صدافات الثوار أحلى صحبة .. وأجمل حلم

كتبت :ايمان عبدالرحمن

  25يناير ليس عيداً من وجهة نظرهم بل هو تجديد للبيعة والعهد مع مصر الحرية .. إنهم شباب الثورة الذين جمعتهم صداقة بلا مصلحة أو غرض واستمرت تلك الصداقة حتي اليوم.. شباب الثورة قدموا لنا بعضاً من ذكرياتهم فى هذه الأيام المجيدة من تاريخ مصر واستعدنا معهم روح الثورة القائمة علي إنكار الذات والتضحية والفداء تعالوا نستنشق معهم نسائم الحرية من جديد

مجموعة من الشباب جمعهم ميدان التحرير، اعتصموا بأهداف الثورة ، حمتهم خيام الميدان ليتشاركوا نفس الطعام والمخاطر، يدهم كانت بيد بعض فى كافة الأحداث وتتذكر هناء .م الأحداث والصداقات التى نشأت فتقول: نعرف نحن الثوار بعضنا من أيام الثورة الأولى من كثرة تواجدنا بالميدان، وعلاقتنا قويت بعدها أيام فض الاعتصام قبل رمضان، ثم ترابطنا أكثر أثناء أحداث شارع محمد محمود...

وتضيف: «أنا خريجة معهد سياحة وفنادق وتطوعت فى المستشفى الميدانى، وساعدت فى إسعاف المصابين، وكنت أعلم أن هذا خطر وأننى استنشقت غازاً كثيراً لذلك أطباء الميدان نصحونى بتناول حديد مع عصير برتقال لتخفيف الأضرار، كانت أياماً مجيدة. ويكمل محمد. ع: كنا المجموعة التى تقوم بأخذ التبرعات ونساعد مع تجهيز الأطعمة وتوزيعها على المعتصمين من أجل الإفطار والغداء، فكل المعتصمين يعانون نفس المشاكل ونقص الغذاء والإعاشة.

أما دعاء وهى متزوجة ومن المعتصمين روت لى عن ذكرياتها فى الميدان أنها تعرف هذه المجموعة شكلاً وتقريباً كل الميدان والمعتصمين يعرفون بعضهم البعض من طول فترة الاعتصام والتواجد بالميدان، وتضيف: تركت زوجى فى باب اللوق وأتيت من أجل الاعتصام حتى تتحقق مطالب الثورة، وأعرف محمداً وهناء وكنت أتواجد بين الحين والآخر لمساعدتهما فى عمل الساندويتشات وتوزيعها على الخيام من أجل الإفطار.

صداقة العمر

«صداقة الميدان هى صداقة العمر ولن تنتهى»، هكذا روت سهام طالبة بكلية التجارة قائلة: «الصديق الحقيقى يظهر أيام الشدة، وما واجهناه أيام فض الاعتصام قبل رمضان وفى شارع محمد محمود قوّى علاقتنا ببعض فأنا تعرضت للموت أكثر من مرة وأنقذنى أصدقائى، وذلك عند المبانى المحيطة بشارع محمد محمود حيث الطلقات والغازات وتعرضت للإغماء أكثر من مرة وأنقذوا حياتى، وتختم حديثها قائلة: «الميدان جمعنا وأعتقد أنه بعد الميدان وانتهاء الثورة بتحقيق كل المطالب، إن شاء الله، لن تفرقنا الأيام، لأننا واجهنا الموت كلنا بنفس الروح وليس بعد الموت شئ».

وتختم الحديث الطبيبة علا - طبيبة فى الميدان - لتقول:

كونت صداقات حقيقية مستمرة أتابع من خلالها رسم صورة البلاد فى المرحلة القادمة وهناك من الثوار من أعرفهم شخصياً مثل محمد، وسهام، وهناء .. وكنا متواجدين من أيام الثورة الأولى واعتقد أن ما يجمعنا كلنا شىء أكثر وأعمق من الصداقة، إنه حبنا لمصر ومازلنا نتواصل ونراقب تحقيق أهداف الثورة.

صداقة بلا مصلحة

وعن رأى الاجتماع فى هذه الصداقات التى تكونت بين شباب التحرير، تقول د. عزة كريم -أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية : إن أقوى الصداقات وأنقاها هى الصداقات التى تتكون أثناء الأزمات، فعندما تتشابه الأزمة عند نفس الأفراد، تجعلهم يرتبطون ارتباطاً قوياً وتكون أسبابهم واحدة وكذلك احتياجاتهم ومعاناتهم.

وتشبه د. عزة الصداقات التى نشأت فى ميدان التحرير بين الثوار بالصداقات التى تنشأ فى الطفولة وتستمر طوال العمر، فتقول «صداقات الطفولة تتميز أنها صداقات بدون أغراض شخصية ولا مصالح وتكون نقية منذ البداية، ونفس الحال فى الصداقات التى تنشأ مع الأزمات فتكون الظروف واحدة والأهداف واحدة، على عكس الصداقات التى تنشأ فى الكبر أو صداقات العمل التى تقوم على المصالح.

وتصف د. عزة العلاقات التى نشأت فى التحرير بأن معظمها علاقات إيجابية للغاية، وهذه الإيجابية وصّلت الأفراد لأن يضحوا من أجل أصدقائهم وحمايتهم من أى خطر، والسهر على راحة بعضهم البعض، والمساعدة والسهر على علاجهم، وتشابه ردود الأفعال فى المطالبة بالحقوق من أجل الأصدقاء والمصابين أو الشهداء وكلها علاقات أقوى من علاقات الأخّوة العادية.

لذلك تتمنى أن تجرى الأبحاث عن هذه العلاقات التى نشأت فى ميدان التحرير، وتتمنى أيضاً أن تخرج هذه العلاقات إلى المجتمع ككل حيث تأخذ الشكل الإيجابى، بعيداً عن العلاقات المبنية على الأنانية والسلبية، فالثوار خرجوا من أجل هدف واحد وهو الذى وحّدهم وساعدهم على تدعيم العلاقة بينهم.

من الممكن أن تظل

ويتفق معها أ.د إسماعيل يوسف أستاذ علم النفس بجامعة قناة السويس «إن الأزمة تقرب بين البشر، وخلق مساحة من الأمل والحرية يجعل الحياة أكثر بهجة، ويقرب الناس من بعضهم، لذلك فصداقات الميدان تتميز بأن بها جزءاً روحانياً، أن يحس الإنسان أنه ليس وحده وأن هناك من يشاركه نفس المطالب، ويعانون من نفس الظروف، فكل ذلك يجعل الصداقة أقوى، وفكرة أنه لا يوجد أحد أفضل من أحد أو أحسن من أحد والكل سواسية والكل له هدف جاء من أجله .. يجعل العلاقات أقوي ..

المصدر: مجلة حواء -ايمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 378 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,983

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز