أعمال الشهيد أحمد بسيونى فى بينالى فينيسيا

كتب :صلاح بيصار

يعد بينالي فينسيا أهم وأعرق بينالي في العالم .. وقد جاءت دورته الأولي عام 1895 .. وكانت أول مشاركة لمصر 1938 حيث شاركت بأعمال الفنان محمود سعيد صاحب «بنات بحري» .. وانقطع البينالي بعد تلك الدورة حين توقف بسبب الحرب العالمية الثانية .. وعاودا نشاطه بدءا من عام 1948 .. وكانت مشاركة مصر في هذه الدورة بأعمال الفنان محمد ناجي والذي كان منظما للجناح المصري ومنذ عام 1955 اصبح لمصر جناح خاص بها.. وظلت مشاركتها في دورات البينالي بلا توقف وفازت بجائزة الأسد الذهبي لأحسن جناح عام 1995 عن عمل فني بمشاركة ثلاثة فنانين : مدحت شفيق وأكرم المجدوب وحمدي عطيه.

وبينالى فينيسيا بمثابة المؤشر أو بوصلة الإبداع فى العالم حيث يعكس لأحدث اتجاهات الابداع.. بدءا من الفنون الأصيلة من النحت والتصوير.. إلى تلك الفنون التى ارتبطت بالثورة الرقمية والوسائط الحديثة والتى يطلق عليها فنون ما بعد الحداثة أو ما بعد الصناعة .. وهى فنون تنوعت من الفيديو آرت والكمبيوتر جرافيك.. إلى ثورة الليزر .. وقد امتزجت الصورة الالكترونية وتداخلت مع الصوت والضوء والمؤثرات العديدة فى عمل فنى واحد .

شباب الفن

والمدهش أن ثورة 25 يناير والتى قام بها الشباب وتحولت إلى ثورة شعبية.. اعتمدت على الوسائط الحديثة من الروابط الاجتماعية التى تبث عن طريق الانترنت خلال «الفيس بوك» و«التويتر» .. حتى أنه من بين ما كان يتردد من شعارات وهتافات بميدان التحرير وبشكل يعكس لسخرية الشخصية المصرية وجمالها «الفيس بوك على كل ظالم» .

ومن بين ما يربو على 800 شهيد بثورة مصر .. رحل الفنان أحمد بسيونى «33 سنة» المدرس بكلية التربية الفنية جامعة حلوان وقد استشهد وهو يمارس الفن من خلال كاميرا حديثة «ديجتنال».. وذلك يوم 28 يناير برصاصة غادرة .

شارك بسيونى فى الإبداع المصرى منذ تخرجه عام 2000 وتميزت أعماله بالمزج بين الفيديو والصورة الفوتوغرافية والموسيقى وليس أجمل من كلماته التى صاغ بها تحربته .. يقول: «لقد استفدت وتأثرت كثيرا بحركة الفن الحديث والمعاصر والتى تستخدم أدوات جديدة وبعيدة عن الأكاديمية .. وكان لإطلاعى على أعمال الفيديو أثر كبير انعكس على أعمالى الفنية وجعلنى أعمل على اتخاذ تلك الأدوات كوسيلة لتقديم رسالتى إلى المجتمع .. وخلافا للفيديو تأثرت بفنون الصوت وكيفية استخدامه للتعبير عن حالة تشكيلية.. خاصة كفن يعيد التوافق الصوتى المفهوم وغير المفهوم .. ومحاولة المزج بين الوسائط الصوتية التى تنتمى لثقافات مختلفة مثل دخول آلة الربابة فى كورال أوبرالى».

وقد شارك بسيونى فى معرض «ليه لأ؟» الذى أقيم بقصر الفنون عام 2010 من خلال مشروع فنى «فيديو ارت» بمثابة بحث عن الطاقة المستهلكة ذاتيا فى اطارها المتغير والمنتظم كنظام مرتبط بالجسم .. وهو مشروع يمتزج فيه الابداع مع الفلسفة والمنطق الرياضى فهو اجراء حسابى يظهر فى طريقة أداء تفاعلى يصاحبه شاشة عرض تظهر نتائج استهلاك الطاقة قى قيم رقمية .

وقد قررت لجنة المعارض بالمجلس الأعلى للثقافة ترشيح مشروع بسيونى الفنى والذى قدمه بعنوان «30 يوم جرى فى المكان» فى «ليه لأ؟» وذلك لتمثيل مصر فى جناحها فى بينالى فينسيا فى دورته 54 هذا العام .. وكان الشهيد بسيونى يقوم بأداء حى بشكل يومى داخل قاعة من البلاستيك الشفاف تم اقامتها بمعرفته فى الساحة الخارجية لقصر الفنون .. موضحا معنى فكرة الجرى فى المكان والطاقة المبذولة لهذا العرض .. وسوف يشرف الفنان شادى النشوقاتى على المشروع حتى يبدو متكاملا بنفس صيغة بسيونى التعبيرية .

عطاء الدم

وبعنوان : «أحمد بسيونى .. عطاء الدم» أصدر أربعة من زملاء وتلاميذ الفنان الشهيد بسيونى كتيبا انيقا .. يضىء على شخصيته وفنه وهم : استاذه د. مصطفى الرزاز مع الفنانين محمد طمان واسلام زكى وشادى النشوقاتى .

ويقول د. مصطفى الرزاز : عندما ابلغنى زميله الفنان أحمد عبدالغنى وهو منهار بالحادث المفجع تجلت فى خاطرى ابتسامة أحمد بسيونى الصافية البريئة وحلمه الانسانى وتوقده الذهنى وطموحه الطبيعى .. فشعرت بطعنة قوية فى صميمى .. لقد أعطى أحمد الكثير للعديد من الشباب الطموح مع الفنان شادى النشوقاتى حيث اسسوا مدرسة على هامش المدرسة بكلية التربية الفنية وعقدوا ورش عمل مكثفة حول فنون العصر متعددة الوسائط متقدمة المفاهيم عبر السنوات العشر الماضية .. رحم الله الانسان النبيل والفنان الصادق رمز الجسارة والايثار..

25 ينــــايـــــر

ولقاء التشكيليين

بحضور عدد كبير من الفنانين والنقاد وأساتذة الكليات الفنية.. عقد اللقاء الأول للتشكليين والذى دعا إليه د. أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية وذلك بالقاعة الرئيسية بقصر الفنون بأرض الاوبرا .. وذلك من أجل مستقبل الحركة التشكيلية وكيفية النهوض بها بعد ثورة 25 يناير .. وقد نوقشت العديد من القضايا من بينها .. عمل معارض تخاطب جمهور الابداع بطول مصر وعرضها .. والاهتمام بالفنون على تنوعها من الحرف البيئية إلى الفنون البصرية الحديثة وتفتيت المركزية وحماية لوحات الرواد من التزوير .

 

المصدر: مجلة حواء -صلاح بيصار
  • Currently 36/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 986 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,826,452

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز