بعدالثورة:دعوات نسائية فى ليلة

 القـــــــــــــــــــــــدر

كتبت :مروة لطفي

في رمضان الماضي كنت كغيري من المصريات أتطلع إلي السماء رافعة يداي لله سبحانه وتعالي متمنيه الخير والصلاح .. ويراودني حلم بتغير أحوال المصريين للأفضل .. وبالفعل .. حدثت المعجزة الإلهية وقامت ثورة 25 يناير لتدخل مصر والمصريون في عهد جديد .. فماذا عن دعوات وأمنيات النساء في ليلة القدر هذا العام؟!

لا شك أن أحوال مصر انقلبت رأساً على عقب بعد قيام الثورة .. بهذه الكلمات بدأت الكاتبة المميزة وفية خيرى حديثها وأضافت أن هذا الانقلاب انعكس على الشخصية المصرية فتغيرت أمنياتها حيث شعر كل منا بتفاؤل كبير فور اندلاع الثورة لكن ما حدث من فوضى فيما بعد ولَّد داخلى كغيرى من الكثيرين الريبة والقلق على ثورتنا التى حلمنا كثيراً لخروجها للنور .. لهذا أتمنى أن تشهد الأيام القادمة وما تحمله من نفحات رمضانية مزيداً من الحب والذى يساعدنا على بناء مصر . فعلينا استخدام الحب كسلاح يصل بنا لبر الأمان .. فمن خلاله ننزع الغل والحقد من نفوسنا لنتفرغ للمرحلة القادمة على أسس سليمة .. فيكفينا ما حدث من هدم خلال الفترة الماضية متمثلاً فى وقيعة وفتن عارية تماماً من الصحة .. لذا علينا بإعادة أخلاقيات وروح الميدان التى قلبت موازين مصر وأنجحت ثورتها .. كما أدعو نساء مصر للمشاركة فى كافة مناحى الحياة وليقمن بدور إيجابى فعال فى عملية بناء مصر الجديدة ..

الاتحاد النسائي

وتتمنى د. عواطف والى عضو حزب الوفد ورئيس جمعية أصدقاء الشعب النجاة لمصر وأهلها من كل ما يطرأ عليها من فتن وأن تمر تلك الفترة بسلام حتى تتحقق الأهداف التى قامت من أجلها الثورة وتحدث عنها الشباب بالأمل والتفاؤل خلال الأيام الأولى من الثورة ..

وتضيف د. عواطف والى إنها بصدد المشاركة فى إتحاد نسائى وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يحقق هذا الاتحاد الذى يعد أكبر تجمع نسائى مصرى لمشاركة 17 جمعية أهلية فيه فضلاً عن عدد كبير من الشخصيات النسائية الوطنية فى تكوينه وأن يحقق أهدافه والتى تتمثل فى إعلاء شأن المرأة المصرية ليس بتوليها المناصب القيادة فقط ، بل أن يكون لها اليد الطولى فى الوصول لكافة مراكز الدولة على أساس المساواة والديمقراطية .

مفاهيم خاطئة

وتؤكد الدكتورة چيهان رشتى على تضرعها إلى الله سبحانه وتعالى خلال الشهر الكريم حتى يساعد المرأة فى استكمال مسيرة النضال التى بدأتها منذ زمن وأن يرحمنا من الأشخاص الذين يروجون لمفاهيم دينية خاطئة تعرقل نجاح المرأة .. كذلك تحلم برؤية جميع بنات مصر من الشمال إلى أقصى الجنوب وجميعهن يحملن شهادات تعليم جامعية فضلاً عن توثيق جميع عقود الزواج حتى تحصل المرأة على كافة حقوقها ..

 وتضيف د. چيهان أنه على الرغم من بساطة تلك المطالب لدى البعض إلا أن تحقيقها ليس بالأمر السهل لذا تتضرع إلى الله كى يساعد بنات مصر لتحقيق مطالبهن..

 وتتفق الكاتبة يسر السيوى مع الرأى السابق وتضيف أن هناك تيارات متطرفة تحاول عرقلة مسيرة المرأة وإعادتها للوراء وأعتقد أن تحقيق مطالب الثورة كفيل بإعادة مجريات الأمور إلى نصابها لذا أدعو جميع نساء مصر المثقفات للتكاتف حتى يساندن الثوار فى تحقيق مطالب الثورة فضلاً عن ضرورة استمرار مسيرة كفاحهن للحفاظ على الحقوق اللائى إكتسبنها عبر الحقبة الماضية حتى تساعد كافة المصريات على النهوض بالمرأة.

احوال أسرية

 أما الدكتورة سهير صالح استاذ علوم تربوية بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس فتدعو بإصلاح حال الأسرة المصرية حتى ينصلح المجتمع ويساعد جميع أفراد الأسرة فى عملية بناء مصر بعد الثورة ولكى يتم ذلك يجب أن تجد الأم مكاناً آمناً لطفلها أثناء ذهابها للعمل ، فضلاً عن ضرورة معاونة الزوج فى تقديم يد المعاونة لمساعدة أسرته .. كذلك أتمنى أن ينصف قانون الأحوال الشخصية كلاً من الرجل والمرأة .. فكثيراً ما تتردد أقاويل حول ضرورة تغيير قانون الرؤية من أجل مصلحة الابناء بينما الواقع لدى كثير من الرجال هو استرداد شقة الحاضنة بدليل موافقتهم على استمرار رعاية الأم لأطفالها لكن دون اعطائها أى حقوق لذا أناشد المسئولين بالنظر فى تعديل قوانين الأحوال الشخصية على أساس مصلحة ابناء الطلاق أولاً خاصة أن الاحصائيات تكشف عن وجود 7 ملايين طفل يعانون من ويلات الطلاق .

 وتؤكد سلوى عامر «ربة منزل» أن دعواتها تنصب حول نجاح الثورة فى تحقيق مطالبها فضلاً عن ضرورة توفير دخل مادى معقول حتى تستطيع الاسرة إعالة نفسها بشكل يضمن لها الإحترام .

ونختتم حديثنا عن الدعوات النسائية فى ليلة القدر مع الكاتبة الكبيرة هدى جاد التى رفعت يديها للسماء مرحبة بالشهر الكريم قائلة : مرحباً برمضان الذى يدعو إلى السلام والمحبة والصبر وأتمنى أن تمحو أيامه ولياليه كل ما سبق من اشتباكات حدثت خلال تلك المرحلة الانتقالية كى تصحو الأمة ويتماسك جميع أفراد الشعب فى يد واحدة حتى ندافع عن الثورة ونحكم العقل عند النظر فى مجريات الأمور خاصة وأن مصر بما حباها الله سبحانه وتعالى من مميزات جعلها مستهدفة من قبل العديد من العناصر الخارجية ومن ثم علينا التصدى لجميع الفتن حتى ننهض بمصر ونعيد صناعة حضارتها من جديد..