«احمى»

 نفسك بنفسك

كيف يمكنك الدفاع عن نفسك فى الطريق العام فى حالة تعرضك لأى سلوك خارج أو تحرش أو سرقة من قبل أحد الخارجين على القانون؟
 بجانب الوسائل المعتادة والتقليدية والتى تتمثيل فى حمل البخاخ المخدر، وأجهزة الدفاع عن النفس فى حقيبتك ومحاولة استخدامها عند اللزوم، فهناك وسائل أخرى نفسية وعضلية يمكنك الاعتماد عليها،
وجميعها ترتكز على عدم خوفك من المواجهة وعدم إشعارك للطرف الآخر بأنك خائفة أو تحتاجين لحماية، حتى وإن كنت تشعرين بذلك، فالبداية تأتى من ظهورك بمظهر المطمئن الذى لا يشعر بالخوف أو الرعب، بعدها يمكنك استخدام البخاخ المخدر ثم القيام ببعض الحركات الدفاعية البسيطة كمحاولة إصابة من يعترض طريقك فى منطقة الأذن حتى يختل توازنه، أو استخدام ساقك فى الضغط على منطقة الركبة لديه إذا كان المعتدى عليك يقوم بتقييد يديك، أو استخدام الكوع وهذه أقوى عظمة فى جسمك فى ضربه فى فمه ليختل توازنه ويسقط على الأرض، وبجانب كل هذا هناك الإجراءات الاحتياطية أو الوقائية والتى تقوم على العودة فى وقت مبكر للمنزل والتحرك فى الشارع والطريق برفقة مجموعة من الأصدقاء والزملاء، وعدم استخدام الطرق السريعة عند قيامك بقيادة سيارتك بمفردك، وتجنب الاعتماد على وسائل المواصلات الخاصة كالتاكسيات على سبيل المثال عند عودتك لمنزلك فى وقت متأخر فالأفضل هنا الاعتماد على وسائل المواصلات العامة والتى يتواجد بها مجموعات، وفى كل الأحوال عليك وأن تكونى بين الحين والآخر على اتصال وتواصل بذويك واحرصى على إعلامهم بمكان تواجدك وتحركاتك، حتى إذا انقطعت اتصالاتك يكونون على علم بأقرب النقاط التى تواجدت فيها ويستطيعون الوصول إلى مكانك ومساعدتك{

 والبعض يتساءل:

 أين اختفت الشهامة المصرية؟

 الشهامة والحمية المصرية قد تجلت فى أنبل صورها فى الأيام الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير المجيدة، حيث كان للجان الشعبية الدور الأكبر فى حماية الممتلكات العامة والخاصة، بل والدفاع عن الأرواح والأموال والأعراض، أما الآن وبعد أن أصبحت الشوارع المصرية تعج بما يزيد على 300 ألف بلطجى، وباتت أصوات المصريين تتعالى بحثاً عن هذه الشهامة والجدعنة، والتى ربما عادت إلى الاختباء فى مكمن لا يعرفه أحد. تاركة هؤلاء الخارجين على القانون يعيثون فساداً وإجراماً فى الشارع المصرى، ما بين سرقة.. ونهب.. فخطف وتحرش، فأين اختفت الشهامة المصرية وكيف يمكننا إعادتها مرة أخرى للقيام بدورها، فى ظل غياب التواجد الأمنى الفعال والمؤثر بالشارع المصرى؟؟

تقول «رانيا أحمد» موظفة: كنت أعود من عملى يومياً إلى منزل أسرتى فى العاشر من رمضان فى فترات متأخرة من الليل، دون خوف، ولكنى توقفت عن هذه حيث أسمع من كل صديقاتى وزملائى وأقاربى أن سرقات عديدة تتعرض لها الميكروباصات والتاكسيات والسيارات الخاصة على طرق السفر ليلاً، دون أن يجد الفرد من يساعده أويقف لجواره حتى وإن حدث هذا أمامه، فالناس الآن مع انخفاض وجود الشرطة بالشوارع أصبحوا يخافون إذا أقدموا على حماية بعضهم البعض، أن يقوم بلطجى بالتحرش بهم أو التعرض لهم وقتلهم، خاصة وهو يعرف جيداً أنه لن يوجد رجل أمنى يواجهه، ولا أستطيع القول اننا سنعيش حياتنا نعتمد على اللجان الشعبية.

 ظروف اقتصادية

 أما «محمد العروس» موظف على المعاش، فيرى أن دور وشهامة اللجان الشعبية فى بدايات الثورة، هو دور ارتبط بطبيعة الظروف والأحداث المحيطة فى هذه الحقبة، ولكن الشهامة المصرية الحقيقية قد انخفضت أو ربما اختفت بالفعل من الشارع المصرى منذ فترة طويلة، حيث أصبح الكل يلهث ويسرع وراء لقمة العيش، مشغولاً بمشكلاته وحياته، ولم يعد أحد يهتم بأحد، أو يضحى بحياته ووقته من أجل الآخرين، لأنه لن يجد من يضحى من أجله، وبالتالى وكأى بلد نحتاج إلى من يقف لجوارنا ويساعدنا ويحمينا من رجال الأمن.

 وتتفق د. «رضوى مجدى» طبيبة بمستشفى الحوض المرصود، مع الرأي السابق قائلة: لقد رأيت بنفسى حادثة سرقة لحقيبة سيدة بالإكراه فى الشارع وعلى مرأى من الجميع ودون أن يحاول أحد مواجهة السارق أو التصدى له.

 علاج إعلامى

 وعن طرق وإمكانية التعامل مع هذا الوضع فى ظل الانفلات والغياب الأمنى. تقول د. زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع لا شك أن غياب الأمن عن الشارع أصبح مشكلة حقيقية، بل ومحور حديث الكثير من الدوائر الإعلامية والاجتماعية، سعياً وراء الوقوف على الأسباب ومحاولة البحث عن حلول، خاصة وأن سمة الشهامة والجدعنة مع اختلاف الأوضاع المجتمعية والاقتصادية أصبحت من السمات النادرة فى كافة المجتمعات وليس المجتمع المصرى فقط، فكل شخص الآن ومع الطابع المادى للحياة أصبح يفكر فى ذاته أولاً وأخيراً ولن يعرض نفسه للخطر من أجل الآخرين، إذن فالحلول البديلة الآن تكمن فى تكاتف وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى للقيام بتوعية الأفراد بما قد يتعرضون له فى الطريق العام من حوادث وكيفية التعامل معها أو الوقاية منها قبل حدوثها، كما أن علينا فيما بعد أن ننظر للبلطجى نفسه كشخص ينبغى وأن يعاد تأهيله وتوفر له فرصة عمل تمنحه عائداً ودخلاً ثابتاً، حتى نضمه للمجتمع كعضو فعال وليس كجزء فاسد ينبغى التخلص منه، وحتى يحدث هذا فلابد من سن قوانين رادعة للبلطجية ولمواجهة الجرائم وتفعيلها وتنفيذها بشكل فورى بل وبث هذا التنفيذ عن طريق وسائل الإعلام حتى يشكل نوعاً من الردع لأى مجرم تسول له نفسه استغلال الوضع الراهن لإيذاء الآخرين{

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 836 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,943

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز