للأزواج فى رمضان
نقطة ومن أول السطر!!
كتبت : نجلاء أبو زيد
الحياة الزوجية مليئة باللحظات الحلوة والومضات الجميلة والأوقات الصعبة والمشاحنات البسيطة والكبيرة ووسط كل هذه الأشياء تستمر الحياة .. ولأننا نريدها أفضل وأكثر وداً وحباً علينا انتهاز المناسبات الروحانية وعلي رأسها شهر رمضان لنبدأ كتابة سطور حياتنا من جديد..ننسي المشكلات ونغفر الأخطاء ونستعيد اللحظات الجميلة.
وحول كيفية استغلال شهر المغفرة والرحمة فى إنهاء الخلافات الزوجية كان هذا التحقيق
البداية مع فاطمة حسن - ربة بيت - حيث قالت: رمضان شهر الخير وغسل النفس ومسامحة الناس جميعاً وقد اعتدت فى كل رمضان أن أطلب من زوجى ليلة الرؤية أن يسامحنى فى أى شىء فعلته وأغضبه منى وأخبره أننى سامحته عن أى شىء فعله معى كذلك أفعل مع أولادى فرمضان فرصة لنبدأ من جديد ويتحمل كل منا الآخر حتى تسير بنا المركب ونصل بأولادنا لبر الأمان لذلك أتعجب ممن تترك بيتها فى هذه الأيام «المفترجة»، وأى سيدة غاضبة من زوجها عليها أن تسامحه فى رمضان حتى يفرح أولادها بالشهر الكريم !!
«بقيت فى بيت والدى سبعة أشهر وأعادنى زوجى أول يوم رمضان» عن ذلك تحدثت أم هدى ربة بيت رغم أننى متزوجة حديثا فقد وقعت مشكلة كبـيرة بينى وبين زوجى فغضبت وحضر أهلى وكبرت المشكلة وتدخل البعض لكن لم تحل وبدأنا نستعد للطلاق وكنت حاملا وفى كل يوم أندم على تركى لبيتى لأن عودة الفتاة لبيت أسرتها وهى غاضبة أمر فى غاية القسوة وقبل أن ألد بأيام وقرب حلول شهر رمضان وجدنا شيخ الجامع يحضر لنا وينصح والدى بالتنازل عن القضايا وأن زوجى يريد عودتى وبمناسبة الأيام الكريمة حدث لقاء عائلى ولأول مرة ينجح وأفطرت أول يوم مع زوجى وأسرته وأنجبت ابنى الأول فى العيد ومن يومها وأنا أعتبر رمضان فرصة لا يجب أن يضيعها أحد فى المشاكل والخلافات .
نادية صلاح - موظفة لها قصة أخرى ترويها قائلة :
كل سنة آخذ عهداً على نفسى بألا أغضب من زوجى فى رمضان وأن أستمتع وأسرتى بهذه الأيام الروحانية الجميلة لكن للأسف كل سنة تبدأ مشكلاتنا منذ اليوم الأول الذى يصر على قضائه عند أسرته ثم رفضه تلبية دعوة أهلى بعد ذلك بحجة أنه لا يحب إلا الإفطار فى بيتنا . فالنكد هو شعارنا كل سنة طوال أيام رمضان والسبب طبعه الذى لا يتغير وهو الإصرار على إحراجى بحجة أن هذا طبعه وعلى أن أقبله ولا يهمنى الآخرين !!
أما الأزواج فكان لهم أراؤهم .
عن ذلك تحدث عبدالعزيز نسيم موظف قائلاً : رمضان فرصة لكل شىء جميل وأحاول خلاله إدخال الفرحة على أهل بيتى وشراء كل احتياجات البيت حسب ظروفى طبعاً . وأعتدت أن أقبل رأس زوجتى أثناء إعدادها طعام السحور لليوم الأول وأدعو الله أن تستمر حياتنا وأن يعود علينا رمضان ونحن بخير وأشعر فى هذه اللحظة أن الدنيا كلها ملكى وأن أى مشكلة مهما كانت كبيرة انتهت ولا داعى للتحدث بشأنها.
«الأسعار والظروف الاقتصادية سبب أساس لخلافاتى مع زوجتى فى رمضان وغير رمضان» هكذا بدأ الأستاذ محمد كمال مدير إدارة بإحدى الشركات وقال : الخلافات الزوجية شىء عادى ودائما تبدأ باحتياجات البيت والأولاد ولا أستطيع القيام بها ولا تصبر زوجتى علىّ وأمام هذا نختلف وفى الماضى كانت تغضب وتعود لبيت أهلها لكن الآن اعتدنا المشاكل فأصحبنا نصبر عليها وقد اتفقنا هذا العام للمرة الأولى ألا نشترى أى شىء غال وأن نقضى رمضان بأقل الأشياء لنغلق باب المشكلات قبل أن يفتح وفعلاً أعتقد أن حياتنا ستبدأ مع رمضان هذا العام ولأول مرة بشكل جديد فبعد الثورة أصبح علينا أن نتحمل ظروفنا حتى نصـل مع البلد لبر الأمان.
وإذا كانت هذه أراء الزوجات والأزواج
فالمتخصصون يقدمون نصائحهم للبدايات الجديدة
وعن ذلك تحدثنا مع د.زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع
الحياة الزوجية .. مليئة بالمفارقات فأحيانا يكون الزوجان فى قمة السعادة والرضا وأحياناً أخرى يتشاجران على أتفه الأشياء . فهى لا تسير على وتيرة واحدة لكن كلما كان هناك توافق وتكافؤ بين الزوجين كلما كانت الحياة مستقرة وقادرة على تحمل الأزمات مهما كثرت . وفى هذا الموضوع يجب الإشارة إلى أن الزوجين عليهما دور كبير فى تسيير الحياة وهى انتهاز أى فرصة لخلق مناخ صحى للعلاقة بينهما فنجاح الأولاد يكون نقطة لبداية جيدة جديدة والأعياد والمناسبات المفرحة تكون أيضاً فرصة ورمضان بما له من قيمة فى وجدان كل مسلم يعتبر من أفضل التوقيتات للتصالح وإنهاء أى خلاف عائلى سواء بين الزوج والزوجة أو بينهما وبين أحد الأبناء أو أقارب الدرجة الأولى، والعاقل هو من يستطيع استغلال روحانية هذا الشهر والبدء فى الصفح عمن أغضبه أو أخطأ فى حقه . وإذا كنا ننصح الزوجين بالمصارحة والعتاب بين الحين والآخر حتى لا يحمل أى طرف للآخر ضغينة فإن رمضان فرصة للصفح أيا كان نوع خطأ الآخر وأن يحاول كل طرف أن يجمع شمل الأسرة لتعيش هذه الأيام الجميلة فى ودّ وتحاب وتقارب . فالمشاجرات الزوجية أمر لابد منه لكن الأزمة تحدث عندما يفقد الزوجان القدرة على احتواء المشاكل داخل البيت وخروج أحدهما منه . ورمضان فرصة للم الشمل وبداية العلاقة من جديد وإذا استطاعا القيام بذلك يمكنهما إجتياز العديد من الصعاب.
ساحة النقاش