فى عصر النت الزواج التقليدى كســب بشروط!!

كتبت : أميرة اسماعيل

كثيراً ما تساءلنا عن أفضل طريقة للزواج السعيد.. زواج الحب.. تعارف الأقارب.. أو ما يسمي «زواج الصالونات» حب وبدايات ونهايات غير السعادة الزوجية المنشودة.. وخلال السطور القادمة نلقي الضوء علي عودة الزواج التقليدي وأشكاله في محاولة للوصول لزواج أكثر استقراراً وهدوءاً ومودة.

تقول فاطمة أحمد «30 سنة» ربة منزل: برأيى الزواج التقليدى أثبت نجاحه فى كثير من الزيجات وأنا شخصياً ارتبطت بقصة حب وخطوبة ولكنها باءت بالفشل وأخيراً تزوجت عن طريق ترشيح أحد الأقارب لزوجى وتدريجياً بدأ الانسجام والحب والتفاهم وأنعم معه بطفلين لتكتمل سعادتي.

وتوافقها الرأى شيماء عبدالسلام «24 سنة» حيث ترى أن الأهل لهم دور كبير فى اختيار الزوج وأن الحب والمودة غالباً ما يأتيان مع الأيام وبوجود الأطفال وتكوين الأسرة تصبح الحياة أكثر استقراراً وقد تزوجت عن طريق أحد المعارف وتواجهنا المشكلات العادية لكن الصبر والاحتواء هما طريقة السعادة بين أى زوجين.

«لقد صدمت بعد الزواج» هذا ما بدأت به ن.ع «26 سنة» ربة منزل لقد قدم لى زوجى الكثير من الحب والاهتمام، لم يكن يرفض لى أى طلب وبعد الزواج وجدته شخصاً آخر غيور لحد الشك القاتل وقد كان زواجاً تقليدياً سرعان ما انتهى بالطلاق لأننى لم أر فيه عيوبه القاتلة خلال فترة الخطوبة التى دامت 6 أشهر.. وكثيراً ما يدعونى البعض للتمهل فى الانفصال فلدىَّ طفل قادم أتحمل مسئوليته.

وتشاركها أمنية .ع «23 سنة» بكالوريوس آداب جامعة عين شمس نفس المشكلة فقد عانت من خطيبها الذى سرعان ما تغيّر مع مرور الوقت ولأنه الأول فى حياتها وجاء عن طريق والدتها فوافقت عليه تحت إلحاح من الأسرة والخوف من كلام الغير إذا ما انفصلت عنه الآن.

سؤال وجواب

«الزواج التقليدى ليس دائماً هو الأفضل.. هذا ما بدأت به نهال.ع «27 سنة» طبيبة وتضيف قائلة لقد تزوجت زواجاً تقليدياً وكنت لا أرى فيه عيبا واحداً وبعد مرور شهور قليلة من الزواج ظهرت عيوب قاتلة وأحاول التأقلم بسبب حبه الشديد لى فهو حنون وكريم ويحبنى بشدة ولأنه أول رجل فى حياتى فإننى أحاول التأقلم مع طباعه وتبقى المودة والعشرة الطيبة هما أساس الأسرة المستقرة ومن الضرورى أن تكون فترة الخطوبة طويلة نسبياً حتى تكتشف الفتاة إذا كان هذا هو الشخص المناسب أم لا.

وتوافقها الرأى نورا السيد «24 سنة» ربة منزل: إن الزواج التقليدى هو بمثابة مجال للتقييم والتعارف عن طريق سؤال وإجابة وغالبا ما يناسب القليلات فمجال التعارف الآن أوسع ويتح الفرصة الأكبر للاختيار.

وترفض هبة حسنين «25 سنة» زواج الصالونات أو الزواج التقليدى بشكل عام.. فالحب قبل الارتباط الرسمى هو الذى يعين الشخص على التحمل سواء مع ظروف الحياة أو التعامل مع أخطاء الحبيب.

الرأى الآخر

عبدالسلام محمود «32 سنة» كيميائي: إننى أشجع الزواج التقليدى وهو ما حدث معى فكنت أبحث عن الاستقرار وتكوين أسرة وهو ما ساعدنى فيه الأهل للعثور على العروس المناسبة لى وكثيراً ما تقاربت وجهات النظر وتم الزواج.

ويحكى محمد رضا «36 سنة» مهندس: عن تجربته قائلاً: لقد تزوجت عن حب دام لست سنوات ولكننا انفصلنا نظراً لغياب التفاهم بيننا وتزوجت مرة أخرى زواجاً تقليدياً أشعر معه بالاستقرار والطمأنينة لذلك فالمعايير تختلف والاختيار الأنسب يختلف من شخص لآخر.

ويقول هانى محمد «30 سنة» طبيب: إننى أفضل الزواج التقليدى فيختار الشاب من تناسبه اجتماعياً وأخلاقياً ومادام هناك تفاهم مبدئى بين الطرفين فهذا بادرة لنجاح العلاقة وقد يفشل الأمر إذا لم يتأقلم كلاهما مع طباع الآخر.

المفتاح الذهبي

ويقول محمود عبدالفتاح «26 سنة»: المشكلة تكمن أحياناً فى قصص الحب السابقة التى تعيش بداخل البعض فتمنعه من الارتباط بآخر أو نسيان الماضى بأكمله فأحياناً لا تسير الأمور كما تريدينها أن تكون وهناك رجال لهم تجارب سابقة مع الفتيات وعندما يفكرون فى الزواج يبحثون عن الزواج التقليدى لأنه - من وجهة نظرهم - مأمون ويصلح لبناء أسرة..

l لابد أن يكون هناك حب سواء كان الزواج تقليدياً أو تعارفا مسبقا.. هذا ما أكده هانى السيد «36» سنة محام وأضاف: قد تنشأ قصة حب من خلال التعارف فى محيط الأسرة أو العمل أو حتى الزملاء وبالتالى لن نختلف على مسمى الزواج فالأهم أن يحدث التوافق والتناغم بين الشخصيات والمرأة دائماً لديها المفتاح الذهبى لإسعاد زوجها وأسرتها .

حقوق وواجبات

تقول الكاتبة والصحفية منى نور الدين إن الزواج التقليدى ليس قاعدة لدى الجميع وله متطلباته وظروفه.. والعامل الأساسى فى الاختيار هو التوافق الاجتماعى ومدى تناسب وتوافق الطرفين لإتمام الزواج وتكوين أسرة.

وأنصح كل شاب وفتاة بضرورة التفكير السليم والمتأنى فى الارتباط والتفكير فى الإنجاب فيما بعد.. وهل هما على استعداد لهذه الخطوة.. وعن أساسيات التعامل تؤكد منى نور الدين الاحترام المتبادل ومعرفة حقوق كل منهما، وواجباته تنمى الأسرة وتقوى روابطها وتجعلها قادرة على مواجهة الحياة فى ظل صعوباتها . ودائماً يبقى اختيار الحب له الأولوية لدى الكثيرات ممن يبحثن عن غفران الكثير من أجل الحب.

اختيار العقل

تقول الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم نفس اجتماعى بالمركز القومى للبحوث : إن نطاق الحرية فى الوقت الحالى أتاح للطرفين المقبلين على الزواج بالتأنى فى الاختيار ومع ارتفاع نسبة الطلاق أصبح هناك اتجاه للعودة للزواج التقليدى لأنه غالباً يعتمد على اختيار العقل مع ضرورة تواجد العاطفة والتكافؤ الاجتماعى واللغة المشتركة والتوافق النفسى وتحذّر الدكتورة سوسن فايد من الاعتماد على الحب بشكل كامل فبعد فترة تظهر العيوب ومعها المشكلات التى تحول دون استمرارية الحياة الزوجية.. لذلك فالاعتماد على مزيج العاطفة والعقل هو الحل فيتيح لنا القرار السليم لأنه لو غاب ركن العاطفة سيكون هناك نفور ولو غاب العقل لن تكون هناك لغة مشتركة وتوافق فكرى وودّ واندماج أسرى يجعل الأسرة قادرة على مواجهة أعباء الحياة اليومية بفضل تفاهم الزوج والزوجة .

المصدر: مجلة حواء -أميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 754 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,868,596

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز