معاً نحقق الديمقراطية والحياة الكريمة
لكل المصريين
كتبت :ايمان حمزة
شهدت مصر وشهد معها العالم ثانى جلسة لمحاكمة القرن«مصر تحاكم رئيسها السابق» فى مشهد يجسد قمةالديمقراطية وهو مطلب أساسى من مطالب ثورة 25 يناير .. التى أذهلت العالم كأعظم ثورة سلمية فى العصر الحديث قامت لتسقط النظام وتنتصر على الفساد والظلم وإعادة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للمصريين .. طالب فيها جموع المصريين بالقصاص لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم أمام رصاصات الغدر وعربات الموت .. لتكون محاكمة الرئيس السابق وكل من تسبب فى إهدار دماء المصريين بدءاً من وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلى ومساعديه وكل من شارك فى هذه الجريمة .. فمن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً فليست المسألة هى حقيقة عدد الشهداء بقدر أنها استباحت دماء المصريين وكانت التهم ايضاً له ولولديه ولحسين سالم صديقه رجل الاعمال الهارب باسبانيا لإهدار المال العام للمصريين واستباحة ثرواتهم وأراضيهم .. وأيضاً قضية الغاز الطبيعى وتصديرها باسعار زهيدة لاسرائيل مما أضاع على مصر كثيرا من الأموال التى هى فى أحوج ما تكون إليها وإلى الحفاظ على احتياطى مخزونها من الغاز الطبيعى لأجيال المصريين .
أمور كثيرة أثارت المصريين على رئيسهم .. لتخرج وتنادى برحيله عن حكم البلاد .. هو وكل رموز نظامه بعد أن تناسى وتناسوا الامانة فى أنه راع وكل راع مسئول عن رعيته أمام شعبه وأمام الله قبل كل شئ .. ولكنه أضاع الامانة لينتشر الظلم والفساد وتستولى حفنة قليلة على ثروات مصر وأراضيها ويحرم الشعب من كل ثرواته ويترك فريسة الفقر والقهر.
خرج الشعب ينادى بالمحاكمات العادلة .. "فلكم فى القصاص حياة ياأولي الألباب ".. وتظهر الحقائق واضحة وينال كل ذى حق حقه .
لم يكن أحد يتخيل حتى الجلسة الأولى من محاكمة الرئيس السابق ونجليه أن يصبح هذا المطلب الذى نادى به المصريون حقيقة واقعة بل كان ضربا من الخيال .. تأكيدا على الديمقراطية .. كانت المحاكمات والجلسات علنية أمام مصر والعالم أجمع .
ولأن الديمقراطية تجسد اختلاف الآراء ، شاهدنا جموع الثائرين لإعادة حقوق مصر وحقوقهم وحقوق أبنائهم من الشهداء والمصابين وهم الاغلبية وايضا المعارضين لهذه المحاكمات ممن اطلقوا على انفسهم أبناء مبارك ومؤيديه وهم الاقلية .. ولكن المؤسف هو هذا العنف فى فرض الرأى الذى يتعارض مع الديمقراطية التى تتحقق داخل المحاكمة ومثول الرئيس السابقة ونجليه فى قفص الاتهام أمام القاضى المصرى المستشار «أحمد رفعت» رئيس محكمة جنايات القاهرة ليأخذ القضاء النزيه والعادل طريقه لتظهر الحقائق واضحة للشعب المصرى وتهدأ النفوس .. وبذلك نستطيع إن شاء الله إستعادة الأموال من الخارج .. عندما يطمئن العالم أنها محاكمات عادلة له ولرموز النظام ممن استولوا على الأموال بغير حق وهربوها للخارج .. ومهما كان الأمر صعب المنال ولكن ما ضاع حق وراءه مطالب .. وبتضافر كل الجهود من الجهات المصرية والعالمية .. لاستعادتها.
وأصبح علينا الآن كمصريين أن نتوحد بجهودنا لانقاذ بلادنا من كل هذه الفوضى التى تجتاح حياتنا .. وقد ضربت الاقتصاد العام للبلاد واقتصاد بيوت المصريين بوجه خاص. فلنستعيد الامان والأمن وهو أهم مطلب حتى يعود إلينا كل شئ من جديد من عودة الاستثمارات والسياحة و أن نستعيد جديتنا فى العمل ولنتقى الله فى بلدنا من أجل أبنائنا وأحفادنا.. لنقف جميعا فى وجه هذه الفوضى فى العمل من التكاسل وضياغ حقوق الناس أو تعطيلها أمام موظف لا يقدر المسئولية أو إنسان فى أى مكان ليضيع على الثورة أن تتحقق بل ليسئ إليها وإلى إهدار دماء الشهداء الذين إقتدوا بلادهم وكل المصريين من أجل أن تتحقق الثورة .. علينا أن نستعيد روح الثورة وقيمها الجميلة التى توحد عليها كل المصريين .. الكل يعمل ..الكل يخاف على من حوله وعلى بلده على شارعه بيته وبيت جيرانه .. الكل يهب ليغيث المحتاج أو من يتعرض لاعتداء أو ظلم..
مازلنا فى شهر رمضان شهر الخير والبر والبركة واتقان العبادات والعمل عبادة .. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» وهو أمر إلهى صريح نزل بالقرآن الكريم..
ومع اتقان العبادات حسن المعاملات بين العباد للتقرب إلى المولى ففيه إعمار وحياة وقوة للمجتمع فالتجمع على التصدى لكل أوجه الفساد و للتخاذل عن العمل .. علينا أن نعيد حركة الانتاج بكل قوة .. أن نستمر فيما بدأنا من أهداف الثورة وهى إنقاذ مصر من أجل كل المصريين بعد أن رفعنا هامتنا مع استعادة كرامة المصريين بين العالم ..علينا أن نعيد لمصر مكانتها التي تليق بها لا أن نتركها وكأننا لم نفعل شيئاً لتضيع ثورتنا .
الشعب المصرى أكثر وعياً وسيقف لكل أعداء الداخل والخارج ممن يسعون بكل الطرق لإفشال هذه الثورة السلمية العظيمة التى علمت العالم من حولنا كيف يثور على الظلم والظالمين ويستعيد بلاده من جديد.
فلنتكاتف معاً كمصريين كما قامت الثورة المصرية يوم 25 يناير من أجل انقاذ بلادنا واقتصادنا .. من أجل أن يعيش كل انسان مصرى حياة كريمة بتحقيق العدالة الاجتماعية .. ولنجتمع على حل مشكلة العشوائيات التى تعد تحديا كبيرا .. لتتحول إلى بيئة صالحة للحياة الكريمة تتوافر بها كل فرص الامان والحماية والخدمات الانسانية .. صحية وتعليمية وسكن صحى وشوارع نظيفة ، فهى مشكلة تحتاج لكل العون من كل طوائف المجتمع المصرى والجمعيات الاهلية ومؤسسات الدولة .. أن نتكاتف لإعادة بناء هذه المجتمعات وتطويرها والارتفاع بمستوى الحياة للأسر والابناء والشباب والنساء والاطفال وكبار السن.. والعمل على الحفاظ على ما تحقق من تطوير والاستمرارية فى تقديم الخدمات الانسانية والصحية والتعليمية والبيئية حتى ينشأ هذا الجزء الذي لا يتجزء منا على حب بلادهم غير ناقمين على مجتمعهم عندما يجدون الكل يمد يد العون اليهم بالحياة الكريمة وخلق فرص عمل وحرص على اعادتهم للتعليم أو محو اميتهم حتى يعرفوا حقوقهم وواجباتهم فنمنع عنهم وعنا الجرائم والكوارث ليصبح الكل فى أمان.
لننظر لبلادنا بأمل للمستقبل .. ونعمل على أن ننقذ الحاضر حتى يكون المستقبل افضل لنا جميعا .. لننظر لمشروعنا القومى للتنمية فى كل المجالات .. معاً لعودة الزراعة والصناعة المصرية إلى اسمها السابق ، لنوفر غذاءنا واحتياجاتنا لننافس بقوة فى الأسواق العالمية بعودة سمعة وقيمة وجودة العامل المصرى والمتخصصين من المدرسين والاطباء والمهندسين الذين خرجوا من مصر قديما ليساعدوا البلاد من حولنا فى التنمية .
لنعيد فتح الادراج ونأخذ الأبحاث العلمية التى توصل إليها عقول علمائنا المصريين المبتكرين التى تحيل تراب البلد ذهبا وتزيد الانتاج الزراعى بالميكنة الحديثة بأقل المياه ..وتعيد تدوير ما يضر بالبيئة ويلوثها إلى مصادر وفرص عمل ومزيد من الأموال وتوفر علينا العملة الصعبة من صناعات خشبية قوية لعمل أثاث رخيص الثمن لمحدودي الدخل فيسهل الزواج على الشباب ويخلق فرص عمل .. هل تدرون من ماذا ؟ من ورد النيل الذى يتزايد ويعوق الملاحة النيلية ويلتهم المياه .. أنهم يستطيعون أن يصنعون منه علفا حيوانيا .. حتى شجيرات الموز» التى يجب أن تقطع كل عام وتسبب عبئاً على المزارعين يمكن أن تعاد تصنيعها ليؤخذ من عصارتها موادا تقوى حديد التسليح وتمنع صدأه وبالتالى تمنع انهيار العمارات .. وحل مشكلة قش الأرز الذى يسبب السحابة السوداء وكل ماينتج عنها من أضرار و أمراض .. يمكننا أن نحولها إلى صناعات مهمة تفيد البلد بل يتم الزراعة عليها بدون احتياج إلى أرض زراعية لبعض النباتات الهامة المغذية مثل عش الغراب .. فقط لنستعين بعلمائنا فى مراكز البحوث العلمية والزراعية والطبية وأساتذة الجامعات ومن أجل الطاقة الشمسية والحيوية وغيرها من أمور ستغير وجه مصر .. فهل نبدأ معاً ونأخذ بالأسباب ونتوكل على الله.. فيد الله فوق يد الجماعة.
ساحة النقاش