التجربة التايلاندية

لأزمة العشوائيات المصرية

كتبت :ايمان عبد الرحمن

الجميع يفكر، ويحلم بمصر .. جديدة .. بعد الثورة، نتمني لو أن نغمض أعيننا .. ونفتحها لنجدها قطعة من الجنة .. وقد حلت جميع مشكلاتنا، ومن هؤلاء الذين يتمنون لمصر الكثير .. الكاتبة مني نور الدين والتي تتحدث عن التجربة التايلاندية، التي أذهلتها .. وتتمني تطبيقها والاستفادة منها .. لحل أزمة العشوائيات في مصر .. التي نتمني جميعا أن تصبح جديدة

وتتحدث الكاتبة منى نور الدين عن التجربة التايلاندية التى عايشتها وتتمنى تطبيقها فى مصر بعد الثورة فتقول : زرت تايلاند من حوالى 5 سنوات، واندهشت بتجربتهم، فهم يعانون مثلنا من مشكلة التكدس السكانى ولكنهم استطاعوا أن يحلوا هذه المشكلة بتوفير سبل جديدة وتقديم حلول لإيجاد فرص عمل، وأتمنى أن نطبق هذه التجربة فى حل مشكلة العشوائيات المصرية.

التجربة التايلاندية

وتحكى عما رأته هناك فتقول : فى تايلاند لا يوجد منزل لا يوجد به أحد لا يعمل، الكل يعمل وينتج حتى الأمهات ربات البيوت اللاتى تحتم عليهن الظروف عدم ترك منازلهن، يقمن بالأعمال اليدوية البسيطة التى تباع فى الأسواق للسائحين وتدر عليهم مبالغ مالية تسـاعدهم على المعيشة.

تدريب العمالة

أما بالنسبة للعمالة الموجودة بالمصانع فيقومون بتدريبهم عليه، وتقسيم العمل فيما بينهم، حتى تنهى كل مجموعة الجزء المطلوب وتخرج السلعة أو المنتج بصورة جيدة، أما بالنسبة للمزارعين فيدربونهم على كيفية الزراعة وتوفر لهم الدولة كل الامكانيات المساعدة من بذور ومبيدات وعندما يتم الحصاد تشترى الدولة منهم محصولهم بالإتفاق معهم.

وفى تايلاند يهتمون اهتماما شديدا بالمعاهد التدريبية، فيختار الأفراد المجال الذين يريدونه مجالاً لعملهم ويتم تدريبهم مثل الزراعة، تربية الدواجن مثلا ويكون التدريب يوميا، وبعد التدريب يمكنهم تنفيذ مشروعهم على مستوى صغير ويدر ربحاً عليهم، وما لاحظته وأعجبنى جدا هو كلما زادت ساعات العمل الإضافية فى المصانع كلما أخذوا حوافز أكثر وهو يحفزهم على بذل الكثير من الجهد وهو ما يأتى بالإيجاب على الإنتاج والعامل أيضا.

وتضيف أ. منى أنه يوجد نوع من المدارس المتخصصة عندهم شبيهة «بمدارس السياحة والفنادق عندنا، ولكنها متخصصة فى تايلاند فى مجالات أخرى متعددة يكون الجانب العملى فيها فى مجال التخصص أكثر بجانب تعليمهم اللغة الإنجليزية وقليل من المناهج الدراسية، يدخل فيها الأولاد من سن صغيرة وعند تخرجهم يكونون مؤهلين بجدارة لسوق العمل.

الأسواق

هذا بالنسبة للإنتاج أما التسويق فتقول هناك فكرة جديدة وتناسب المجتمعات المزدحمة فهم يغلقون شوارع معينة فى فترة الليل ويتم استغلالها فى بيع المشغولات اليدوية والمنتجات التى تنتجها ربات البيوت ويتم بيعها فى هذا الشارع الذى يستغل كسـوق تم يأتى النهار لتجد الشوارع مفتوحة ونظيـفة ولا يوجد بها أى بائع وهكذا استطاعوا توفير مكان لتسويق وبيع منتجاتهم. هذا بالإضافة إلى الابتسامة الدائمة والتنظيم الرائع لكل أمورهم والاقتناع الشديد بأى رزق يأتى لهم والقناعة بأن هذا المشروع سيكبر مع مرور الأيام.

مصر بعد الثورة

وتتمنى د. منى أن يتم تطبيق هذه الأفكار التلايلاندية فى مصر لحل أزمة العشوائيات المصرية وتوفــير فـرص عمل لكثير من الشباب العاطل، واستغلال روح التعاون وحب البلد والمساعدة على تطوير مصر.

محو الأمية أولا

وتضيف أننا يمكن تطوير العشوائيات المصرية بأن نبدأ بجزء جزء، ولكن أولا لابد من مكافحة الأمية وتعليم أكبر عدد من أهالى العشوائيات ، لأن الأمية هى العائق لأى تنمية ثم بعد ذلك يأتى التدريب، ويستحسن أن يكون هناك متطوعون من الشباب، ويتم تدريبهم على المشروعات الصغيرة، ويتم تفعيل مشروع «الأسر المنتجة» الذى فرغ من مضمونه ، على أن يسمى مثلا «الأسر الصغيرة» ، ويتم عمل معارض لها ، أو أن تنتج السيدات فى البيوت الأطعمة ويتم الاتفاق مع مطاعم لتوريدها.

ويجب الاهتمام بالزرع فلا يوجد منزل فى تايلاند ليس به زرع أمام المنزل لو فيه مساحة كافية أو حتى فى الشرفات.

دور الإعلام

له دور كبير ويجب أن يتكاتف مع المجهودات التى ستبذل فمثلا تقدم قناة الأسرة والطفل تدريباً لمدة معينة ويتم عمل معارض ويتم عرض هذه التجارب لتستفيد منها السيدات الأخريات، بجانب عرض السلبيات لتفاديها فى مثل هذه المشروعات.

الرقابة

ولابد أن تكون متوافرة وخاصة عند التعامل مع السياح ، وتقترح د. منى أن يقوم بهذه المشــروعات هيئة مستقلة ولا تتدخل فيها الحكومة بالتعاون مع مجموعة من رجال الأعمال والمتطوعين والمجتمع المدنى.

سيادة القانون

وتقول د. منى ورغم الزحام الشديد فى تايلاند إلا أنك لا تجدين أى زحام فى المواصلات ولا تجدين أى فوضى فى شوارع لأنهم ملتزمون بالقوانين المتبعة حتى السيارات تجدها تسير فى طابور ومن يخطئ يجازى فى ساعتها وتؤخذ منه فى لحظتها لذلك تجدهم ملتزمين بقواعد المرور.

ورغم أن القوانين بسيطة إلا أنها صارمة.

لذلك أتمنى أن يلتزم الجميع بالقوانين، لأن نجاح أى مشروع مهما كان صغيراً مرهون باحترام القانون وسيادته .

 

المصدر: مجلة حواء -ايمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1123 مشاهدة
نشرت فى 11 سبتمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,106

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز