<!--<!--<!--<!--<!--
متـــــى يقــــــــول طفــــــلك
لو لم أكن مصريا
لوددت أن أكون مصريا؟!
كتبت :سماح موسي
ما أورع أن تشاهد طفلة في السنة الثالثة من عمرها وهي تردد أغنية «ياحبيبتي يا مصر» للمطربة العظيمة شادية بكل كلماتها وألحانها بكل دقة وانفعال شديد! فكيف يمكنك تنمية حب الوطن والانتماء عند طفلك منذ صغره أكثر وأكثر؟!
يقول الدكتور محمد السكران أستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة فى البداية نشير إلى أن مؤسسات بناء الطفل وتكوينه يتم تحديدها فى ثلاث مؤسسات رئيسية هى الأسرة والمدرسة والإعلام إلى جانب الأصدقاء فالتربية تبدأ من الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية لبناء شخصية الطفل وبالتالى ينبغى أن تهتم الأسرة بتربية أبنائها على الحب والتسامح وتعميق انتماءه الأسرى الذى يترتب عليه بالضرورة انتماؤه للجماعة ثم للوطن بالتبعية.
أما المدرسة فنقصد بها الناخ التعليمى وكل ما فى المدرسة من جوانب مادية وبشرية وما يتم بها من نشاطات وخاصة طابور الصباح فهو مهم جدا فى حب الوطن وتوطيد العلاقات الإنسانية داخل المدرسة ثم نأتى لدور المناهج الدراسية التى يجب أن تتضمن مفهوم المواطنة وخاصة المواد الاجتماعية واللغة العربية والتربية الدينية.
ثم ننتقل بعد ذلك لدور الإعلام، وهو هام جدا فى السيطرة على عقلية الطفل فلابد أن يركز الإعلام على نشر القيم والأخلاقيات الحميدة والانتماء للوطن وبعد ذلك ننتقل لدور الأصدقاء فى تكوين وتشكيل شخصية الطفل الذي يأخذ من صديقه صفاتا أكثر مما يأخذها من أسرته.
أما د. سامى مرسى النجار وكيل كلية الآداب بجامعة الزقازيق وأستاذ علم النفس بها فيرى أن حب الوطن والانتماء إليه وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية يتم من خلال التنشئة الاجتماعية فلابد أن تربى الأسرة الطفل على حب الآخر وحب الأسرة ومن ثم حب المجتمع والوطن وهذا يتم من خلال احساس الطفل بتفضيل أسرته له وأن يكون له كلمة مسموعة وكيان خاص به وأن تنمى بداخله ثقافة الاختيار وثقافة الرأى والرأى الآخر وتقبل النقد ومتى يتحدث ومتى يصمت وبهذا يتم تكوين طفل لديه ثقافة وليس لديه اضطراب داخلى وبالتالى يكون ذا شخصية متزنة داخل أسرته ومن ثم داخل جماعات الحوار وداخل المجتمع وداخل الوطن فعندما يشعر بأهميته وبأهمية ما يفعله تجاه الآخر يدرك بأن له دورا يقدره المجتمع فيزيد ولاؤه له وترتفع لديه الهوية الوطنية ويزيد احساسه بنفسه وهذا من خلال احترامه لذاته واحترامه للآخر وبالتالى تزيد معدلات الولاء للمجتمع ومن ثم تكون لديه هوية وطنية حقيقية فينطبق عليه قول «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا».
فلابد أن تعلم الأسرة طفلها حب مصلحة الجماعة دون حب مصلحة الذات أو الفردية بعيدا عن المذهب الليبرالى أو الاقتصادى الرأسمالى وتدعيم المذهب الاشتراكى لديه بمعنى أن يشترك فى تنمية الأسرة فقد يؤثر العامل الاقتصادى أو المادى فى تغليب المصلحة الشخصية على العامة فى بعض الأسر الفقيرة لهذا لابد من التأكيد على بث القيم والأخلاقيات الحميدة وحب الجماعة عن الحب الذاتى فلا نعنى بذلك كراهية الذات ولكن حب الذات بحيث لا تضر مصلحة الجماعة.
وننتقل لدور الأوساط الاجتماعية المختلفة فى تنمية الانتماء للوطن لدى الطفل ونقصد المدرسة والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والتعلم أو التثقيف الذاتى الذى يتم خلالها جعل الطفل يتأثر بها أكثر من الأسرة فتعتبر غزوا ثقافيا وفكريا فيحصل على معارف مختلفة فينشأ نشأة ثقافية تختلف عن النشأة الطبيعية للطفل العادى وغالبا يعتمد عليها الطفل اعتمادا أكبر فى نشأة ذاته وقناعته الحياتية بها فلهذا لابد من وجود الرقابة الأسرية على الطفل من كل ما يكتسبه من معلومات على الانترنت بحيث لا يشعر الطفل بالذاتية وأنه هو العارف ولديه معلومات والآباء ليس لديهم معرفة بما يعرفه هو وبالتالى يزيد احساسه بالذاتية ويفضل مصلحته الخاصة على مصلحة أسرته وبالتالى على مصلحة مجتمعه ووطنه ولا يكون لديه انتماء وحب للوطن.
فلابد أن نعلمه كيفية الاستخدام والتعامل الأفضل للانترنت ومصادر المعرفة عموما فى ظل تعددها.
وتقول د. غادة عبيدو أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس أنه لابد أن نعلم الطفل أولا ما معنى الوطنية والانتماء للوطن وخلق الوعى لدى الطفل حتى لا تصدر منه التصرفات الخاطئة من عدم المحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة ولابد من تفعيل دور المدرسة من خلال الاهتمام بالمناهج الدراسية وخاصة منهج التربية الوطنية فهى مادة أساسية ولها ميعاد فى الجدول المدرسى مثلها مثل المواد الأخرى ونعلم الطفل كيفية الحفاظ على الوطن داخليا وخارجيا خاصة الأمن القومى والوطنية وبث روح الوحدة وحب البلد والاستمرار فى العمل على رقيها وتقدمها وعدم التخلى عنها عن طريق الهجرة للخارج فلابد أن نتحمل كل الصعاب حتى نحافظ على وطننا.
وللإعلام دوره الكبير فى الانتماء للوطن من خلال تجنب الشائعات التى يتم الترويج لها من خلال الإعلام ولابد من السيطرة على ما يتم نشره للحفاظ على أمن الوطن وخلق وعى راق للطفل منذ صغره.
وبالطبع لا ننكر دور الانترنت فى القيام بثورة 25 يناير التى أجبرت العالم كله على احترام مصر والمصريين أكثر وأكثر فالانترنت وسيلة اتصال هائلة قادرة على توصيل أكبر قدر من الأفكار فى وقت واحد فالأطفال تأثروا بشكل كبير بثورة 25 يناير وأيضا كانوا مشاركين فيها وهذا فى حد ذاته احساس بالانتماء للوطن وعنصر فعال فى التنمية فلابد من استغلال ذلك عند الطفل من خلال تهذيب سلوك الدفاع عن الحق وأتمنى تعليمهم تدعيم هذا الانتماء بنوع من الثقافة السياسية.
فأريد أن أوجه رسالة للآباء والأمهات أنه لابد أن نربى أطفالنا على المفهوم الصحيح لحب الوطن والانتماء للبلد لأنها البلد الذى نعيش ونموت فيها وننعم بخيراتها والمعنى الحقيقى للحرية المسئولة بعيدا عن مفهوم الديكتاتورية والحرية المطلقة لكى تقابل الديمقراطية والحرية قدرا من المسئولية لكى نتفاعل ونشعر بالديمقراطية التى سنعيشها فى الفترة القادمة.
ساحة النقاش