ليلة فرح ابنى العزيز! (2)

كتبت :سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى قصة قارئتى ماجدة وهى سيدة أربعينية فائقة الجمال، فارعة الطول أنيقة بنت ناس فوالدها كان قاضيا مشهورا منذ أكثر من ربع قرن ولها أخ واحد يعمل قاضيا أيضا وماجدة كانت تدرس فى قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية حتى السنة الثانية عندما اقترح عليها استاذها أن تتدرب على العمل الصحفى فى إحدى وكالات الأنباء الأجنبية وفعلا نجحت ماجدة وأحبت العمل الصحفى وأعدت عدة تقارير وتحقيقات وحوارات ناجحة لمدة ستة شهور ثم عهدت إليها الوكالة بإجراء حديث صحفى مع شاب ناجح خريج جامعة اكسفورد نجح فى عمل خاص متفرد وحاز شهرة كبيرة وذهبت إليه ماجدة وكان لطيفا جدا معها وحملها السلام إلى سيادة المستشار والدها وإلى شقيقها الذى كان زميله فى مدارس الجزويت الفرنسية فى القاهرة ولاحظت ماجدة أنه كلما همت بالانتهاء من أسئلتها كان يستبقها ويسألها أسئلة شخصية كثيرة، وقالت إنها فكرت فيه كثيرا بعد أن أنهت عملها وجامعتها فى ذلك اليوم وأخذت تتذكر كلماته حتى فاجأها شقيقها بعد يومين بأن محمود هاتفه وطلب منه أن يحدد له موعدا مع والدها لكى يطلب يدها منه وقال شقيق ماجدة إنه أخبره أنه سوف يسافر إلى ألمانيا ليفتتح مكتبا لشركته هناك ويقيم هناك ثلاث سنوات لكى يحصل على شهادة الدكتوراه وقال إنه إذا حصل النصيب فإنها سوف تستكمل دراستها وهى مع زوجها هناك!

 

 

واستطردت قارئتى ماجدة... فرح أبى بمحمود كثيرا فهو إنسان رائع بكل المقاييس وشدد على ضرورة أن أستكمل تعليمى بألمانيا وأصررت أن أجلس معه وأتعرف عليه أكثر قبل عقد القران ووجدته إنسانا رائعا.

تزوجنا وسافرنا وحملت فى ابنى الكبير فى الشهر الأول لزواجنا وبعده بعام واحد جاء ابنى الثانى وكنت أنا وهو فى غاية السعادة وافتتح مكتبه فى ألمانيا ونجح المكتب ونجح زوجى محمود وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من أكبر جامعات ألمانيا وسكنا فى ألمانيا بدلا من السنوات الثلاث التى كانت مقررة ، مكثنا فيها عشر سنوات فى سعادة ونجاح وخير لكنى لم أستطع أن أكمل دراستى نظرا لانشغالى مع ولداى الحبيبين ومساعدة زوجى فى مكتبه وأقول لك يا سيدتى لم تكن هناك امرأة فى العالم كله أسعد منى ومن زوجى ومن أولادى ولا أجمل من بيتى السعيد!!

 

 

وحان موعد عودتنا إلى مصر وليتنا لم نعد! فقد لاحظت بعد عودتنا بعدة شهور تغيرا فى تصرفات زوجى ثم باختصار شديد اكتشفت أنه على علاقة بسيدة كان يعرفها قبل سفره فعلمت أنها كانت تحبه حبا شديدا وأنها صدمت عندما علمت بأنه تزوج وسافر إلى الخارج وكانت وقتها آنسة ثم تزوجت وفشلت فى زواجها ثم أعادت علاقتها مع زوجى الذى لم يكن لى فى الدنيا سواه هو وأولادى وأخى خاصة بعد رحيل أبى - رحمة الله عليه - وكانت صدمة لى ومفاجأة وواجهته بالأمر فقال لى.. لا أنكر لكننى رجل شريف ولا ارتكب المعصية وقد أتزوجها لأنها شديدة التعلق بى وأنا ظلمتها وتركتها وتسببت فى فشل زواجها لأنها كانت ولا تزال تحبنى!! ونكس رأسه وتركنى ومضى إلى غرفة مكتبه فذهبت خلفه وقلت له..

- لا بأس .. طلقنى يامحمود ثم افعل ما شئت وهذا حقى الشرعى إما أن أوافق على زواجك بغيرى أو أرفض!

نظر إلىّ مليا وقال.. عيب يا ماجدة.. علشان خاطر الأولاد!

قلت له.. لا أستطيع وهذا كلام نهائي

 

 

وتستطرد قارئتى ماجدة... قالوا لى يا سيدتى إن هذه السيدة وأمها من كبار السحرة ومعارفهم من الذين يقومون بعمل الأعمال السفلية والسحر وبناء عليه تم زواج زوجى من حبيبة قلبه القديمة وأقاما فى فيللا فى مدينة أكتوبر وكان ولداى قد بلغا الثالثة عشرة من العمر فقام بضمهما إليه وبقيت أنا وحيدة فى شقتنا القديمة بالعجوزة وكان ولداى يزوراننى كل يومين أو ثلاثة وللحق لم يشكوا لى مرة واحدة من سوء معاملة زوجة أبيهما!!

 

 

اليوم أبكى من قلبى فقد تم زواج ابنى الكبير كريم وطبعا لم أحضر حفل زواجه وبقيت فى بيتى طوال الليل أبكى وحرمت من رؤية ابنى الحبيب فى الزفة ولم أطق صبرا وجئت أفضفض لك.

 

 

أقول إنها الأيام والظروف والقدر.. لا تعليق! سوى أن السعادة لا تدوم لأحد!!

 

 

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 806 مشاهدة
نشرت فى 13 سبتمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,848,947

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز