الطاقة الشمسية أمل مصر القادم

كتبت :ايمان عبدالرحمن

بالرغم من كونها طبيبة، ولكن اهتمامها الشديد بالطاقة الشمسية وكيفية استغلالها .. وتمضية أوقاتها في البحث والإطلاع وحضور المؤتمرات العلمية .. عشر سنوات كانت كفيلة لجعلها تبتكر طريقة جديدة لإنتاج طاقة متجددة سجلتها كبراءة اختراع .. الدكتورة سهير منصور تحدثت لحواء عن الطاقة المتجددة .. وطرق متعددة لإنتاجها من الطحالب واستخراج وقود حيوي .. وتفاصيل كثيرة في هذه السطور..

فى البداية تقول د. سهير منصور : إن المجتمع يتخوف من نقص البترول .. وهو ما يجعلنا نفكر فى كيفية استغلال الطاقة المتجددة وأهمها الطاقة الشمسية التى تتمتع بها مصر، فبالأقمار الصناعية أعلى معدل طاقة شمسية يوجد فى جنوب مصر .

ديزل حيوي من الطحالب

 وعن إمكانية استخدام الطاقة الشمسية فى إنتاج طاقة بديلة متجددة تقول يمكن استخراج الديزل الحيوى (البيوديزل) من الطحالب ، وهو معروف فى كثير من الدول ، وبالنسبة لمصر فهو مشروع مستقبلى يتوافق مع البيئة المصرية ولدينا كل الإمكانيات لتسد احتياجاتنا، فمصر بها 3500كم سواحل بجانب مياه الصرف الزراعى، ومياه الصرف الصحى المعالجة وكلها تصلح كبيئة مناسبة لتنمية الطحالب فى منشآت بسيطة وأحواض.

وتضيف : إن طريقة استخراج الديزل الحيوى من الطحالب سهلة وآمنة وغير مكلفة فقط نحتاج لحوض زجاجى توضع فيه الطحالب لتكبر وتتكاثر ثم يتم تمريرها على أحواض زجاجية أصغر حجما وتزيد كمية الضوء لتسريع معدلات التكاثر لتنمو وتتضاعف فى فترة قصيرة من 24 - 36 ساعة ثم يتم تصفية الماء للحصول على كتلة حيوية من الطحالب تشبه العجينة الخضراء وعند عصرها نحصل على سائل لزج هو الديزل الحيوى ، والذى يصلح تماما لتشغيل محطات الكهرباء العادية ويصلح لتسيير وسائل النقل .. ومن مميزات هذا الوقود أنه لا يحتاج لأرض صالحة للزراعة ولا لماء عذب كما كان يحدث عندما استعملوا الذرة فى الماضى لإنتاج وقود حيوى .

وتشير إلى نقطة مهمة وهى أن ما يتبقى من الطحالب بعد عصرها يعادل 40% من وزنها علف يستخدم كعلف حيوانى عالى القيمة الغذائية لأنه مركز بالبروتينات .. وأن أمريكا والبرازيل واستراليا ودول عديدة بدأت فى التخطيط لجلع البيوديزل مصدرا للوقود السائل لتشغيل محطات الكهرباء ولتشغيل وسائل المواصلات.

الطاقة المتجددة والاقتصاد

لذلك فالاهتمام بالطاقة المتجددة سيؤدى إلى تقوية اقتصادنا واستغلال إمكانياتنا الطبيعية وتشغيل الأيدى العاملة ومحاربة الفقر خاصة وأنها مشروعات تعتمد على خامات وشركات ومصانع محلية وعمالة مصرية .. فمصر تستطيع أن تكتفى وأن تصدر الطاقة النظيفة والمتجددة .

براءة اختراع

وتضيف د. سهير أنها سجلت براءة اختراع عن وحدة إنتاج طاقة متجددة، وتوضح بالرغم من أن تخصصها وهو الطب بعيد تماما عن الطاقة الشمسية ولكن اهتمامها بالطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية التى تتمتع بها مصر طوال العام بدأ منذ حوالى عشر سنوات.

وتحكى قائلة : بدأ اهتمامى عندما قابلتنا مشكلة أنا وزوجى فى مشروعنا الخاص وهو استصلاح زراعة قطعة أرض، وكانت مشكلة استخراج الماء من (بئر) وتوفير الطاقة الكهربائية عن طريق طلمبة رفع المياه وتكلفت حوالى 90 ألف جنيه فى ذلك الوقت، وبدأت أفكر الحمد لله استطعنا أنا وزوجى أن نوفر المبلغ المطلوب .. ولكن ماذا عن الشباب الذى يبدأ حياته .. وبدأت فى البحث والقراءة وحضور المؤتمرات العلمية، والإطلاع وكان هذا الموضوع هو شغلى وقضيتى العامة التى أردت الوصول إلى حل لها حتى توصلت إلى أنه يمكن استخدام الطاقة الشمسية الحرارية .. وعن طريق ألواح ضوئية لتوليد الطاقة .. وعرفت أن محطة شمسية حرارية بمساحة بحيرة ناصر يمكن أن تولد طاقة تعادل كل بترول الشرق الأوسط واكتشفت أننا نمتلك كنزا يمكن أن يطوّر من اقتصادنا إلى الأفضل وبدأت أهتم أكثر .. وأكثر خاصة وأن بناء محطة شمسية ليست مكلفة وليست لها أى مخاطر.. وطريقة عملها ببساطة أننا نستخدم الطاقة الشمسية فى غلى كمية من الماء التى تخرج بخارا يعمل على تدوير التوربينات التى تعطينا طاقة.. ومن الممكن استخدامه فى تحلية المياه وفى أغراض كثيرة.. فمثلا فى بلجيكا يوجد قطار يسير بالطاقة الشمسية.. وبعد البحث خلال 10 سنوات توصلت إلى طريقة لانتاج وحدة طاقة متجددة سجلتها كبراءة اختراع.. وهى طريقة سهلة ورخيصة على العكس من استخدام الطاقة النووية فى توليد الكهرباء التى يكون لها مخاطر كثيرة وأضرار وتقول: أنا لست ضد تكنولوجيا الأبحاث النووية ولكن لدىّ العديد من التحفظات لأن بناء المفاعلات ليس فقط مكلفا وسيحتاج إلى العنصر الأجنبى ولكن أيضا توريد قطع الغيار والوقود النووى سيكون عنصر ضغط ومساومة على مدار خمسين سنة قادمة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية والأخطاء البشرية الواردة والخوف من أى كوارث طبيعية، واحتراق أنظمة الكمبيوتر.. والخوف من الهجوم أو الاختراق العدائى بطائرة بدون طيار وأيضا الخوف على اقتصادنا فى مواجهة الخسائر النووية ففى فوكوشيما وصلت الخسائر إلى 80 مليار يورو تعاني منها اليابان.. بجانب علاج 400 ألف يابانى يتوقع إصابتهم بالسرطان فى السنوات القادمة.. لذلك فالبديل الآمن والرخيص هو الطاقة الشمسية.

وانهت حديثها أنها تتمنى أن يتم بناء وتشغيل محطات كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية وخاصة بعد الثورة.. وأن تنعم مصر بالحرية والرخاء.

 

المصدر: مجلة حواء -ايمان عبدالرحمن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1485 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,688

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز