البنات عاوزة تتجوز
كتب:محمد الشريف
«ستر البنات»: هو الشغل الشاغل للآبا'ء والأمهات خاصة فى ظل ارتفاع عدد العازفات عن الزواج في الأسر المصرية، والذي كان سبباً في خلق حالة من القلق والتوتر لدي الكثير من الآباء والأمهات علي مصير بناتهم، حتي دفعهم ذلك في بعض الأحيان إلي الموافقة علي أي شخص يتقدم لخطبة ابنتهم دون النظر إلي كونه كفئاً لابنتهم أم لا. وفي ضوء ذلك، استشعر البعض خطورة هذه المشكلة فأنشأوا مكاتب ومواقع للزواج علي الإنترنت.
«حواء» فتحت هذا الملف في محاولة للتعرف علي مدي مصداقية هذه المواقع وشفافيتها لدي الشباب..
البداية كانت مع موقع وبمجرد دخولى على الموقع ظهرت عدة أسئلة فى محاولة لاستهواء الزائرين وكانت كالآتى:-
بحثت كثيراً عن شريك حياتك؟ أتعبك البحث؟
مازلت تسعى للعثور على نصفك الآخر ليشاركك الحياة بحلوها ومرها؟ تسمع قصص الآخرين فتشعر بأن النساء انتقلن إلى كوكب الزهرة، وانضم الرجال جميعاً إلى كوكب المريخ، فلم يجد أحد منهم طريقه إلى الآخر؟ إذا كنت كذلك! فلا تيأس ، فنحن نسعى جاهدين؛ لنكون ذلك الجسر الذى يعبر بك بين الكوكبين حتى تجد من يكمل معك الطريق.
ومن ثم أسرعت فى إرسال البيانات المطلوبة، والتى تضمنت «الاسم ، تاريخ الميلاد، المؤهل، العمل، البلد الأصلى، بلد الإقامة، رقم التليفون ، البريد الإلكترونى» وبمجرد إتمام الإرسال استلمت استمارة تفصيلية تضمنت مقابلة شخصية مع خبيرة التزويج بالموقع ودورة تدريبية عن كيفية اختيار شريك الحياة، وفى حالة توافر شخصية مناسبة للبيانات المستوفاة سيتم ترشيحها وإبلاغى بموعد مقابلة ثنائية فى مكان عام بحضور خبيرة التزويج وتحت إشراف المؤسسة وعلم الأهل، وكانت النهاية بظهور لافتة .. لتفعيل الاشتراك 200 جنيه مصرى أو 35 دولاراً أمريكياً.
هبة لخدمة المجتمع
أما عن موقع «جوازنا دوت كوم» والذى وصف فريق العمل بأنهم «وهبوا أنفسهم لخدمة المجتمع» نظراً للتعقيد الحاصل للتعارف فى المجتمع السريع الإيقاع بطبعه..مع إبداء ترحابهم بكل الأشخاص البالغين الذين يبحثون عن نصفهم الآخر رغبة فى الزواج.
وحينما نتطلع إلى عدد الزائرين للموقع فى اليوم الواحد نجده بمعدل 30 ألف زائر. تجد نفسك فى حيرة ! هل هذا دليل على مايقدمه الموقع من محاولات لمساعدة الأعضاء فى التعرف على شركاء حياتهم بأساليب متطورة ؟
«أتح لنفسك الفرصة للتعارف على كل من هو قريب ومن هو بعيد، ليس هناك داعِ لإضاعة عمرك ووقتك الثمين، شريك حياتك ينتظرك معنا «انضم إلينا» كل هذه الجمل استهوائية لجذب انتباه الزائر وبمجرد انضمامى للموقع حصلت على جولة مجانية استطعت من خلالها البحث فى قاعدة البيانات، استخدمت الخدمات المتاحة، إلا أننى واجهت نفس النهاية فى المحاولة الأولى، فهل حقيقة تقدم هذه المواقع خدمة اجتماعية أم تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق مطامع ربحية
أنين عانس
ماجدة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، تعيش فى مجتمع ريفى بالقليوبية - تصرخ كل يوم بصمت ، تتأمل نافذة حجرتها ومعالم جسدها، وتخفى دمعة فى عينها ، تعلن سخطها على جميع من حولها لعدم قدرتهم على مساعدتها، أسرفت فى العمل وأبدعت فيه لتبتعد عن كابوس العنوسة فتقول ماجدة: يتمزق قلبى كل يوم لنظرة أهلى لى بسبب أنى لم أتزوج حتى الآن، فالبنت فى مجتمعى إذا بلغت سن الخامسة والعشرين أصبحت فى نظره عانساً وقل خطابها، أتعذب حينما أنظر فى عين والدتى وهى تتحسر على حينما تجد من فى سنى متزوجات، ومنهن من أصبحن أمهات، وهروبا من هذا الكابوس اندمجت فى العمل وأبدعت فيه».
