الحب الممنوع

كتبت :مروة لطفي

- منذ نعومة أظافرى وحلم الزواج عن حب لم يفارقنى إلا أن جميع محاولاتى لتحقيقه باءت بالفشل.. لأنهى دراستى الجامعية وأتزوج بطريقة تقليدية من رجل أعمال كامل الأوصاف كما يراه الجميع، بينما لم يرَ عصبيته وعناده سواى.. وسرعان ما أنجبت طفلين وتفرغت تماما لهمهما وقد مضت بيننا الحياة لنتصالح ساعات قليلة بعدها نتخاصم أياماً متصلة.. هكذا مرت عشرة أعوام من حياتنا، حتى تعرض فى عمله لأزمة مالية أفقدته كل ما يملك وأصابته بالسكر لتنقلب حياتنا إلى سلسلة متواصلة من المشاحنات على أتفه الأسباب.. وازدادت الطينة بلة بتأثر علاقتنا «الحميمة» بمضاعفات السكر وهنا دخلت علاقتنا منحنى أكثر خطورة حيث رفض الاعتراف بأن العيب فى مرضه وأرجعه لكبر سنى وفقدانى لجاذبيتى المعهودة، رغم أننى لا أزال فى أواخر العقد الثالث من العمر.. ولا أنكر أن كلماته هذه دفعتنى للتفكير فى الطلاق إلا أن خوفى على مستقبل أبنائى يمنعنى من ذلك.. لكن ما أعانى منه الآن ولا أستطيع البوح به لأحد هو ذلك الشعور الجارف الذى انتابنىِ وجعلنى أتأثر لسماع أى كلمة إطراء أو مديح من أى رجل حتى أننى أصبحت أخشى على نفسى من الوقوع فى براثن الخطيئة فأسرع لأستغفر الله وأعود مسرعة لمنزلى باحثة عن الدفء فى قلب زوجى.. فتكون النتيجة وابلا من الانتقادات الشكلية والموضوعية والتى يمطرنى بها ولا يراها سواه.. فهل أتركه ضاربة عرض الحائط بأبنائى أم أترك نفسى فريسة لمشاعر لا أستطيع معايشتها واقعياً؟!

س . ع «مدينة نصر»

- لا شك أن الزواج السليم يبنى على أساس الاحترام والمصارحة بين الطرفين.. فإذا فقدت أحد هذه الجوانب دخلت العلاقة الزوجية إلى متاهة لا نهائية من المتاعب.. وهو ما حدث بينكما.. فقد رفض زوجك الاعتراف بما يمر به من مشاكل مادية وصحية لا ذنب لكِ فيها، وألقى على كاهلك مسئوليتها بينما قابلتِ ذلك بالصمت وعدم المواجهة بضرورة عرضه على طبيب مختص عله يصف علاجاً مناسباً لحالته.. واكتفيتِ بالتفكير السلبى فى الطلاق تارة والاشتهاء العاطفى تارة أخرى والنتيجة تلك المشاعر غير المحسوبة العواقب التى تعانينها، خاصة أن الرجال لديهم حاسة سادسة للمرأة «المحروقة» عاطفياً ومن ثم يحيطونها بوابل من الكلمات المعسولة بهدف التسلية واللهو، لذا عليكِ بترشيد مشاعرك حتى لا تبددينها هباء فيما لا ينفع تحت لافتة «اشتهاء المشاعر».. فهذا النوع من الأحاسيس كالرمال المتحركة التى يغرق داخلها كل من يقف عليها، لذلك احذرى الاستسلام لها وتذكرى أنه ليس عيباً أن تعترفى أمام زوجك باحتياجاتك العاطفية.. وإن لم يكن ذلك ممكنا فلن يكون أمامك سوى اختيار بين أن تؤيدى مشاعرك قبل أن تغتال بفعل أحد صائدى الباحثات عن الحب وتبدئين فوراً في التفكير بالمستقبل لأن الحياة مليئة بالأهداف التى تحتاج منا مزيداً من البحث والعناد كى نصل إليها بدلاً من البحث عن مشاعر وقتية قد يؤدى التفكير فيها إلى فقدانك احترامك لنفسك أولاً بعدها تفقدين احترام من حولك لكِ.. أو الإقدام على الطلاق بكل ما يحمله من ويلات لكِ ولأولادك مع احتمالية عدم إيجاد المشاعر التى تبحثين عنها، حيث يقدم كثير من الرجال على النساء المتزوجات لعدم التورط فى الزواج منهن بينما يهربون بالأميال من النساء الشريفات الباحثات عن الحلال.

واختيار أحد الأمرين متروك لكِ..

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 502 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,858

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز