.كيف تحافظين على أطفالك مـن خطر السمنة؟
كتبت :سماح موسي
. إذا أردنا الحديث عن المشاكل التي تواجهنا في تغذية أطفالنا فسوف تكون مشكلة السمنة في مقدمتها نظراً لانتشارها الكبير في الآونة الأخيرة بين الأطفال والمراهقين علي وجه الخصوص نتيجة للتغيرات التي طرأت علي نمط الحياة اليومي للأسرة المصرية وماترتب عليه من سلوك غذاءبين أطفالنا بما في ذلك عدم إتباع الأنظمةالغذائية السليمة وعدم التعود علي العادات الغذائية الجيدة وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم وقد ارتفعت نسبة انتشار السمنة بين الأطفال لأكثر من 17% ..فكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟!..
يقول د. السيد حماد اخصائى التغذية الاكلينكية بالمعهد القومى للتغذية أن أسباب انتشار السمنة تكمن فى قلة الحركة والنشاط البدنى بشكل عام وكثرة استخدام الكمبيوتر ومشاهدة التليفزيون ومايتبعها من انخفاض الطاقة المنصرفة فى النشاط البدني والمجهود وكثرة انتشار الوجبات السريعة والجاهزة والتى غالباً ماتكون مرتفعة فى محتواها من الدهون والسعرات الحرارية.
وتعتبر العادات الغذائية السليمة واستبدالها بعادات غربية وسيئة مثل اللجوء لشرب المياه الغازيه والمقرمشات المقلية والمصنعة وكذلك إهمال تناول الخضراوات والفواكة الطازجة بشكل يومى وانتشار وسائل الرفاهية واستخدام السيارات بدلاً من المشى حتى فى الأماكن القريبة جداً فيجب الحذر بشكل كبير من إستخدام الأنظمة الغذائية القاسية التى لاتغطى الاحتياجات الأساسية لبناء واكتمال نمو الأطفال ولكن يجب أن يكون مستوى الطاقة المتناولة كافياً ومناسباً للنمو والحصول على القدر الكافى والملائم من العناصر الغذائية المهمة مثل البروتين دون أن نسمح بزيادة الوزن بل ونسعى لإنقاصه ولكن بمعدلات بسيطة تناسب حالة الطفل من حيث نوعه وعمره ووزنه وطبيعة مجهوده ونشاطه اليومى.
وعن المشاكل المترتبه على سمنة الأطفال يقول د. السيد إن تعرض الأطفال للنقد والتعليقات المجرحة خاصة مع أقرانهم غير البدناء يترتب عليه ظهور العديد من المشاكل النفسية مثل الانطواء والخوف من الاندماج والمشاركة فى المناسبات مما يزيد الأمر تعقيداً وصعوبة وكذلك وجود بعض المشاكل الصحية المترتبة على زيادة الوزن مثل احتمال تعرضهم للإصابة بمرض السكر أكثر من غيرهم بكثير خاصة مع وجود علامات متلازمة مقاومة الأنسولين لدى الطفل والتى يكون من أهم علاماتها زيادة وزن الطفل وكذلك وجود «إسمرار» فى بعض مناطق الجلد خاصة خلف الرقبة أسفل منبت الشعر مع وجود علامات ودلالات معملية تفيد بلرتفاع مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول وارتفاع مؤشر سكر الدم مع ارتفاع نسبة الأنسولين فى الدم أيضاً وعند وجود هذه الحالة لابد من التأكيد على انقاص الوزن باستخدام الأنظمة الغذائية الصحية المناسبة وزيادة معدل النشاط البدنى للطفل عن طريق تحويله إلى نمط حياة صحى بعيداً عن الكسل والتراخى وعدم ممارسة الرياضة الخفيفة بشكل منتظم ويومى وذلك لتجنب احتمال الإصابة بالسكر.
وعن بعض التوصيات التى يوصى بها د. السيد والتى يجب اتباعها فى حالات سمنة الأطفال يجب أن نهتم بنوعية الأطعمة التى يتناولها الأطفال وكذلك الكمية بحيث يكون النظام الغذائى متوازناً من حيث احتوائه على العناصر الغذائية والاهتمام بتناول الحليب ومنتجاته وهى خالية من الدسم يومياً بكمية كافية من (1-2 كوب يومياً) على الأقل حتى نحصل على الإحتياجات الكافية من الكالسيوم والاهتمام بتناول مصادر جيدة للبروتين مثل اللحوم والأسماك والدواجن قليلة الدهن مع إزالة الجلود والدهون المرئية منها وطهيها بطرق السلق أو الشوى أو فى الفرن وتجنب استخدام القلى أو التحمير معها مع التركيز على الأسماك أكثر من مرتين أسبوعياً وضرورة تنظيم مواعيد الأكل والوجبات بحيث يتم تناول وجبات يومياً والالتزام بهذه المواعيد لضمان انتظام عملية الحرق والتمثيل الغذائى بشكل جيد مع تلافى الشعور بالجوع نتيجة تباعد مواعيد الوجبات أو إهمال تناول إحداها والإكثار من تناول الخضراوات الورقية الطازجة والفواكه الطازجة أيضاً كمصدر جيد للفيتامينات والأملاح المعدنية المهمة كما أنها تساعد على الحفاظ على الحركة المنتظمة للأمعاء وإعطاء الشعور بالشبع بفضل إحتوائها على الألياف بكثرة خاصة فى أوقات الشعور بالجوع بين الوجبات الرئيسية وتناول كميات كافية من الماء والسوائل بمعدل 8 أكواب على مدار اليوم على الأقل والامتناع عن تناول المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة المبالغ فى تحليتها بالسكر وكذلك الحلويات والمواد الدسمة بشكل عام.
ولابد من الحرص على ممارسة الرياضة مثل المشى بشكل يومى وتجنب الأغذية المملحة والعالية فى محتواها من الصوديوم حيث تزيد قدرة الجسم على تخزين الماء وقلة إدرار البول ووجود احتباس للسوائل ولذلك يجب الاعتدال فى تناول ملح الطعام وتجنب تناول المخللات والموالح والأجبان المالحة والأسماك واللحوم المملحة.
وعدم اللجوء لفقد الوزن السريع لماله من أضرار صحية كثيرة ولكن يجب على الطفل أن يكون فقدانه لوزنه بمعدل بطئ ومناسب لحالته مع مراعاة حالة زيادة نمو الطفل خاصة الطول وهو مايعنى حدوث تعديل إيجابى فى مؤشر كتلة الجسم بالنسبة للعمرحتى لو كان الوزن ثابتاً أى يمكن اعتبار التحكم فى الوزن وعدم زيادته مع استمرار عملية النمو بشكل منتظم هو تقدم جيد بالنسبة لحالة الطفل.
ساحة النقاش