المرأة السيناوية والعادات والتقاليد القبلية
كتبت:ايمان الدربي
المرأة السيناوية امرأة من نوع خاص جداً ربما لأن الطبيعة اكسبتها صلابة وقوة وقدرة علي التحمل أو ربما لأن العادات البدوية هي القانون الأكثر سيادة هناك فهي .. صاحبة قصة كفاح ونجاح دون غيرها من نساء البدو وصلت لقدر من الحرية وأصبحت صاحبة دور تنموي في المجتمع . تزامنا مع عيد تحرير سيناء نتعرف أكثر علي المرأة السيناوية في محاولة لإلقاء الضوء علي حياتها ومشاكلها وطموحاتها
بداية المرأة السيناوية تحكمها العادات البدوية والقانون الأكثر سيادة هناك .. هو القانون العرفى الذى يعتبرها مخلوقاً فطرىاً وفى الغالب ليس من حقها اكتساب المهارات ومنافسة الرجال .
التعليم
التعليم هو الموضوع الأكثر أهمية فى حياة الفتيات عموما كان القاضى العرفى فى سيناء لايعترف بحق المرأة فى التعليم ويعتبرها الأب والأخ ليست فى حاجة له إلا القليل ممكن كان لديهم سعة أفق ونظرة أوسع للحياة المستقبلية فأعطوا الفرصة لعدد قليل من الفتيات لدخول المدارس وبالتدريج إزدادت اعداد وتواجد البنات فى المدارس والفصول مقارنة بالبنين وهذه الخطوة الأكثر تأثيراً فى حياة الفتيات هناك فالتعليم بلا جدال هو البداية والنقطة الأولى فى تغيير صياغة وتركيبة شخصية المرأة السيناوية هناك .
محو الأمية
أيضا انتشرت لجان محو الأمية وفصولها هنا وهناك لتعليم السيدات اللاتى يرغبن فى محو أميتهن ولعل الكاتبة السيناوية «حسنية عمر عواد» التى نشأت فى جبل سانت كاترين وكتبت كتاباً عن حقوق المرأة السيناوية هى أكبر دليل على تأثير التعليم والنهضة التعليمية هناك .
الكاتبة تحدثت عن نقطة هامة وربطت بين واقع المرأة فى الإسلام وبين واقع المرأة السيناوية .. فالإسلام رفع من شأن المرأة وساوى بينها وبين الرجل فى جزاء الآخرة فلها حق التعبير وحق التعليم مثلها مثل الرجل أيضا وحق التملك والتصرف فى ميراثها تبيع وتشترى بدون وصايا من الأخ أو الأب والكاتبة تؤكد على نقطة هامة وهى أن العادات البدوية والقانون العرفى هو القانون السائد فى حل النزاعات القائمة وحتى من يسىء للمرأة هناك يقام عليه حدود هذا القانون العرفى الشديد .
المشاركة السياسية
المرأة السيناوية لديها قدر كبير من الصلابة اكتسبتها من الطبيعة هناك جعلتها أكثر قدرة على تحسس طريقها لتمارس قصة كفاح ونجاح وتحقق خطوات وقدراً من الحرية بالإضافة لمشاركة تنموية وسياسية حقيقية هناك المشاركة السياسية للمرأة السيناوية تحكمها هناك طقوس وطبيعة المجتمع القبلى فالعادات هناك لاتسمح تمنع المرأة من منافسة الرجل من أبناء قبيلتها فى الانتخابات والنجاح الانتخابى فى سيناء لايعتمد على الدعاية والإعلانات فقط دائما يعتمد على الدعم القبلى ومدى قبول وتأييد القبائل للمرشحة وقد ادركت المرأة السيناوية بفطرتها دور القبيلة وأهميتها فى نجاحها .
ولعل ذلك جعل هناك اسماء تظهر كمتقدمات للترشيح لعضوية مجلس الشعب من محافظة جنوب سيناء حتى بعد أن أغلق المجمع الانتخابى للحزب الوطنى هناك 13 سيدة على قوائم الحزب الوطنى مستقلات منهن صباح رزق سالم لجنة خليج السوىس وحمدية حرب لجنة العقبة كذلك لمعت اسماء على المستوى السياسى والمشاركة السياسية مثل مريم سليمان أمينة المرأة بالحسنة والشاعرة إيمان فريد معاذ عضو مجلس المرأة فى شمال سيناء وسوسن حجازى رئىس جمعية حقوق المرأة السيناوية .
الكوتة
أيضا هنا بنت البادية فضية سالم وهى من البدو الصامد الذين صمدوا بسيناء ولم يغادروها أبان فترة الاحتلال الإسرائيلى ولذلك اعتبرت الكوتة فرصة ذهبية لخوض المرأة السيناوية الحياة البرلمانية فى ظل عادات وتقاليد وقبلية تحكم الحياة هناك فى سيناء .
مشاكل المرأة السيناوية
لعل من أهم المشاكل التى تعانى المرأة هناك عقد الزواج العرفى الذى تتزوج به المرأة فى الغالب والذى لايضمن حياة راقية وحتى الآن لايشترط بعض الأباء المسكن ولا حتى المهر أو الصداق ومازالت هذه المشكلة تؤرق السيناوية .
وهناك مشكلة أخرى فى سانت كاترين فى شمال سيناء تتعلق بتأخر مشاركة المرأة فى الحياة العامة والسياسية فهناك قبائل أمثال قبيلة (الجبالية) و(أولاد سعيد) فمازالت الذاكرة البدوية لاتمحو الإعتراف السائدة ولا التقاليد المتهالكة والتى لاتسمح للفتاة بالتحرك هنا وهناك أو أن تعيش فى مدينة مجاورة سواء لممارسة العمل السياسى أو المشاركة فيه أو سواء للتعليم ولذلك لاتوجد فى الغالب فتيات هناك بسانت كاترين حاصلات على مؤهل جامعى والمفارقة الغريبة أن ذلك لم يمنع السيناويات هناك من استخراج البطاقات الانتخابية لتعبر عن رأيها حتى وإن كان بشكل قبلى نافية القول أن المشاركة السياسية للمرأة البدوية تتوقف على طبيعة المجتمع السياسى والذى هو قبلى كما ذكرت .
المشاركة العامة
هناك فى شبه جزيرة سيناء ورأس سدر ونويبع تشارك المرأة فى الجمعيات الأهلية ومراكز المرأة والمجالس المحلية والباحث التابع لمشاركة المرأة السيناوية البدوية فى الحياة العامة ورغم إنجازاتها المختلفة فإنه مايزال هناك قصور واضح فى نظرة المجتمع السيناوى للمرأة البدوية وأهمية دورها فى المناصب القيادية سواء كانت سياسية أو اقتصادية .
الكاتبة «حسنين عواد» من سيناء تحلم للمرأة هناك بالحصول على وضع أكثر ايجابية من ناحية الزواج والأهل وتفهم كيان المرأة وعدم معاملتها كأداة فى المنزل .
أما سعاد عبدالتواب ناشطة نسائية هناك تحلم للمرأة البدوية أن تثبت ذاتها وتقضى على النظرة الدونية للمرأة من قبل بعض فئات المجتمع السيناوى وتشير إلى أنه حتى على مستوى مدونات الخاصة بأبناء سيناء على النت والبالغ عددها 74 مدونة منها 6 مدونات فقط ترجع ملكيتها للمرأة السيناوية وهو مايعكس حقيقة نظرة المجتمع السيناوى القبلى فى أغلبية لطبيعة دور المرأة وموقفه من مشاركتها فى مناحى الحياة المختلفة المرأة السيناوية الأن تكمل طريقها بخطى ثابتة قد تكون بطيئة ولكنها ثابتة ولكنها بالقطع تحتاج لمساندة المجتمع لمشاركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأيضا تحتاج لمن ينظر لحل مشكلاتها ويساندها ويدعمها لتصبح أكثر قدرة على إثبات ذاتها
ساحة النقاش