل بالتساؤل والاستفسار وعندما لا يجد التفسير المقنع للفكرة التي تراوده يشعر بالضعف والخوف الشديد مما يجعله يمر بفترة يعاني منها الطفل بإضطراب سواء في الشهية أو في تصرفاته كما تلعب القصص المخيفة والتهديدات التي يتلقاها الطفل من الأم دوراً في إخافته ولمعرفة الطرق التي تتغلبين بها علي مخاوف طفلك إقرئي معنا السطور التالية ll

 يقول الدكتور تامر عبدالرحمن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة :

أن الخوف إنفعال غريزى طبيعى يدفع الإنسان إلى حماية نفسه من مصدر الخوف ولولا الخوف ما خشى الإنسان من اللعب بالنار أو الدخول إلى الأماكن غير الآمنة ويخاف الأطفال عموما من الكثير من الأشياء المحيطة بهم ولكن هناك خوف بسيط وخوف شديد الخوف البسيط ممكن أن يتغلب عليه الطفل والخوف الشديد لا يستطيع الطفل التغلب عليه بمفرده لأنه يطلب الحماية المتكررة من أسرته حتى فى أبسط الأمور.

 وأعراضه تكمن فى الخوف الشديد والوساوس التى لا نهاية لها مما يؤدى ذلك إلى إرهاق البدن وإجهاد القلب، وأيضا كثرة الأحلام والكوابيس المخيفة واستيقاظ الطفل من نومه مذعوراً.

وظهور أعراض جسدية عند توتر الطفل مثل سرعة التنفس والتأتأة فى الكلام والعرق الشديد وفقدان الشهية وتجنب الطفل للجلوس بمفرده وحيداً أو التواجد بمفرده فى أماكن مظلمة والخوف من الأشخاص الجدد أو المدرسة أو من أى مكان غريب عنه وشعور الطفل بالتردد الدائم دون مبرر وضعف ثقة الطفل بنفسه والتوتر وعدم القدرة على إتخاذ القرارات وسرعة إنفعال الطفل فى الظروف العادية وعدم قدرته على السيطرة فى انفعالاته والمبالغة فى تصور عواقب أى موقف حتى لو كان بسيطاً والتحدث والتفكير كثيرا فى الأوهام والخرافات كالخوف من العفاريت.

 وعلاج الخوف الشديد عند الطفل لا علاج له إلا بالمواجهة وتبصير الطفل بحقيقة الأمور وإذا تطور الأمر على الطفل يمكن اللجوء إلى الطبيب النفسى لمواجهة ما يعانيه الطفل من خوف شديد (غير مبرر).

 ويرى الدكتور محمود كمال خميس أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب عين شمس، أنه يمكن للوالدين إتباع طرق لتشجيع الطفل على مواجهة مخاوفه منها مساعدة الطفل على التحكم فى خياله عن طريق تخيل الأمر المخيف بأمر مضحك وتحكم الوالدين فى مخاوفهما حتى لا ينقلا تلك المخاوف للطفل واختيار الألعاب التى تساعد فى بناء قيم الطفل وتكسبه خبرات جديدة والاعتدال فى حماية الطفل ومعاملته بطريقة متوازنة وتدريب الطفل على مواجهة الخوف عن طريق التحكم فى النفس وزرع الإيجابية وإكتساب المهارات الحياتية مثل حل المشكلات والثقة بالنفس واتخاذ القرارات والتحكم فى الانفعالات التى تصدر من الطفل.

 وتقديم نموذج لطفل شجاع أمام أشياء مخيفة وبالتدريج سيقوم الطفل بالتقليد وتعريض الطفل تدريجيا للأمر الذى يخيفه فى وجود الأم ومتابعة سلوكيات الطفل فى المدرسة من خلال المدرسين.

 وترديد الكلمات الإيجابية للطفل مثل «أقدر وأستطيع بإذن الله سبحانه وتعالى» فهى تساعده على مواجهة الخوف.

 تنصح الدكتورة ماجدة القاضى أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية الأم بعدم الاستهانة بما يشعر به طفلها من خوف ولا تغضب من خوفه والاستماع إلى كل ما يرغب الطفل أن يخبرها به عن خوفه فقد تتفهم الأم أسباب خوفه وعدم تهديد الطفل بكل ما هو مصدر خوفه كرجال الشرطة أو الساحر أو الحرامى وغيرهم.

 ويجب مراقبة ما يشاهده الطفل فى التلفاز ومحاولة إيجاد طريقة جدية ومباشرة لما يعانيه من فقد الشهية أو التبول اللاإرادى ليلا ولا تجعليه حدث اليوم كله ومراعاة عدم إطفاء النور فى غرفة الطفل فالنور الخافت يشعره بالأمان وعدم إغلاق باب غرفته كليا حتى لا يشعر أنه انفصل عن والديه.

 وحضرى الإجابات المتعلقة بالموت فعليك أن تكونى واثقة ومقتنعة بالإجابات على أن تنسجم مع نمط تفكيره.

 ولكى تتغلبى على مخاوف طفلك أيضا إجعليه يعتمد على نفسه ويستقل ببعض قراراته وكونى صريحة معه وانتقدية حين يستدعى الأمر ذلك ونمى شخصيته من خلال الحوار وعلميه احترام النظام وإبعديه عما يثير خوفه كالقصص المخيفة والأماكن العالية والمظلمة ولا تبالغى فى خوفك على طفلك.