إبريل شهر الأعياد .. وتحقيق الغايات
كتبت : ايمان حمزة
أجمل شىء أن نعيش انتصاراتنا التى حققناها بتلاحم جموع قوى الشعب مع قواتنا المسلحة وجنودنا البواسل الممثلة فى جيشنا المصرى .. والذى حقق لنا عبور الهزيمة والألم وتحقيق الحلم فى النصر وشرف استرداد كل شبر من أرضنا الحبيبة .. بفضل من الله ودعمه تحققت انتصارات أكتوبر وكانت المفاجأة التى أذهلت العالم فى الجندى المصرى وإرادة المصريين .. فى الانتصار على العدو الإسرائيلى الذى لا يقهر بما معه من دعم وعتاد أمريكى أوربى .. ليتحقق السلام عن قوة ونستعيد أرضنا المحتلة من سينا ولنبنى من جديد ونعمر مدن القناة التى دمرت من قبل تماما بعد أن عاد إليها أهلها من المهاجرين .. وكأن الزمن يعيد نفسه ونحن نعيش حلاوة انتصارات ثورة 25 يناير ثورة التحم فيها الشعب بكل طوائفه نساء ورجالاً ومن مسلمين ومسيحيين كلنا مصريون .. بعد أن فجرها شبابنا .. وضحت مصر بزينة شبابها ونسائها ورجالها وأيضا أطفالها من شهدائنا الأبرار الذين سالت دماؤهم الذكية ثمناً غاليا لحرية الوطن والانتصار على الظلم والفساد ونهب ثروات وأراضى الشعب وأجيالنا القادمة .. ومن أجل غد أفضل وواقع أجمل .. وحتى لا تهدر دماء هؤلاء الشهداء هباء ومن أجل الحفاظ على أهداف ثورة شعب مصر .. كان علينا أن نسعى بكل طاقاتنا جميعا لتحقيق الأهداف من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. أن يجد كل إنسان مصرى ما يحقق له الحياة الكريمة له ولأولاده .. من أجل أن نستعيد هذه الثروات والأراضى المنهوبة .. من أجل هؤلاء الشباب الذى كاد يفقد الأمل فى فرص عمل وبيت وأسرة يبنيها بنفسش الموت والهجرة غير الشرعية مرة تلو المرة بعد أن أفقده اليأس والتفكير فيما هو مقدم عليه من هلاك وموت وخراب ديار لأهله ممن استدانوا ورهنوا كل ما يملكون من أجل سفره لتغيير حاله وحالهم وانتشالهم من الفقر هكذا كانوا يتوهمون .. ورغم تحقق الثورة فى هدفها فى تغيير النظام السابق ورغم ما نتكبده جميعا من أضرار الثورة المضادة من فلول النظام وأعداء الشعب والآخرين الذين لبسوا ثوب الثورة وكانوا أبعد ما يكونون عنها .. ليغتنموا من مكتسباتها على حساب الشعب .. ولأن كل ثورة يكون معها بعض الخسائر حتى تستعيد الدولة استقرارها وكيانها وهدوءها من جديد وهو ما كان من تدهور حال الاقتصاد .. والانفلات الأمنى الذى أفقدنا الأمان .. مع استغلال بعض التجار الجشعين من أصحاب النفوس الضعيفة الظروف فى مزيد من غلاء الحياة بارتفاع الأسعار وخاصة فى قوت الشعب .
ولكن الأهم أننا وبإرادتنا القوية الصلبة التى ظهرت فى أيام الثورة العظيمة التى غنى لها العالم أجمع سنقف جميعا نتصدى لكل من يحاول أن يسرق منا ما تحقق .. فبوعى الشعب المصرى الذى تصدى للعديد من المحن والصعوبات والتحديات عبر التاريخ سيقف حائط سد منيع فى وجه كل من ينال من وحدته الوطنية أهم ما يميزه ومصدر قوته من تلاحم المصريين مسلم ومسيحى ولدنا وتربينا وعشنا على قلب واحد.. على الحزن والفرح معا بنينا بلدنا وضحينا وامتزجت دماؤنا من أجل حرية أوطاننا على مر العصور .. نؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع .. كل حريص على بلدنا مصر سنكون دائما متيقظين لمن يريد أن ينال من وحدتنا من أجل أن يضعف قوتنا.
عيد القيامة وعيد شم النسيم
ولتكن أعيادنا التى توحدنا على الفرحة فرصة لنستعيد قيمنا الإنسانية المصرية التى تربينا عليها تعزز انتماءنا لمصريتنا وحبنا المترسخ فى أعماقنا لا يفرقنا أحد كما كنا دائما .. علينا أن نصحو ونفيق لمن يضربون قوتنا ويفتتون وحدتنا ممن يحاولون أيضا أن ينالوا من التحام الجيش والشعب لحماية الثورة ولحماية الوطن .. وهو أقصى أهداف من يريدون النيل من الشعب المصرى الذى صمم على الثورة وضرب أجمل صور التلاحم الإنسانى الحقيقى المتجسد فى ميدان التحرير وكل ميادين محافظات مصر.. أعداءنا بالداخل والخارج الذى عز عليهم أن تنجح ثورتنا وتريد أن تستمر لتحقيق الأهداف التى قامت من أجلها .. فأصبحوا يندسون من بيننا بكل الطرق الخفية والمعلنة ويرتدون ويزيفون الحقائق ليشوهوا كل جميل كل ما وجدوه يوحد بيننا .. لكن الشعب المصرى أصبح أكثر وعيا .. وشبابنا لم يعد يستطع أن يضحك عليه أحد مهما استطاع أن يحاول أن ينفذ إليه ولو لبعض الوقت سرعان ما تتكشف الحقائق بوعى وخبره وعقول المصريين .. لهذا علينا جميعا أن نتوحد لنقف فى وجه من يريدون لنا الدمار والغرق فى دوامات الشائعات وفى مزيد من الانهيار الاقتصادى ومزيد من الانفلات الأمنى .. وفقد الإحساس بالأمان .. من انتشار البلطجة والفوضى من كل مكان .. علينا ونحن نعيش من جديد احتفالاتنا بأعياد المسيحيين والمسلمين من الاحتفالات بعيد القيامة المجيد وعيد شم النسيم .. ونحن نعيش احتفالات كل المصريين بأعياد عودة سيناء .. أن نحتفل أيضا هذا العام بعيد استعادة روح الإنتماء القومى لوطننا أن نتذوق حلاوة النصر والاحتفال بالأعياد .. وكلنا تصميم على أن نمضى فى تحقيق غاياتنا من تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعى .. مع نسمات الحرية لنصل إلى كل فقير كل محتاج على أرضنا معا لنصل إليه ندعمه نعينه على الحياة حق الفقراء فى مال الأغنياء .. لندعمه بكل قدراتنا وطاقاتنا ممن لا يملكون الفائض من المال لنعين المرضى والمسنين والمعاقين والمحتاجين لمحو أميتهم واستمرارهم فى التعليم .. بمساعدة من الشباب ومن السيدات والرجال المتطوعين .. ومن دعم جهود الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى وسيدات ورجال الأعمال .. نربى أبناءنا على حب الآخرين وأنه مااستحق أن يحيا من عاش لنفسه فقط .. فيعينوا الأطفال ممن يحتاجون لمن يقف معهم يعينهم على الحياة وأيضا الحق فى الاستمتاع بالطفولة والبراءة مثلهم تماما ولو ببعض من اللعب التى ينعمون بالكثير منها .. وليتعلموا كيف أن الحياة تعاون حتى يكونون أسوياء وقادرين على التعامل مع من حولهم فى الحياة .
ولنتذكر أننا استطعنا أن نعبر مثل هذه المحن والأزمة الاقتصادية عندما كنا نعيش حرب الاستنزاف وحروب ما قبل نصر أكتوبر 1973 كنا إلى هذا الوقت نعيش على 33% من الدخل القومى لمصر فقط وكنا نوجه كل طاقاتنا الاقتصادية لدعم المجهود الحربى وشراء السلاح .. ربطنا على بطوننا سنينا طويلة وصمدنا من أجل كرامتنا وعزتنا ولكن كانت قوتنا فى تلاحمنا جيشاً وشعبا .
تلاحمنا كشعب واحد .. حتى حققنا النصر واستعدنا اقتصادنا من جديد واستعدنا أرضنا المنهوبة .. فلنعيد بناء اقتصادنا من جديد وبسرعة منعا لمزيد من الخسائر المالية التى نفقدها يوميا بالملايين ونحن أحوج ما نكون إليها .. لنعيد أمننا الداخلى أماننا داخل بيوتنا وشوارعنا أولا حتى نستعيد حياتنا .. لنحقق العدالة الاجتماعية بشكل سريع لنأخذ بمبدأ التكافل الاجتماعى لنعطى لأصحاب الدخول البسيطة التى لا تغنى من جوع ونأخذ من أصحاب الدخول المرتفعة بشكل كبير من أصحاب المرتبات والبدلات التى صدمتنا وهو الحل السريع الذى لن يوقع المسئولين فى مشكلة من أين فى هذه الظروف الراهنة نأتى بأموال نرفع بها دخول ومرتبات الفقراء .
فلنتكافل ونتآخى بكل الحب والايثار والتضحية والقيم المصرية الجميلة التى ظهرت جليا لنا وللعالم أيام الثورة التى امتدت أكثر من ستين يوما تقدم أجمل صور التكافل والحرص على الكل مدفوعين بمصريتهم وحبهم لبلدهم لماذا لا نستمر فى هذه الصور ونحل بها مشاكل بلدنا لماذا لا نتوحد معا ومع مؤسسات الدولة لنخلق فرص عمل للشباب ونمدهم بدعم بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر أو بخلق فرص عمل بمشاريع جماعية .. لماذا لا نعينهم على الحياة الكريمة والزواج ونتصدى لكل العقبات فى حياتنا .. لنخرج إلى العمران الجديد بعيدا عن الزحام .. نستصلح الصحراء بعيدا عن الوادى الضيق نستثمر تنمية سيناء ونعيد إعمارها بالشباب المصرى من كل مكان مع أهلنا فى سيناء .. فليكن التصدى للبناء على الأرض الزراعية هدفنا جميعا .. كما هو هدفنا التصدى لكل اعتداء على أراضينا ومحاولة استعادتها بالحق .. التصدى للفساد بكل وجوهه .. التصدى لمن يحاولون تضليلنا ومن أجل مكاسبهم الشخصية وهم يرتدون بالزيف ثوب الثورة والمصلحة العامة فيشعلون الفتنة داخل كل مكان بيننا فى أعمالنا وشوارعنا وبيوتنا ونسيجنا الشعبى الواحد .. يسلبوننا حقوقنا التى ضحينا كثيرا من أجل الوصول إليها ليعيدونا إلى الوراء .. فهل نتوحد ونقف فى وجه كل هؤلاء الذين يسرقون منا حياتنا ومستقبل أجيالنا وأمان بلدنا لنكون فريسة سهلة لأعداء الداخل والخارج .. ونضيع مع دوامات لا تنتهى يريدون أن يحكموا قبضتهم علينا .
شعبنا المصرى أذكى من دهائهم وأقوى من فتنهم وأكثر وعيا لما يخططون وهو قادر بعون الله على أن يتجاوز كل تلك الفتن وأن يعبر بمصر إلى بر الأمان من أجلنا جميعا ولأجيالنا من بعدنا.
ساحة النقاش