أسطورة الحب .. ومطربة الثورة

كتبت :ايمان حمزة

ما أجمل أن نتواصل فى عامنا الجديد بالحب والمشاعر الإنسانية نتلمس كل ماهو جميل ومفيد .. كل ما يثرى حياتنا .. ولنبدأ بنا، من خلال كل أسرة، وخاصة من خلالك أنت سيدتى ربان السفينة أمام أنوار الحياة ، فأنت الحبيبة والملهمة وشريكة العمر لزوجك.. أنت القائد فى الصغر والموجه ، والصديقة لأبنائك أولا وأخيرا ووزيرة الاقتصاد والمالية لمملكتك الأسرية .

ولكن كيف تقودين كل ذلك معاً فى سلام وأمان؟! كيف تنجحين فى التعامل مع كل من حولك فى المجتمع .. وتتواءمين مع العالم بأسره والذى يأتى إليك فى لحظة، بعد أن أصبحنا نعيش فى دنيا السماوات المفتوحة والنت، كيف تتعاملين مع كل هذه التحديات التى تواجهنا بعد أن خرجنا جميعاً لنتوحد على ثورة 25 يناير 2011 نعلى قيمتنا كمصريين وقيمنا من جديد، فى عودة للتوحد على اسم مصر ننسى كل مصالحنا الشخصية من أجل الكل .. معاً كما الغنى مع الفقير، مسلم مسيحى المرأة والرجل، الصغير مع الكبير، حتى التيارات السياسية المختلفة التى عهدناها لا تتفق معاً.. الشعب خرج بثورته التى دعا إليها الشباب عبر أحدث وسائل تكنولوجيا العصر .. وحمل روحه على كفه فداء للوطن.. ثمن الحرية الغالى من دماء وأرواح المصريين .. ومن أجل رفض الظلم وإسقاط النظام الذى استباح ثروات مصر وكرامة المصريين .. فى ثورة سلمية بيضاء انحنى لها العالم شعوبا وساسة، للثورة التى علمت العالم وأجياله الجديدة الكثير من خلال الشباب المصرى والشعب بأكمله .

للمرأة المصرية دور أساسى وفاعل بها من البداية، لذا وأنت القدوة والمثل، عليك أن تعلمى أبناءك صغارا معنى الحرية ؛ الحرية المسئولة للعقول الواعية وكيف تعى الخطأ من الصواب وتميزين بين مايفيد ومايضر ، بين صحوة الضمير بداخل كل منا ومراقبة الله لنا فى أفعالنا، كيف نتقيه كى يبارك لنا .. علميهم كيف يكون الحب أمنحيهم الحب وشجعيهم على حب الآخرين وكيف يمدون أيديهم بالعون لكل من يحتاج إلينا .. حتى نشعر بالرضا، بالسعادة.. عندما نراها فى أعين من حولنا.

أم كلثوم التى علمتنا الحب

مع تجدد ذكرى ميلاد أسطورة الحب الصادق وسيدة الغناء العربى والتى لقبت بمطربة الثورة، كانت تطوف العالم لتقيم الحفلات من أجل المجهود الحربى، تغنى فى كل العالم العربى والأوروبى وتنتقل من لندن وفرنسا إلى موسكو وأمريكا.. فقد تغنت لحب الوطن والعروبة وألهبت حماس الشعب بروائعها التى كانت تشعل بكلماتها الثورة فى النفوس فمنها «أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيل.. ولا أرتضى بالخلود بديلا والتى كتبها الشاعر الكبير كامل الشناوى ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكما تغنت للحرب من أجل استرداد الحرية وتحرير الأوطان، تغنت للسلام : «ياسلام احنا بادينا بالسلام.. ردت الدنيا علينا بالسلام» .. وتغنت فى حب مصر والعروبة : «أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى» فكرمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بوسام الاستحقاق وقلادة الجمهورية، وفى عهد الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام منحها جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 1972 والتى تنازلت عن قيمتها المادية لصالح صندوق معاش الفنانين، فاستطاعت سيدة الغناء العربى أم كلثوم الأسطورة الغنائية المتفردة بصوتها القوى وحنجرتها الذهبية.. التى كانت تحطم أجهزة الصوت لو اقتربت منها، بهذا كانت تغنى وتشدو شامخة مبتعدة عن الميكروفون .. تشدو أكثر من 700 أغنية تعلمنا أجمل معانى الحب الصادق بين البشر من المحبين ، ارتقت فيها بالغناء فى وقت هبطت فيه الكلمات فى مرحلة الثلاثينيات بعد قوة من القرن الماضى لتغنى القصائد العربية للحب العذري العفيف لشاعر الحب والشباب أحمد رامى وقصيدة «الحب تفضحه عيونه» ورباعيات الخيام وأكثر من 28 أغنية .. وللشاعر إبراهيم ناجى «الأطلال» ومن قبلها «أراك عصى الدمع» والتى غنتها لأول مرة عام «1928» ولنجاحها أعادت تلحينها ثلاث مرات لتواكب العصر وآخرها للملحن الكبير السنباطى عام 1964 .. كما غنت حديث الروح للشاعر الباكستانى «إقبال محمد» وهو الحب الإلهى حديث الروح للأرواح يسرى .. وأيضا «القلب يعشق كل جميل» عن الحب النورانى بين الخالق لخلقه وتسامحه معهم ودعوته لتلبيته أنا اللى أعطيتك من غير ماتتكلم.. وأنا اللى علمتك من غير ماتتعلم .. لذلك أطلق عليها سيدة القصيدة العربية فقد تغنت للشعراء العرب نزار قبانى، واللبنانى جورج جرداق فى «هذه ليلتى» ، وللشاعر السودانى الكبير «الهادى آدم» التى غنت له قصيدة «أغدا ألقاك» .. وغيرهم من الشعراء الشاعر عبدالله الفيصل وقصيدته «أقبل الليل» ومن قبلهم الشاعر العربى الكبير أبى فراس الحمدانى ، فمنحها الملك فاروق وشاح الكمال وهو لا يعطى إلا للأميرات وأطلق عليها صاحبة العصمة.. واستقبلت فى كل البلدان التى طارت تغنى بها استقبالا رسميا على مستوى الرؤساء والملوك.. وقدم لها التليفزيون الفرنسى فيلما تسجيليا بعنوان «زعيمة الغناء العربى» بعد أن شدت فى حفلها بباريس ليعلن لها رئيس فرنسا «ديجول» لقد لمست بصوتك قلبى وقلوب كل الفرنسيين وكذلك قدم عنها فيلما فى التليفزيون اليابانى .. وهكذا استطاعت بنت مصر التى ولدت فى ريف قرى المنصورة.. وكشفت عن موهبة فذة فى الإنشاد الدينى مع والدها الشيخ البلتاجى .. لتنطلق بطموحها الى القاهرة والى النجاح بروائعها الغنائية التى جمعت حولها عباقرة التلحين من عبدالوهاب والسنباطى وبليغ حمدى والموجى، واختيرت نقيبا للموسيقيين عدة مرات .. وعندما أعلن عن خبر وفاتها عام 1975 خرجت الملايين من مصر ومن كل أنحاء العالم لوداعها، ليظل صوتها المعجزة يسمو فوق عرش الغناء العربى على مر الزمان بصوت الحب للوطن والبشر .

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 484 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,744,574

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز