االقمامة .. ثروة مصر !
كتبت :نبيلة حافظ
ثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن القمامة فى مصر أغنى أنواع القمامة فى العالم نظراً لما تحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة .
لذلك ليس غريباً أن تصبح القمامة المصرية ثروة .. وثروة هائلة يدرك قيمتها الغرب جيداً .. أما نحن فلا نقدر ثمنها بل نهملها ونستهين بها !!
نعم لاتزال هذه الثروة مهملة مثلها مثل ثروات مصرية كثيرة لم نلتفت اليها أو نقدر قيمتها حتى الآن .. ولقد تحدثت فى الأسبوع الماضى عن الثروة البشرية التى أهدرها نظام مبارك طوال الثلاثة العقود الماضية ... وها أنا أحدثكم اليوم عن ثروة أخرى لا نقدر قيمتها والآخرون هم من يقدرونها ويستفيدون منها .
والحديث عن القمامة المصرية حديث طويل يحمل الكثير من الشجون لأنه يتضمن رائحة فساد إدارى تم عن عمد طوال السنوات الماضية .. وليكن ولنقرأ هذا التاريخ ..!!
تعد الصين من أكبر الدول التى استغلت ثروتنا القومية الممثلة فى القمامة .. لذلك لم يكن غريباً فى ظل فساد الحكم أيام مبارك أن تتم صفقات بيع القمامة المصرية للصين بأبخس الأثمان .. ثم تعاود الحكومة استيراد هذه القمامة بعد إعادة تدويرها وتصنيعها على هيئة منتجات مختلفة .. لتفتح بذلك البلاد للأمراض والأوبئة التى تصيبنا نتيجة استخدام هذه المنتجات !!
هذه هى الحقيقة للأسف الشديد .. والحقيقة ربما كنا نعلمها جميعاً ولكننا لم تكن لدينا الجرأة والشجاعة لمواجهتها أو محاربتها فى حينها .. ولكن الآن كل شىء تغير من حولنا .. وعلينا أن نواجه هذه المشكلة بكل شجاعة وإقدام .. وألا نترك ثروتنا للغير يستغلها ويستفيد منها !!
ولنجعل الأرقام تتحدث وتقول أن مصر تنتج 35 مليون طن قمامة سنوياً .. تقدر قيمتها السوقية فى حال بيعها خام بـ «5،3» مليار دولار بما يعادل «20» مليار جنيه مصرى هذه القيمة فى حال بيعها خام بما يعادل 40 مليون جنيه .. أما إذا دخلت القمامة مرحلة الفرز والطحن والتكييس فإن السعر يتضاعف .
هكذا كان الحال - فى الماضى - ثروة من ثروات مصر تهدر بدون حساب وأسواق تفتح لمنتجات خطرة دون رقيب .. قمامة تباع بـثلاث مليارات ونصف المليار دولار للصين ليتم تصنيعها ثم نعود ونستوردها على هيئة لعب أطفال وأدوات كهربائية ومنتجات بلاستيكية وأحذية وندفع عنها 12 مليار دولار .. والكارثة ليست فى حجم ماندفعه ولكن فى حجم المخاطر التى تسببها لنا من أمراض سرطانية وأوبئة فتاكة .. كل هذا كان يحدث فى عصر الفساد .. فماذا نحن فاعلون الآن؟ !سؤال يبحث عن إجابة لدى السادة المسئولين فى كل مكان على أرض مصر .. وعلى رأسهم الدكتور كمال الجنزورى رئيس الحكومة .. عليهم جميعاً الانتباه لهذه الثروة وتقدير قيمتها الحقيقية .. والأهم استغلالها الاستغلال الأمثل وإيقاف تصديرها للخارج !!
وإيقاف تصدير القمامة هو جزء من الحل ولابد أن يسبقه خطوات عديدة .. أهمها تشجيع القطاع الخاص المصرى لاستثمار طاقاته فى هذا المجال .. عن طريق إنشاء شركات لتجميع القمامة وشركات أخرى لفرزها وتغليفها .. وإنشاء مصانع لتدويرها وإعادة تصنيعها بما يتناسب مع احتياجات المجتمع المصرى لها .. وفى هذا الحل فوائد عديدة أهمها :
إيجاد فرص عمل للعاطلين من الشباب ..
ثانياً: استغلال العائد من وراء هذه الصناعات ..
ثالثاً : تجنب المخاطر الناجمة من استيراد المنتجات الصينية المصنعة من القمامة المصرية والتى تسبب لنا أمراض عديدة .
ما اقترحه ليس حلم بعيد المنال .. أو هدف يصعب تحقيقه .. أنه واقع يطرق الأبواب الآن .. ويفكر فيه أبناء الوطن المخلصين هؤلاء الذين يتسابقون فى إظهار عشقهم وحبهم لمصر .. ويبحثون عن مستقبل مشرق لها ..!!
وأول هؤلاء كان أبناء الجالية المصرية بأمريكا .. وأعضاء مشروع البيت المصرى بالولايات المتحدة والذين أتوا إلى مصر حاملين معهم مشروع إنشاء شركة للاستفادة من القمامة المصرية .. هذه الشركة سوف تتولى تجميع وفرز وتدوير وتصنيع القمامة وفقاً لما يتناسب مع احتياجات مصر .. المشروع سوف يكون على أرض مصر .. وبسواعد مصرية .. وكل مانريده مزيد من التسهيلات لمثل هذه المشروعات من أجل خير ونماء مصر
ساحة النقاش