الزهايمر ..

كتبت : تهاني الصوابي

يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمى لمكافحة الزهايمر ، والذى يصيب نسبة كبيرة من الاشخاص فوق سن الستين ، حيث تقدر نسبة الاصابة به فى العالم حسب آخر الاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ، 26 مليون مريض ، سوف تزيد إلى أربعة أضعاف بقدوم عام 2050 .

يعتبر مرض الزهايمر من الامراض المستعصية ، واكثر الامراض شيوعا عند الشيخوخة حيث يصيب الافراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما على الرغم من امكانية ظهور بوادره فى سن أقل ، وهنا يكمن الخطر نتيجة الأعراض الخطيرة لهذا المرض والتى تصيب الشخص مثل فقدان الذاكرة وصعوبة تذكر الاحداث التى عاشها المريض حديثاً، ويؤكد الاطباء أن الاعراض أن تتوقف عند هذا الحد ، بل تتطور إلى أعراض أخرى مثل التشوش والهياج والعدوانية والتقلبات المزاجية ، وانهيار اللغة وفقد الذاكرة على المدى الطويل ، وقلة الاحساس بالألم نتيجة انعدام الحواس تدريجيا نظرا لفقد الشخص وظائف الجسم تدريجيا ، مما يؤدى فى النهاية إلى الوفاة.

الحقيقة أن مرض الزهايمر ظل مجهولاً حتى اكتشفه الطبيب الألمانى الويس الزهايمر عام 1906 ، وشخصه من خلال سيده كانت تبلغ من العمر 50 عاما ، ولازمتها اعراض غريبة اسماها الطبيب «الزهايمر» نسبة إلى اسمه ، وقد تم اكتشاف إحدى عشر حالة مماثلة فى الاوساط الطبية خلال السنوات الخمس التى تلت تلك السيدة ، وكانوا يطلقون عليه من قبل «الخرف الشيخوخى» ، وأن كان هذا الاسم مازال يطلق على الاشخاص الذين يتعدى عمرهم الـ 65 عاما ، ويظهر عليهم بعض أعراض المرض ، بينما يستخدم اسم الزهايمر للذين تتراوح اعمارهم من 45 إلى 65 عاماً.

يقسم الاطباء دورة المرض إلى أربع مراحل تؤدى فى النهاية إلى التدهور الوضعى، وتعتبر مرحلة «ما قبل الخرف» أولى المراحل حيث تؤثر اعراضها على نشاطات الحياة نتيجة فقد الذاكرة ، وهو من أكثر المظاهر التى يمكن ملاحظتها ، ويظهر فى صعوبة تذكر المريض الوقائع والاحداث القريبة ، مع عدم القدرة على اكتساب معلومات جديدة ، أما المرحلة الثانية مرحلة الخرف المبكر ، حيث يعانى المريض صعوبات فى استخدام اللغة ، أو التحكم أو الحركات ، وعادة ما يحتاج إلى مساعدة أحد الاشخاص ، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة وعبئاً اكبر على المحيطين بالمريض ، لأنه يكون فى حاجة إلى رعاية متواصلة ، وتسمى المرحلة الثالثة مرحلة الخرف المتوسطة حيث تصبح صعوبة اللغة أكثر وضوحا ، نظرا لعدم القدرة على تذكر المفردات، وتؤدى إلى تبديل الكلمات بكلمات غير صحيحة ، مع دخول المريض فى حالة من المقاومة والعناد ، بالإضافة إلى سلسى البول مما يعد عبئا على القائمين برعايته ، أما أخر تلك المراحل ، فهى مرحلة الخرف المتقدمة ، وهنا يكون المريض غير قادر على أداء ابسط المهام بدون مساعدة ، وتتدهور حالته ، فيظل ملازما للفراش ، فاقدا القدرة على اطعام نفسه ، أو حتى التحكم فى التبول .

المؤكد أن اسباب مرض الزهايمر أصبحت معروفة للعلماء والاطباء، وهى باختصار شديد فقدان الخلايا العصبية فى قشرة المخ ، وبعض المناطق تحتها ، وهو ما يؤدى إلى ضمور جسيم للمناطق المتضررة ، مما يؤكد خطورة هذا المرض التى أثبتت الدراسات أنه خلال الـ 40 عاما القادمة سوف يصاب بالمرض شخص من بين كل 85 فرداً ، وأن هناك 30 الف مريض سنويا بنسبة 5% من السكان سوف يصل إلى 8% عام 2015 ، وهو ما يحتم ضرورة الاستعداد لمواجهته ، باكتشاف طرق العلاج الحديثة التى تعمل على عدم تدهور الحالة الادراكية والحركية ، وهى مهمة الأطباء والباحثين والعلماء ، لمواجهة هذا المرض الذى يصيب عادة أصحاب المهن الحرفية إلى جانب المفكرين والمبدعين والسياسيين ، وهناك العديد من الشخصيات المعروفة اصابهم هذا المرض مثل الرئيس الامريكى رونالد ريجان ، والكاتب الايرلندى أيريس مردوخ ، والممثلة العالمية ريتا هيوراث.

وأخيراً يبقى دور الاعلام فى التعريف بخطورة هذا المرض على المجتمع حيث يعوق الشخص عن أداء عمله ، ويسبب العديد من المشاكل الاجتماعية للمحيطين به والقائمين على رعايته ، وهو ما يؤثر على القدرة الانتاجية للافراد وبالتالى يعوق المجتمع عن التقدم والنمو ، مع ضرورة ايجاد الحلول لمساعدة هؤلاء المرضى وذويهم ، حتى لا يصبح مرض الزهايمر كالوباء الذى يصيب المجتمعات..

المصدر: مجلة حواء - تهاني الصوابي
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 635 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,691,663

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز