استعدادا لليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان

كتبت :أمل مبروك

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: _سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله… ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه_ فإذا كان هذا جزاء تعلق القلب بالمسجد فما أعظم جزاء الاعتكاف والبقاء فيه انتظاراً للصلوات! .

ماهو المقصود بالاعتكاف ؟ وماهى الحكمة من ورائه ؟ وهل يجوز للمرأة أن تعتكف فى منزلها ؟

سهام عبد المقصود _ربة بيت

- يوضح فضيلة الشيخ محمود عاشور _ وكيل الأزهر سابقا _ أن الاعتكاف هو لزوم المسجد والإقامة فيه بنية التقرب إلى الله تعالى، وأقله لحظة، ويستحب ألا يقل عن يوم وليلة. وهو سنة في جميع الأوقات، فقد روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قد اعتكف العشر الأُوَلَ من شوال، وهو سنة مؤكدة في رمضان وخاصة في العشر الأواخر منه، اقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وطلباً لليلة القدر، يدل على ذلك فعله صلى الله عليه وسلم ومداومته عليه تقرباً إلى الله وطلباً لثوابه فقد كان يعتكف في رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي مات فيه اعتكف عشرين يوماً ، ويدل على ذلك أيضاً اعتكاف أزواجه معه وبعده . .ويصبح الاعتكاف واجباً إذا نذره المسلم على نفسه لقوله صلى الله عليه وسلم: _من نذر أن يطيع الله فليطعه_ وعن عمر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوف بنذرك»

ويصح الاعتكاف من الرجل والمرأة والصبي المميز، ويشترط للمتزوجة أن يأذن لها زوجها، وأن تستتر في مكان لا يصلي فيه الرجال مثلما فعلت عائشة وحفصة وزينب في عهده صلى الله عليه وسلم .

والحكمة من الاعتكاف أن فيه تسليم النفس بالكلية إلى عبادة الله طلباً لرحمته ورضاه وإبعاد النفس عن مشاغل الدنيا للاستغراق في الصلاة لأن المقصد الأصلي من مشروعية الاعتكاف هو انتظار الصلاة في الجماعات، وفيه يشبه المعتكف نفسه بالملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ويسبحون الليل ولا يفتُرون.

وللمعتكف أن يقطع اعتكافه المستحب متى شاء. ويبطل بالخروج من المسجد لغير حاجة ، فقد روت عائشة رضي الله عنها أن النبي- صلى الله عليه وسلم - لم يكن يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً، لكن إذا طال خروجه فقد بطل الاعتكاف ولأن الاعتكاف عبادة فلا بد من تجديد النية إن عاد إلى المسجد.

ويستحب للمعتكف أن يكثر من نوافل العبادات فيشغل نفسه بالصلاة وتلاوة القرآن والاستغفار والذكر والدعاء والصلاة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويستحب أيضاً اجتناب ما لا يعنيه من جدال ومراء وكثرة كلام وغيره، لقوله - صلى الله عليه وسلم - _من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه_ ، ويكره له فضول القول والعمل فينبغي له ألا يتكلم إلا بخير؛ ويكره له أيضاً الانشغال بغير العبادة فإن رسول الله صلى عليه وسلم كان يعتكف ولم ينقل عنه الاشتغال بغير العبادة.

ولا يصح اعتكاف الرجل إلا في المسجد لقوله تعالى: «وأنتم عاكفون في المساجد»، واتباعا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذى لم يعتكف إلا في المسجد، ويجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها.

ليلة القدر

- هل تعتبر ليلة القدر ليلة خاصة لبعض الناس، تظهر له وحده بعلامة يراها، أو رؤيا في منام، أو كرامة خارقة للعادة، تقع له دون غيره؟ أم هي ليلة عامة لجميع المسلمين بحيث يحصل الثواب المرتب عليها لمن اتفق له أنه أقامها، وإن لم يظهر له شيء؟ ولماذا سُمّيت بهذا الاسم؟ وهل تنتقل من ليلة إلى ليلة؟ وما الحكمة في إخفائها ؟

نورهان محمود سالم _ أخصائية اجتماعية

- تقول د. عبلة الكحلاوى _ أستاذة الفقه بجامعة الأزهر _ أن ليلة القدر ليلة عامة لجميع من يطلبها، ويبتغي خيرها وأجرها، وما عند الله فيها، وهي ليلة عبادة وطاعة، وصلاة، وتلاوة، وذكر ودعاء وصدقة وصلة وعمل للصالحات، وفعل للخيرات.

هي الليلة التي أُنزل فيها القرآن، وذكر من فضلها إنزال القرآن فيها، وأنها خير من ألف شهر، أي العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، وذلك دليل فضلها.

ومن فضلها أن الملائكة، والروح تنزل فيها لحصول البركة، ومشاهدة تنافس العباد في الأعمال الصالحة، ولحصول المغفرة، وتنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذّنوب العظيمة.

ومن فضلها أنها (سلام) أي سالمة من الآفات والأمراض. ومن فضلها حصول المغفرة لمن قامها لقوله صلى الله عليه وسلم:""من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه".

وسميت ليلة القدر لعظم قدرها، أو لأنها تُقدّر فيها أعمال العباد التي تكون في ذلك العام. لقوله تعالى: " فيها يٌفرق كل أمر حكيم ". ويسمّى هذا التقدير السنوي، وقد اختلف الناس في تعيينها. ولكن أرجحها أنها في الوتر من العشر الأواخر، قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة، لاقُتصِر عليها الاجتهاد فى العبادة .

وأدنى ما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه في تلك الليلة: أن يصلي العشاء في جماعة، والصبح في جماعة، فهما بمثابة قيام الليل.

ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم "من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله" (رواه مسلم ).

المصدر: مجلة حواء -أمل مبروك
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 597 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,456,390

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز