فى ذكرى مولده الــ94 ..

الحنين إلى «الزعيم»

كتبت :تهاني الصوابي

نعم هو الحنين إلى الزعيم، جمال عبدالناصر، لا أحد غيره زعيما، إنه الحنين إلى رمز العزة والكرامة، والوفاء لرجل من رجال قلائل حملوا أرواحهم فداءا للوطن، وغامروا حبا وعشقا وفكرا وجهادا لوجه أمتهم، وليس لوجه أنفسهم وأولادهم، رجل توحد مع أمته ألما، وجرحا، وحلما، وأملا، حاملا فى طى نفسه معانى وقيماً ممتدة عبر السنوات، لا تمحوها عوامل الزمن.

كلما اشتدت بنا المحن والآلام والإحباطات والانكسارات، نتذكر عبد الناصر ونترحم عليه، ونتطلع بأن يجود الزمن برجل مثله، كتب بدمائه وأعصابه وفكره وإخلاصه ووفائه صفحات من العزة والكرامة والسيادة والعدل والمساواة لشعب مصر الذى يستحق كل تلك المعانى بل أكثر، كلما مرت السنوات نشتاق إلى رجل لم يكتف بأن يكون شمعة مضيئة فى ليلها الدامس الحالك الظلام، بل احترق من أجل أن يرفع شعبه رأسه عاليا، وهو القائل «ارفع رأسك يا أخى قد ولى عهد الاستعباد»، والتى تحورت وتحولت مع الأيام «ارفع رأسك فوق أنت مصرى»، شعار الثوار والمصريين فى ثورة 25 يناير، وكأنهم ينادون على الرجل، ليقوم من مرقده، ويبعث من جديد، ولكن الأموات لا يعودون إلينا بأجسادهم، ولكن بأرواحهم تحوم حولنا، تشد من أزرنا، وتأخذ بيدنا لننطلق بعيدا عن الظلم والاستعباد إلى حيث الحرية والكرامة والعزة.

«ناصر»، ما أحوجنا إليك الآن لتأخذ بيدنا، وتنقذنا، وتنتشلنا من بحر الظلمات، حيث الأمواج عالية متلاطمة تتصارع فيما بينها، تختطف أحلامنا، وآمالنا فى غد أفضل بعد سنوات عجاف من الظلم والاستعباد والقمع والتعذيب والإرهاب والفقر والعوز والحاجة والجهل والأمية والمرض والشقاء.

ما أحوجنا إلى «ناصر» يأخذ بيدنا ويوحد أمتنا على كلمة رجل واحد، ينقذنا من المدعين ببواطن أمور الدين، ويحلق بنا فى سماء المستقبل بعيدا عن المتطرفين والمتشددين، ويدفع عنا الأقزام والمتأقزمين من مدعى السياسة والبطولة، نعم ما أحوجنا إلى زعيم يحكم قبضته على هذا البلد الأمين ليدخلها الناس ثانية آمنين سالمين، من شر كل بلطجى عتيد، أو متطرف عنيد، ويقدم لهم القدوة والمثل التى افتقدناها من بعده فكان مصيرهم مزبلة التاريخ، بعد أن باعوا العرق والدم فى سوق النخاسة، ونهبوا البلاد بـ«الكوم»، فذهبوا هم إلى الجحيم، وبقى عبد الناصر رمزا مخلدا فى ذاكرة المصريين أينما ذهبوا، وكلما مرت السنوات، بعد أن علم المصريين معنى العزة والكرامة، وأشاع العدل بين الناس والمساواة فى الحقوق والواجبات بالفعل وليس بالكلام.

رحمة الله عليك يا جمال، أيها الغائب الباقى فى ذاكرة التاريخ دوما زعيما لأمتك وشعب مصر العظيم.

آخر الكلام وأحلاه..

«المسحراتى» للمواطن المصرى عبد المجيد راشد:

يا ناصر الأمة

حلمك ما يعرف حدود

ولا سدود

وخوف من الأعداء

أجمل ما فينا طلعتك

أجمل حضورنا طلتك

أعظم دروسنا خطوتك

أنفع حلولنا فكرتك

أطرب نشيدنا غنوتك

للفلاحين إصلاح

وللعمال مصانع براح

وللجميع تعليم متاح

والعلاج للكل

يا ناصر ياعود الفل

 

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 484 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,735,783

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز