ثمار الثورة!
كتبت :نبيلة حافظ
ساعات قليلة مضت.. وحلت علينا الذكرى الأولى لثورة 25 يناير.. وطوال هذا العام المنصرم كنا نسأل أنفسنا سؤالا واحداً لا ثانى له.. وهو هل أتت الثورة بثمارها؟!
والسؤال تتابع عليه أسئلة أخرى لاحقة كان أهمها هل حصدنا نتاج الدماء الذكية التى سالت فى شوارع وميادين مصر كلها، لشهداء أبرار وجرحى أوفياء ضحوا بأنفسهم فى سبيل حرية وكرامة هذا الوطن؟!
الإجابة كانت لنا جميعاً صادمة..!! لإننا للأسف الشديد - وحتى هذه اللحظة - لم نجنِ ثمار الثورة بعد..!! قد تكون الثورة قد نجحت قليلاً فى الحياة السياسية عبر إنجاز انتخابات حرة ونزيهة لمجلس الشعب لا يشوبها إلا بعض السلبيات القليلة، ويكفينا فخراً أنها تمت بشكل حضارى يليق بمكانة شعب مصر العريق.. هذا هو الإنجاز الوحيد الذى تحقق لنا من ثورة 25 يناير على أرض الواقع.. أما باقى أهداف الثورة فلم تتحقق بعد.. فأين هى العدالة الاجتماعية التى طالب بها ثوار مصر على مدار هذا العام ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة؟! فمازال هناك أباطرة يتقاضون الملايين شهرياً كمرتبات.. والملايين يتقاضون القليل الذى لا يكفى أساسيات الحياة.!!
وأين هى فلسفة الحساب والعقاب لكل من تورط فى فساد داخل هذا الوطن على مدار سنوات حكم الرئيس المخلوع..؟!
- ألم يكن المطلب الرئيسى لنا جميعاً تطهير مؤسسات الدولة جميعها من كل العناصر الفاسدة التى شاركت مع النظام السابق فى إفساد الحياة السياسية والترويج لنظام ظالم مستبد اغتصب حقوق ومقدرات شعب بأكمله طوال ثلاثة عقود..!!
للأسف لم يحدث ذلك وظل المفسدون فى مواقعهم يتقلدون المناصب العليا ويستولون على المؤسسات ولا أحد يحاسبهم على الماضى الأسود لهم وعلى الحاضر الذى يمارسون فيه نفس سياستهم الملوثة، على الرغم من وجود مئات البلاغات المقدمة ضدهم فى وقائع فساد مرصودة بالأوراق والمستندات لذلك لم يكن غريباً علينا أن نصاب باليأس والإحباط ونحن نرى الفساد مازال ساكنا فى ربوع الوطن ينهش فيه مثلما ينهش السرطان فى الجسد.. ولكن..!!
تجدد الأمل ولاح فى الأفق ضوء قوى ساطع لنا جميعاً فى الجلسة الأولى لمجلس الشعب.. تلك الجلسة التى تمت فيها إجراءات اختيار رئيس للمجلس والوكيلين.. ففيها كانت التصريحات المطمئنة لرئيس للمجلس المنتخب د.سعد الكتاتنى والذى شدد فيها على أن محاسبة الفاسدين هى من أهم أولويات المجلس فى الأيام القادمة..
الحساب سوف يطال الجميع.. والكل سواسية.. الكبير قبل الصغير.. فلن يفرق القانون بين الفاسدين جميعاً من أجل أرواح الشهداء الذين ينتظرون القصاص العادل لكل المفسدين فى هذا الوطن..
تصريح د. سعد أنزل السكينة فى قلوبنا.. وجعلنا نأمل خيراً فى المستقبل القادم.. لأننا أدركنا أن كل قطرة دماء سالت على أرض الوطن لن تذهب هباء.. وأن العام العصيب الذى عشناه جميعاً ومر علينا كالدهر سوف يأتى بنتائج طيبة.. وسوف تكون الأيام القادمة أيام عزة وكرامة وعدالة إنسانية لنا جميعاً بإذن المولى عز وجل.. اللهم حقق آمالنا.. وقوى عزيمتنا.. وخلصنا من شرور القوم الفاسدين الظالمين..
قولوا جميعاً.. آمين..!
ساحة النقاش