ميزانية لأسرتك فى وقت الأزمات
كتبت :سماح موسى
تعتبر الميزانية هي خطة مستقبلية مرنة (قابلة للتغير) لتنظيم الدخل حتي لايتم الوقوع في أزمة اقتصادية فكثير من السيدات يخططن لميزانية الأسرة وبالتالي قليلاً مايقعن في أزمة اقتصادية لكن الآخريات اللاتي يتركن عجلة الحياة تسير دون تفكير فيما يحدث غدا فهؤلاء السيدات يواجهن أزمة اقتصادية خاصة وقت الإرتفاع المفاجيء لأسعار السلع الأساسية أو المرض المفاجيء لأي فرد من أفراد الأسرة أو كما نعيش حاليا في وقت الثورات فمنهن من يلجأن للإستدانة لكي تحل هذه الأزمة ولذا فلابد أن تخططي لميزانية أسرتك وفي جولتنا التالية نقدم لك بعض النصائح يمكنك أن تتبعيها لكي تعيشي حياة مستقرة وتواجهي كل الأزمات
فى البداية تقول (ثريا عبدالمنعم إبراهيم) مدرسة لغة عربية بمدرسة أجا بمحافظة الدقهلية :
عندما أحصل على راتبى أنا وزوجى وهو (يعمل مدرساً) نقوم بتحديد ميزانية الشهر أفنخصص جزء منها لمصروف البيت لشراء السلع الأساسية ومصروفات الدروس الخصوصية للأولاد علماً بأننى أم لخمس بنات - هذا بجانب جزء أخر لفواتير المياه والكهرباء والتليفون وفى وقت الأزمات أيا كانت ، كما أقوم بشراء بدائل للسلع فمثلا بدلاً من شراء اللحوم أقوم بشراء الأسماك والدواجن وأقوم بالإستغناء عن الطماطم عند ارتفاع أسعارها وشراء الصلصة أو إعدادها بنفسى وهكذا .
أما (نورا أحمد) وتعمل كمحاسبة فى أحد البنوك وزوجها (يعمل محاسبا فى إحدى الشركات الخاصة وهى أم لأربعة أبناء جميعهم بمرحلة التعليم الجامعى فتقول منذ أن عملت كمحاسبة وأنا أقوم بإدخار نصف راتبى فى البنك وراتب زوجى كله ينفق فى المنزل علي مصروفات المنزل ومصروفات الأبناء أما بالنسبة للنصف الآخر لراتبى فأخصصه لمصروفاتى الخاصة وملابس أبنائى هذا بجانب جزء أخر أدخره لوقت الأزمات
المصروفات الخاصة
وتشير (رقية محمد) وهى ربة منزل وزوجها يعمل كمهندس بإحدى الشركات الخاصة وراتبه لايزيد عن (1000 جنيه) هى أم لبنتين فى التعليم الثانوى إلى أنها كل شهر تقوم بتوزيع الراتب الشهرى على ما تحتاجه طوال الشهر مع تخفيض حجم ما تقوم بشرائه ، فعلى سبيل المثال تقوم بشراء اللحوم مرة واحدة فى الأسبوع والسمك مرة واحدة فى الأسبوع وتطهى المكرونة مع البيض أو البطاطس ثلاث مرات فى الأسبوع وتحد من مصروفاتها الخاصة وفى بعض الأحيان أستغنى عنها نهائياً فى مقابل أن تدفع لبناتها مصروفات الدروس والمواصلات أو تشترى لهن ملابس ونقضى الشهر بسلامة دون أى مشكلات .
الحل في الترشيد
ويقول د . حمدى عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد والرئيس الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية لكى نضع ميزانية منضبطة للأسرة وقت الأزمات لابد من ترشيد استهلاكنا سواء لوسائل الاتصال كالتليفون أو المياه أو الكهرباء هذا بجانب تقليل شراء كميات السلع الإستهلاكية ولا أقصد منع شرائها تماماً ولكن بحدود ولابد عند تحديد ميزانية الأسرة من تحديد الأولويات وخاصة وقت أرتفاع أسعار السلع الضرورية .
هذا بجانب تخزين السلع القابلة للتخزين وقت كثرتها وانتشارها فى السوق حيث تنخفض أسعارها وبالتالى لا نقوم بشرائها فى وقت إرتفاع الأسعار .
أما د . شيرين عبدالباقى محمد مدرس مساعد قسم اقتصاد منزلى (إدارة أعمال منزل) بكلية تربية نوعية جامعة المنصورة فتقول : لكى تضع ربة المنزل ميزانية لأسرتها وقت الأزمات فعليها وأن تضع أمامها الراتب الذى يتم الحصول عليه فى بداية أو نهاية الشهر فلابد من وضع بنود المشرب والمأكل والملبس والمصروفات الخاصة لربة المنزل ومصروفات الدروس إذا كان الأبناء فى مدرسة أو جامعة هذا بجانب مصروفات فواتير المياه والكهرباء والإيجار وصيانة الأجهزة الكهربائية الموجودة بالمنزل ولابد من عمل حساب أخر للطوارىء ويجب أن يتم تحديد احتياجات كل فرد من أفراد الأسرة وترتيب الأولويات التى لايمكن الاستغناء عنها مع الاستعناء عن الأشياء غير الضرورية فمثلاً نقوم بتجنب ولو ثلث الراتب الشهرى عن مصروف الشهر لوقت الأزمات . وعلى من يملك شقة أو عمارة أو أرض زراعية أن يعمل على استثمارها حتى يستفيد من المبلغ الناتج من استثمار هذه الأشياء فى ميزانية الأسرة هذا بجانب ضرورة الاستفادة من الخدمات المجانية التى يقدمها المجتمع (الدولة) فبدلاً من اللجوء إلى عيادة طبيب خاص نلجأ إلى المستشفيات الحكومية لكى نوفر نفقات العلاج والإستشارة وبدلاً من الدروس الخصوصية التى يأخذها الأبناء نكتفى بحصص التقوية مع العمل على استغلال القوى البشرية فإذا كانت الأم أو الإبنه على سبيل المثال يجدن الحياكة فمن الممكن أن يقمن بحياكة ملابس الأسرة حتى يتم توفير بند شراء الملابس ويخصص مايتم توفيره للإنفاق فى وقت الأزمات ، أىا كانت .
وكذلك عندما يجيد الأب أو الابن حرفة السباكة أو صيانة الكهرباء فيمكنهما القيام بصيانة الأجهزة الموجودة فى المنزل حتى يتم توفير مصروفات الصيانة .
احتياجات متغيرة
وأخيراً تشير د . نادية عبدالفتاح أستاذ المالية بكلية التجارة جامعة القاهرة ، إلى أن احتياجات ومتطلبات كل فرد من أفراد الأسرة ، لابد وأن تتغير وتواكب الظروف المجتمعية المحيطة ، فما يحتاجه الفرد فى وقت الرخاء والراحة ، قد لايكون مناسبة شراؤه فى وقت الأزمة وهكذا ، هذا بجانب أن كميات السلع نفسها لابد وأن تحجم فى وقت الأزمات ، فالكثير من الأسر تقوم بشراء كميات كبيرة من السلع وتخزينها فى الأوقات العادية ، أو توظيف جزء من هذه الكميات على المجاملات العائلية العادية ، أما فى أوقات الطوارىء أو الأزمات فينبغى أن نقوم بشراء ما نحتاجه فقط وبما يتناسب مع عدد أفراد الأسرة.
ساحة النقاش