اللواء أبوبكر الجندى

 رئيـــس التعبئة العامة والإحصاء:

24.2 % نسبة العنوسة بين الإناث

كتبت :سماح موسي

هو خازن أسرار البلد، المطلع على لوحة مؤشرات مجالات حياتها.. يستطيع بأرقامه وإحصاءاته أن يعيد توجيه دفة القيادة إذا انحرفت عن المسار، أو يوجه التنبيه لربانها بخطر داهم قد يعترض طريقه. إنه اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الذي التقيناه فى حوار تناولنا فيه مخاوف وقلق الناس علي الحبيبة مصر، لنستطلع منه إلي أي مدى وصلت إليه أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية، وهل تراجع تمكين المرأة ومشاركتها فى الحياة العامة والسياسية ليضع بين أيدينا أرقاما أحيانا متفائلة، وأحيانا أخرى متشائمة ومنها صادمة عن حقيقة أوضاع البلاد بعد الثورة.. المزيد من التفاصيل فى السطور التالية.. >>

 كان الوضع الاقتصادى المتردى للبلاد أول مابدأ به الحوار مع رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لما لهذا الملف من أثر مباشر على المجتمع.

 > بداية نود أن نتعرف من خلال الإحصاءات المتاحة لديكم ما هو الوضع الاقتصادى لمصر فى اللحظة الراهنة؟

 - لقد تأثر الوضع الاقتصادى لمصر وقطاعاته تأثرا مباشرا بالثورة مثل قطاع السياحة، حيث انخفض العائد منها بنحو 25% عن العام السابق وقلت نسبة الإشغالات 40%، أما القطاع الصناعى فقد انخفضت ربحيته بنحو 11%. إلا أن قطاعات أخرى لم تتأثر بل زاد دخلها كقناة السويس التى ارتفع دخلها 7% وزادت تحويلات المصريين فى الخارج لتسجل مليار دولار بعد أن كانت 9 مليارات، وشهدت الصادرات ارتفاعا بنسبة 5% وبصورة عامة لا أرى أن الوضع الاقتصادى لم يتأثر بشكل مخيف، ولكن بشكل مقبول ليواكب التحولات الكبرى كى تتلاءم مع اقتصادنا الذى لا يعتمد على مورد واحد فقط كالدول الأخرى، وأرجع التدهور الاقتصادى إلى غياب الاستقرار والأمان وضغط المطالب الفئوية المقلق، ومن السهل أن يتعافى الاقتصاد فنحن نعيش كمصريين على أقل من 10% من مساحة البلد ونترك الـ90% المتبقية بلا تنمية تساعد على ازدهار مصر اقتصاديا.

 > كيف ترى الأداء الاقتصادى للمجلس العسكرى؟

 - أمام المجلس العسكرى وهو السلطة الحاكمة الآن صعوبات ومشاكل تعيقه عن ممارسة أعماله ومهامه فى البلاد خاصة كثرة الاضطرابات والمظاهرات التى لم تعطه الفرصة للالتفات للاقتصاد كى ينهض ويستعيد دوره فى بناء الدولة.

 > نجد تضاربا فى أرقام ونسب الفقر والأمية والبطالة وفقا للإحصاءات المنشورة فما حقيقة هذه النسب؟

 - لابد أن أوضح بأنه لا يوجد تضارب فى النسب والإحصاءات المنشورة لأن مصدرها جهة واحدة مختصة وهو الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فهل من الممكن أن يضارب الجهاز نفسه.

 وتحديد نسب الفقر، على وجه الدقة تحتاج إلى وقت وجهد طويل حتى يتم حصر الأسرة داخل جمهورية مصر العربية، فعادة تجرى الدول هذه الأبحاث كل خمسة أعوام لكن فى مصر نجريها كل عامين.

 وأؤكد لك أن نسبة الفقر فى مصر بلغت عام 2001م 6.4% من السكان، أما فى 2005 فقد سجلت 19.2% لتبلغ فى 2009م 21% ويعتبر 56% من سكان مصر تحت خط الفقر الوطنى.

 أما عن البطالة فى مصر فرصدت نتائج بحث القوى العاملة للربع الثالث من العام الجارى معدل البطالة وفقا لمعايير منظمة العمل الدولية لتسجل 11.9% من قوة العمل فى حين كانت 8.9% فى الربع المقابل من 2010م مما يعكس ارتفاعا ملحوظا فى معدلاتها.

 وقد استطعنا حصر نسبة الأمية من خلال بحث شامل للتعداد السكانى الذى يتم مرة كل عشر سنوات الذى أكد أن 29.4% من سكان مصر أميّون وهو بحث أجريناه عام 2006م.

 > بم تفسر صعود تيارات الإسلام السياسى واستحواذها على مقاعد البرلمان؟

 - التيار الإسلامى من أكثر العناصر السياسية تنظيما وارتباطا بالمواطن فى الشارع، اضطهاده من النظام السابق دفع المواطن المصرى لإعطائه صوته، وأثق فى حرصه على إثبات نفسه وبناء دولة قوية.

 العنوسة

 > ما النسبة التي وصلت إليها العنوسة والطلاق والتفكك الأسرى؟

 - نسجل سنويا 100 ألف حالة طلاق، وسجلت نسبة شهادات الطلاق بزيادة قدرها 7909 بنسبة 5.6% وكانت أعلى نسب طلاق فى الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 عاما قد بلغت 19.2%، بينما كانت النسبة أقل من 20 عاما لتسجل 0.4%.

 وبلغت فى الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 عاما 22.6%، بينما كانت النسبة الأولى فى الفئة العمرية 65 سنة فأكثر لتسجل 0.5% من جملة الإشهارات.

 أما عن نسبة العنوسة واللاتى لم يتزوجن أبدا فبلغت فى عام 2006 ، 24.2% بينما وصلت نسبة العزوبية 33.6% فى العام ذاته عند الذين لم يسبق لهم الزواج.

 العشوائيات

 > وماذا عن سكان العشوائيات والمقابر؟!

 - يبلغ من يسكنوها 12 مليون نسمة ويرجع انتشار هذه المناطق إلى عدم توازن التنمية والاستثمار فى جميع محافظات مصر، وتمركز فرص العمل فى محافظات وانعدامها فى محافظات كثيرة مما يؤدى إلى هجرة المواطنين منها وذهابهم إلى الأماكن التى تكثر فيها فرص العمل.

 ويبلغ سكان المقابر مائتى ألف مواطن.

 توظيف المرأة

 > إلى أى حد بلغت نسب توظيف المرأة وانتشار البطالة بين السيدات؟

 - يسود الريف المصرى ثقافة «لا عمل للإناث» وبالتالى يقل معدل البطالة بين الذكور فيه عن الإناث الذى سجل 23.4% مقارنة بـ8.7% فى الذكور.

 المناصب القيادية

 > ما هى مؤشرات وصول المرأة لمنصب عام أو قيادى؟! وإلى أى مدى جرى تمكينها؟

 - باستعراض المؤشرات التى تدل على نسبة مساهمة المرأة فى وظائف الإدارة العليا بالقطاع الحكومى نجد أنه فى أعوام 2005 - 2007 سجل تولى المرأة وزيرة نسبة 3.8% مقارنة بـ96.2% لدى الرجال وفى عامي 2010 - 2011 كانت 3.6% مقابل 96.4%.

 أما منصب نائب وزير فبلغت عام 2005 - 2006م 7.1% مقابل 92.9% للرجال وبلغت فى 2011م 0.6% مقابل 99.4 فى الرجال.

 وفيما يتعلق بمنصب «مدير عام» فكانت النسبة عام 2005، 2006 ، 15.4%.

 وعن نسبة مشاركة المرأة فى الحياة العامة والسياسية تشير الأرقام إلى 41% مقارنة بـ59% للرجال وهى النسبة المسجلة فى 2010م.

 شهداء الثورة

 > صرحت فى أحد البرامج التليفزيونية أنه لم يتم حصر شامل لعدد شهداء 25 يناير الماضى؟!

 - هذا صحيح وكان يصلنى أرقام وشهادات وفاة من 4 آلاف مكتب صحى في جميع المحافظات مدّون فيها سبب وفاة المواطن، وبلغ عدد الحالات المتوفاة بطلق نارى 200 حالة ولا يوجد لدى أى نسب أو أرقام غير ذلك.

 أطفال الشوارع

 > ماذا لو ألقينا الضوء على أطفال الشوارع هل هم فى ازدياد؟

 - تنتشر ظاهرة أطفال الشوارع فى محافظتى القاهرة والإسكندرية وتقل فى المحافظات الأخرى، حيث إن طفل الشارع فى المحافظات الأخرى يمثل عارا على أهله فيضطر للهجرة إلى محافظات كبىرة حتى يعمل هناك ويجد فرصة عمل قد لا تتوافر فى محافظته.

 أما عن حصر أعدادهم فهو أمر صعب لعدم استماعهم واستجابتهم للباحثين وهروبهم لمجرد الشعور بقربهم منهم.

 > كيف ترى المجتمع المصرى فى لحظته الراهنة وما ينتظره مستقبلا؟

 - أثق جدا فى مستقبل مصر خلال العشر سنوات القادمة، فلدينا شعب محترم، وثروات كبيرة لم تستغل، ولكننا نحتاج إلى قيادة حكيمة تحارب الفساد.

 > فى ختام حديثنا.. ماهى أمنياتك المستقبلية خلال الفترة القادمة؟

 - أتمنى أن يعم الخير على مصر بالتعاون، واتقان العمل، وتطوير التعليم، والحفاظ على نظافة البلاد، وترشيد الاستهلاك، فبالرغم من مواردنا المحدودة إلا أن معدل استهلاكنا يزيد عن الدول الغنية، وأرى أن مصر لم تأخذ حقها الذى تستحقه من شعبها الذى عرف الحضارة قبل أى شىء ولديه تراث وتاريخ عريق. وأناشد الجيل الحالى صغير السن إلى إدراك قيمة تاريخ بلاده وأقول لهم:

 حافظوا على تراث هذا البلد