النائبة ماجدة النويشى:
همي دستور مصري يؤكد و المواطنة
كتبت : سمر الدسوقي
من خلال تجربة انتخابية غير عادية لاختيار أعضاء أول برلمان منتخب فى أعقاب ثورة 25 يناير، وفى ظل ظروف شديدة الصعوبة بالنسبة للنساء على وجه الخصوص، حيث كان عليهن مواجهة بروز تيارات الإسلام السياسى بقوة لأول مرة على الساحة السياسية، مع غياب نظام الكوتة والذى كان يتيح لهن فرصة التمثيل ووالتواجد من خلال مقاعد محددة، هذا بجانب عدم وجود دعم حقيقى وقوى من قبل بعض الأحزاب التى وضعت الكثيرات منهن فى ذيل القائمة المرشحة للانتخاب !!
كان لبعض النساء القدرة على إثبات وجودهن بل وتحقيق النجاح فى هذه التجربة الفريدة، ومنهن تأتى النائبة ماجدة النويشى، صاحبة التاريخ السياسى العريض بمحافظة الإسماعيلية، ورئيسة مجلس إدارة جمعية المرأة العربية للتنمية، ورئيسة الاتحاد النوعى للمرأة، ومستشارة محافظ الإسماعيلية لشئون المرأة، ومعها حاولنا وأن نتعرف على تفاصيل تجربتها لدخول المجلس لهذه المرة، وما تحلم بتقديمه للمرأة وللمواطن المصرى على حد سواء من خلاله..
بداية كيف تقيمين التجربة البرلمانية الأخيرة، لاختيار أول برلمان منتخب بعد الثورة؟
- اعترف أننى فى انتخابات ما قبل الثورة كنت أعرف مسبقا أنى لن أفوز، نتيجة للعديد من التجاوزات بل والتزوير تحديدا، وبالتالى فنحن جميعا كنا نعرف مسبقا من سيفوز قبل أن تعلن النتائج، فلم تكن الكفاءة هى التى ترشحك، أما انتخابات برلمان الثورة، فهى مختلفة تمام الاختلاف ، لأن الشعب والشارع هما اللذان اختارا وحددا، ولذا فقد شهدت تواجدا ومشاركة غير عادية، وكان الكل يؤمن بنزاهتها قبل أن تبدأ وليس بعد أن انتهت.
l لكن على الرغم من هذا فقد كان نصيب النساء من الفوز بمقاعد المجلس ضعيف ولا يعبر عن نسبتهن الحقيقية بالمجتمع، أو حتى حجم مشاركتهن فى الانتخاب، فماذا عن العقبات التى أدت لهذه النتيجة ؟
- لاشك أن هذه المرة شهدت بروز بل وتواجد قوى للتيار الدينى على الساحة السياسية، وكان الشعب أكثر ميلا لتجربة تيار لم يجربه فى مقاعد الحكم من قبل، إذ ربما يسفر هذا عن اعتدال واستقرار الموازين، وهذا المعنى كان أكثر تجسيدا فى اقاليم مصر النائىة ولذا فقد كانت نسبة بل وأعداد النساء اللاتى فزن بالمقاعد فى هذا المجلس المنتخب محدودة، ومعظمها كان فى المدن .
إذا أضفنا لهذا أن الأحزاب كانت تضع معظم النساء فى آخر وذيول قوائمها، ولم يكنوا قانعين بها وبدورها، لعرفنا التفسير الصحيح لهذا الوضع.
الموروث الثقافى
وإذا نظرنا إلى العقبات التى واجهتك بشكل شخصى ؟
- لقد نفعنى كثيرا أنى كنت متواجدة من قبل بالشارع السياسى والعادى بالمحافظة، والناس تعرفنى منذ سنوات طويلة، وبالتالى فقد كانوا يدعموني ويساندونى، ومع هذا فقد كنت مثلا السيدة الوحيدة المرشحة بين مجموعة كبيرة من الرجال وبالتالى كان للموروث الثقافى دوراً مضاداً بل ورافضاً لوجودى، وبنفس الصورة كان لوجود وسطوة التيار الدينى عقبة أخرى على وأن أثبت نفسى أمامها، ولكنى والحمد لله نجحت فى إثبات ذاتى وساندنى وجودى على رأس قائمة حزب الوفد، بل ودعمهم لى.
الجنسية والنقابات
على مدى سنوات طويلة كان لك باعاً طويلاً فى العمل السياسى، فماذا عن أهم قضايا المرأة والأسرة التى عنيت بمعالجتها والتعامل معها بل وطرحها للمناقشة والعلاج ؟
-كان هناك قانون الجنسية وحق المرأة المتزوجة من رجل أجنبى فى منح جنسيتها لأبنائها، وقد ناضلنا كثيرا حتى على مستوى العمل الأهلى لعلاج هذا الوضع، وإقراره كحق مشروع للمرأة، لذا فما يحزننى الآن أن تنسب هذه الجهود لرموز النظام السابق فيحاول البعض الانتقاص من حقوق منحت للمرأة بعض نضال من المرأة نفسها، كذلك كانت هناك قضية ضعف التمثيل السياسى للمرأة فى كافة المجالس المنتخبة، وبالأخص مجالس النقابات ولذا كنا نحاول وأن نوعيها ونرشدها إلى ضرورة التواجد والتمثيل، بل والحصول على حقوقها فى هذا المنحى.
l كان لك أيضا اهتماماً بقضايا المرأة على وجه الخصوص من خلال جمعية المرأة العربية للتنمية والاتحاد النوعى للمرأة، فماذا قدمت لها ؟
- من أهم المشروعات التى تبنيناها بالنسبة للنساء بمحافظة الإسماعيلية، مشروع لتمكين الفتيات ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، حيث عملنا من خلاله على تعليم الفتيات ومحو أميتهن ومحاولة الارتقاء بهن ثقافيا، بحيث يصلن إلى التمكين الاقتصادى والذى كن نتيح لهن من خلاله إدارة مشروع يتعيَّشن منه، كذلك شغلتنا قضية أطفال الشوارع والدفاع عنهم وتأهيلهم لممارسة حياتهم بشكل صحى وسليم ودون انتقاص لحقوقهم، وقد كان لتأهيل وتدريب النساء على الحياة السياسية مكانة فى أجنداتنا حيث نظمنا لهن الكثير من الدورات التدريبية التى تؤهلهن للنجاح فى انتخابات المجالس المنتخبة.
الدستور
مع بداية استعدادنا جميعا لبدء ممارسة مجلس الشعب لدوره المرتقب ، ماذا عما تحمله أجندتك ؟
- نحن جميعا مهتمين فى هذه المرحلة بضرورة وضع دستور مصرى، ينص ويؤكد على حقوق المواطنة، وتظل المادة الثانية به والمؤكدة على مدنية الدولة كما هى، بل ويؤكد على أن دولتنا رئاسية وليست برلمانية خاصة فى هذه المرحلة الانتقالية وحتى تستقر دفة الأمور، أما فيما يتعلق بالقضايا العامة، فأنا أحلم بوجود مظلة تأمين صحى تشمل وتضم كافة فئات المجتمع، فقد طرح هذا الموضوع للنقاش أكثر من مرة ومع هذا لم يطبق بشكل شامل حتى الآن، كذلك هناك قضية نصيب مصر من مياه نهر النيل، وضرورة وضع خطة متكاملة للاستصلاح الزراعى وزيادة الرقعة الزراعية، بما يؤدى لزيادة الانتاج وبالتالى زيادة التصدير
ساحة النقاش