الزواج..
فستان وفرح ومسئولية!!
كتبت :نجلاء أبو زيد
تحلم كل البنات بفستان الزفاف والطرحة وليلة الفرح ومكانه والمعازيم وتختار فى خيالها ألوان الشقة والموبيليا وتفكر فى شهر العسل وأيامه الحلوة..
لكن وسط كل هذه الأحلام لا تتوقف كثيرا عند مسئولية الحياة الزوجية وكيف تتأهل لها وكيف تختار أصلا من تتزوجه وألا تنحصر أحلامها فى ارتداء فستان الزفاف وليس دبلة الزواج قبل الأخريات
وحول كل هذه الموضوعات كان تحقيقنا مع البنات للفت الانتباه إلى أهمية الحياة الزوجية وضرورة الاستعداد لها قبل الاستعداد للفرح
البداية مع لميس محمد -بكالوريوس تجارة - حيث تحدثت قائلة:
- بصراحة أهم شئ بالنسبة لى الآن أن استكمل تجهيزات الشقة وآخذ قراراً بشأن الفستان لأننى لا أعرف إذا كنت سأشتريه أم أؤجره ،بصراحة القرار صعب، وهناك أشياء كثيرة أنوى القيام بها قبل ليلة الزفاف حتى يكون فرحى أجمل فرح فقد حضرت العديد من الأفراح وأعلم أخطاء البعض لذا سأحاول تلافى كل هذه الأخطاء ..هنا سألتها وكيف جهزت نفسك للحياة الزوجية نفسها.
فترددت كثيرا قبل الإجابة ثم قالت: هناك أشياء كثيرة جميلة فى خطيبى وأشياء لاأحبها لكن لا يوجد إنسان خال من العيوب وسأتكيف معه بعد الزواج المهم أتجوز.
- تتفق معها وبشدة نيفين حامد موظفة بأحد البنوك قائلة:
- الزواج صعب جدا فى هذا الزمن وأجمل حاجة فيه هى أيام الإعداد للخطوبة ثم الزفاف، فتجهيز فستان الفرح له فرحة كبيرة ومن أجل هذه الليلة أتحمل الكثير من تصرفات خطيبى التى لا أطيقها خاصة وأننى خطبت ثلاث مرات قبله وفي كل مرة لا أستطيع الاستمرار بسبب اختلافات كثيرة فى الطباع بينى وبين من أخطب له لكني وجدت أن العمر يجرى وكل البنات تتزوج وبصراحة قررت أن استمتع بكل فترة ومسألة الحياة الزوجية أكيد سأتعامل معها فى وقتها فأنا تجاوزت الثلاثين وليس عندى استعداد للطلاق وسأعيش مثل غيرى.
تختلف معها سها محمد مهندسة قائلة:
- للأسف الزواج الآن عند معظم البنات فستان وفرح وفرحة "وكل واحدة عاوزة تلحق أحسن الدور يفوتها ومش مهم الدور اللي لحقته مناسب لها أو غير مناسب المهم تعمل فرح وتغيظ صديقاتها اللائى لم يأت لهن الدور " وأنا شخصيا أعيش هذا الأمر كثيرا مع من حولى فكل واحدة نفسها تذهب للكوافير وتكون عروسة وتتصور لكن كيف ستكون حياتها بعد ذلك فلا تفكر بل وصل الأمر ببعض صديقاتى إلى استعدادهن للانفصال بعد ذلك بشرط أن يستمتعن بليلة الفرح.
أما أنا فأعتبر الزواج قرار خطيراً جدا أتمنى حدوثه لكن أخاف من سوء اختيار يحطم حياتى لذا لا تشغلنى كثيرا مسألة ليلة الفرح لكن الحياة التي تأتى بعده هى الأهم بالنسبة لي.
- «لبست الفستان قبل غيرى وتحطمت حياتى قبلهن أيضا» هكذا بدأت سوزان حديثها وقالت:
- بمجرد إنهائى لدراستى الجامعية سافرت لقضاء «الإجازة عند أخي بإحدى الدول العربية وهناك شاهدنى مهندس زميله وطلب يدى وفرحت بشدة لأننى كنت أول واحدة فى صديقاتى يأتيها عرض زواج بهذه السرعة بعد التخرج ووافقت وتمت خطبتى هناك ثم عدنا جميعا للقاهرة لإتمام الزواج وعقدته بفندق لم أكن أحلم به وشعرت بأن العيون جميعها تحسدنى على سرعة زواجى وثراء عريسى لكن بعد أيام اكتشفت حقيقته وكونه مدمن خمور ويضربنى ويهيننى ولم أستطع التحمل وطلقت وأنا حامل وللآن أعانى من مشكلات خاصة برؤية ابنى لأننى تنازلت له عنه فى مقابل حصولي على الطلاق وتحطمت حياتى لأننى لم أفكر وقت الجد إلا فى الفستان والطرحة وسرعة الزواج.
تختلف عنها مى محمد قائلة:
- البنت الذكية تعد نفسها للحياة الزوجية كما تجهز عش الزوجية وليلة الزفاف وأنا حاليا أسأل كل قريباتى عن أسهل طريق لقلب زوجى وما يجب عليه القيام به لأكسب حبه وما يجب ألا أقوم به وأضعه فى اختبارات بين الحين والآخر لأطمئن على حياتى معه فالفرح حلو لكن الاستقرار أهم!!
هذه كانت آراء البنات لكن ما تعليق المتخصصين
د. مديحة الصفتى أستاذ علم الاجتماع تحدثت قائلة:
- الزواج الناجح يقوم على العديد من الأسس والقواعد الثابتة والتى تبدأ بالتكافؤ فى كل شئ بين الطرفين المقدمين على الزواج والإدراك الكامل من الجانبين بأن الحياة الزوجية هى حياة مشتركة في كل شئ وأن انفراد أى فرد فيها بالقرارات يعنى تعرض العلاقة للعديد من الأزمات.
وأضافت أن المشكلة الأساسية الآن أن نسبة كبيرة من البنات بدأن يتعاملن مع الزواج وسرعة تكوين أسرة على أنه هدف فى حد ذاته وأن من تتزوج أسرع هى الأفضل وفى سبيل ذلك يمكن التنازل عن أسس الزواج الناجح. وهذا يسبب مشكلات كثيرة. وهنا أحمل المسئولية للأسرة فيجب أن تؤهل ابنتها لتجربة الزواج بحيث تدرك الحياة المقدمة عليها وكيف تختلف عن حياتها السابقة وألا تعتقد أن الزفاف والطرحة وشهر العسل هم نهاية المطاف لكنهم نقطة فى بداية طريق طويل إما نسير فيه بنجاح وأمان أو يقطع فى منتصفه.
وأضافت أن المجتمع المصرى يعانى من قلة وعى شديد فيما يتعلق بكيفية الاستعداد للحياة الزوجية وكيف يبدأ ذلك من حسن اختيار شريك الحياة لذا تنصح بضرورة عمل دورات تدريبية للفتيات والشباب بالجامعات لتوضيح أسس الاختيار السليم وكيفية الإعداد لحياة زوجية سليمة فبوضع هذه الأسس العامة نساعد الفتيات والشباب على الاختيار ونوعيهم بضرورة التفكير فى الحياة الزوجية ككل وليس مجرد ارتداء الدبلة وعمل حفل خطوبة وزفاف فتبسيط الأمور وقصرها على مظاهر الفرح فقط أمر شديد الخطورة فأبناؤنا وبناتنا فى حاجة لتوعية حقيقية بشأن الاستعداد للحياة الزوجية.
ساحة النقاش