وعن مكاتب الزواج أو المواقع الإلكترونية تقول ماجدة: لم أكن أقتنع بها ومازلت أرى أنها مواقع تستغل حاجة الناس لتحقيق مطامع ربحية، كما أن الشباب يستغلونها أسوأ استغلال فى التعرف إلى الفتيات.. إلا أننى حين ضاقت بى السبل لم أجد أمامى سوى هذه المواقع، ومنذ يومين اشتركت فى أحدها آملة أن تقدم لى وللفتيات خدمة اجتماعية.
تجارب في مكاتب الزواج
محمد صابر -مهندس- يقول: قرأت حول هذا الموضوع كثيراً وخضت هذه التجربة، وقد أتم الله على نعمته وتزوجت، ومن خلال تجربتى فى مكاتب الزواج، أؤكد على أن الأمر يتم بطريقة أسرية فى منزل العروس وفقاً للعادات والتقاليد المتبعة، يقتصر دور مكاتب الزواج على تعريف الأشخاص ببعضهم فى ظروف اجتماعية مناسبة.
وينصح محمد الشباب والشابات المقبلين على الزواج من خلال مكاتب الزواج أن يحرصوا على حضور الدورات التدريبية للشباب المقبلين على الزواج من الجنسين، لزيادة الوعى لديهم بأساليب التعامل الناجح بين الزوجين فى المستقبل وإنشاء مجالس عائلية للتعارف بين الجنسين تحت إشراف الأسرة، مع توفير الدورات التدريبية للمتزوجين حديثا خاصة فى السنة الأولى نظراً لارتفاع نسبة الطلاق فى هذه السنة، وذلك بهدف تدريبهم على أساليب التعامل الناجح بين الزوجين وتحسين مهارات الحوار الأسرى وحل المشاكل.
خدمة اجتماعية
وفى نضال استمر لساعتين ونصف الساعة أمام جامع البنات بالموسكى لمحاولة التحدث إلى إحدى الفتيات الخارجات من المسجد خاصة بصفتى الصحفية إذ أنا بأم تصرخ فى وجهى قائلة: «نعم، هذا المسجد يقدم خدمة اجتماعية للبنات، أنا ابنتى متعلمة وحاصلة على مؤهل عالِ وجميلة -كما ترى- إلا أننا ليس لنا احتكاك اجتماعى بأحد» فلم تجد الأم أمامها سوى مسجد البنات ومكاتب الزواج التى تسعى لتوفيق رأسين فى الحلال على حد تعبيرها.
ضوابط وشروط
يفضل عبدالله - طالب بجامعة الأزهر- الزواج التقليدى الذى يتم عن طريق الأسرة مشيراً إلى سعى تلك المكاتب والمواقع إلى الربح على حساب حاجة الغير.
ويضيف: إن تلك المكاتب والمواقع الإلكترونية التى انتشرت حاليا للتوفيق بين راغبى الزواج من الطرفين يشوبها العديد من المشاكل التى تبعدها عن الهدف الذى أنشئت من أجله، ويرى ضرورة وضع ضوابط وشروط محددة لتلك المكاتب حتى لايكون هدفها الربح فقط.
سبب الظاهرة
ترجع شيرين -موظفة- سبب ظهور مكاتب الزواج إلى الفردية التى طغت على مجتمعنا الذى كان يتم فيه الزواج من خلال التعارف بين العائلات أو بشكل داخلى فى إطار العائلة الواحدة، إلا أن التغيرات التى طرأت على المجتمع، خاصة المدنية، جعلت الفردية تحل محل العائلة، وتمتد ليكون الفرد أمام لغز اختيار الزوجة، وكذلك حيرة الشابة بكابوس العنوسة الذى يطاردها.
وترى شيرين أن مكاتب الزواج تسهل فرصة التعارف ، ولكن إذا تحلت بالمصداقية والشفافية وابتعدت عن الأهداف الربحية سوف تنجح فى مهمتها.
وتضيف: تختلف هذه الصورة من مجتمع لآخر تبعاً لاختلاف الثقافة ومدى تقبل المجتمع لفكرة الزواج عبر مكاتب أو مواقع الزواج، فكلاهما له نفس الدور.
ساحة النقاش