د.آمنة نصير :نحن أمة غطاء المظهر
وخـواء الجوهــر
كتبت :فاتن الهواري
البعد الأخلاقي، النفسي والشرعي لأبناء الطلاق في بيت الشقاق، هذا هو عنوان البحث الأخير الذي تقدمت به د. آمنة نصير. أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر لمجلس الوزراء، في محاولة حثيثة وفاعلة منها، لحل الإشكالية المثارة علي الساحة الآن حول قانون الرؤية.. وعن البحث، وارتباطه بديننا الحنيف، وكيف أن الإسلام دين معاملة في علاقة المرء بزوجته أو أسرته، كان هذا الحوار معها الذي تتطرق فيه أيضا، إلي «الخلع» ومايثار حوله من جدال، فماذا قالت؟
بداية تقول د. آمنة إن الإسلام بسعته وعظمته يحمل للمرأة المصرية الكثير من الحقوق، لكن ما يحدث لها الآن من اغتيال معنوى باسمه كذب وافتراء عليه، وهو منه برىء، فقضية تعدد الزوجات ترجع إلى امية المرأة الأبجدية والتى جعلت البعض يستخدمها فى السيطرة على فكرها وعقلها، ويبث فيه ثقافات لمجتمعات متشددة دخيلة على ثقافة وتاريخ المرأة المصرية.
الإسلام دين المعاملة
l الإسلام دين المعاملة؛ كيف يتحقق هذا على أرض الواقع؟
- للأسف نحن الآن نأخذ الإسلام بالشكل، فنهتم بالمظهر دون الجوهر خاصة بعد الثورة وصعود تيار الإسلام السياسى، ظهر الاهتمام بالملبس والمظهر وانتشر النقاب والطرحة والإسدال وهذه حقيقة ، والاهتمام بالشكل أصبح فوق كل شئ وصعود التيار السياسى الإسلامى دعم ذلك لأنه فريق بينهم ولابد أن نفرق بين الإخوان المسلمين وبين من لقبوا أنفسهم بالسلفيين وطبعاً أقول لهم مهاجمة، أنتم استلبتم المصطلح ولم تعطوه للسلف الحقيقى فكل الذى يهتمون به فى قضية المرأة ليس تعليمها أو ايمانها أو أن تكون امرأة يفخر بها الإسلام، ولكن اغتالوا الجانب النفسى والأدبى للمرأة، ولأن الأمية الدينية والأبجدية مرتفعة جداً ففى بعض الإحصائيات تصل إلى 70 % امرأة أمية، فقيرة لاتقرأ ولاتكتب سيطروا على المرأة سواء من تنتمى إلى الطبقات الدنيا أو الوسطى، فانساقت وراء هذا النوع من الثقافة الوافدة إلينا والتى دعمتها الفضائيات.
وتتذكر د. آمنه نصير، عندما كانت عائدة من مدينة الإنتاج الإعلامى ووجدت شاشة عرض كبيرة يظهر فيها مقدم برامج فى إحدى الفضائيات، ويقول «شاهدوا هذه القناة تدخلون الجنة»، هذا استخفاف بالإسلام وبالعقول.. لو وجد مثل هذا فى دولة العلم فيها قوى والمنهج العلمى له وجود. لتم إغلاق القناة وهنا تأتى أهمية دور الأساتذة والمثقفين الحقيقيين لرفع وعى المجتمع.
عورة المرأة
الشعب المصرى المتدين بفطرته والذى تربى على عقيدة الإيمان بالله حتى فى كلماته العادية لكنهم أوجدوا حاله من الجفاف للمرأة المصرية وعاملوها طوال الوقت أنها عورة، وأن كل شىء محرم عليها وعودى إلى بيتك تحمدى فحدث حاله من الاغتيال النفسى للمرأة وهذا النتاج الذى أجده الآن فى البرلمان وأقل نسبة تمثيل للمرأة فى العالم العربى والإسلامى هى نسبة المرأة المصرية، هل هذا يتناسب مع تاريخنا وثقافتنا، بل هو نتيجة لصعود هؤلاء الذين لقبوا أنفسهم بالسلفيين.
نأتى للإخوان، الإخوان مؤهلون ولكن المرض الذى حل عليهم أخيراً هو الأنانية والاستحواذ على كل شىء وابتلاعه وهو ما أعيبه عليهم.
وعن الإسلام كدين معاملة غير موجود بتاتاً حتى بين الأسر، والخلل نتيجة هذه الفضائيات التى أفسدت فطرة المسلم المصرى السليمة امرأة أو رجلاً حتى البساطة فى العلاقة فى الشارع المصرى لا نجدها، هل تجدين العلاقة الحلوة بين الجيران ؟ بكل أسف لانجدها، نحن نحتاج لإعادة بناء الدولة مرة أخرى فى كل شىء فى الأخلاق والسياسية ، فى الكلمات فى بشاشة الوجه التى أمر بها صلى الله عليه وسلم للأسف هناك أمور كثيرة فسدت فى المجتمع والذى يؤرقنى ويزعجنى بحق أن ترتبط بالإسلام وهو بعيد تماما عن هذه الخشونة والفوضى، الإسلام دين القيم الأخلاقية.
أبناء الطلاق
واسأل د. آمنة عن قانون الرؤية وكيف نجعله آمناً لأبناء الطلاق؟
تقول: هذه محنة أخلاقية أسرية، الدين ليس له دخل فيها وإنما نحن لم نرب أولادنا وأو بناتنا بشكل قويم.
الطلاق ليس نهاية الدنيا ولكن يبقى الفضل بينها وبين المطلق. وقد اهتممت بهذا الموضوع جداً وأذكر آخر بحث رفعته لمجلس الوزراء حول «البعد الأخلاقى والنفسى والشرعى لأبناء الطلاق فى بيت الشقاق».
«فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» وهناك آيه أخرى يقول الله عز وجل «ولاتنسوا الفضل بينكم» ونريد أن نطبق شرع الله وإذا كنا فشلنا فى تطبيق شرع الله والنفوس مرضت ونشبت حرب بين طرفين ،وحب الزوجان على حياة الأطفال كل فشلهما فى حياتهما الزوجية لذلك لوجمعنا قوانين الأرض بأجمعها وبقيت النفوس على هذا المرض لن نحل الأزمة ولكن نحن فى حاجة أن يعالج الإعلام ثقافة الطلاق بوعى وإدراك، وأنادى كل يوم خميس فى القنوات الفضائية التى تبث الغث والثمين أن تعطى للمحللين التربويين والنفسانيين الفرصة كى يتعاموا ويعينوا بيت الطلاق ليتجاوز هذه المحنة ويبقى الفضل بين الطرفين فى الأولاد.. لأنهما سوف يلتقيان فى تخرج الأولاد وفى زواجهم فلابد أن نرتقى بقول الحق سبحانه وتعالى ونطبقه فى أن لاننسى الفضل بيننا، ونحلل البعد النفسى والبعد الأخلاقى والشرعى لكل هذه الفضايا وانتهيت إلى ما انتهيت إليه لابد أن نعيد تشكيل بيوت الطلاق من خلال التوجيه السليم للفضائيات وللتليفزيون.
قلق الرجال
وعن الإضافات التى تحب د. آمنة نصير تضمينها فى قوانين الأحوال الشخصية؟
- كلها من نبع ومن قلب الشريعة ولكن الافتعال على الخلع، والخلع الذى طبقه سيد الخلق، والخلع نقيسه على مافعله صلى الله عليه وسلم عندما جاءت إليه زوجة ثابت بن قيس وقالت يارسول الله أنا لا أعيب على ثابت لاخلقا ولادينا ولكن أكره كفر العشرة وأنا نافرة منه نفسياً فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته التى كانت مهراً لها قالت نعم يارسول الله وأزيد فأما الزيادة فلا فقال له خذ حديقتك وطلقها وهناك مئات الآراء للفقهاء الأربعة والستة حول أن ترد له ما أمهرها إياه أم تزيد عليه، فالزيادة لا.. كثير من الفقهاء قالوا ترد عليه إذا كانت هى الكارهة وهى المصرة على الخلع وإذا كانت هى من بدأت بالكراهية وليس الزوج.. وهناك بعض الرجال يكرهها ويدفعها لطلب الخلع حتى يأخذ ما أعطاه لها وهذا فى بعض الرجال، وقالوا من يفعل ذلك لا يشتم رائحة الجنة، والافتداء أخذ أشكال مع الفقهاء مئات الآراء خلاصتها أن الكراهية من قبلها، فعليها أن تغرم. هناك ناس تقول ربع جنيه أو جنيه كى يهربوا من الضرائب فما بنى على باطل يفرز باطلاً، الناس لأهميتها تكتب بالضبط ويدفعون ضرائب فما المشكلة على أن يعود ذلك للدولة وخدماتها ..ولذلك تنبه د. آمنة نصير لأهمية فترة الخطوبة ودورها فى أن تظهر الناس على حقيقتهم خلال هذه الفترة بدون ماسكات وتقول د. آمنة نصير للأسف الرجل المصرى فيه تعنت ويعتقد أنه لاتوجد امرأة تساوية تقول له أخلعك، فالرجل المصرى فاكر نفسه «سيد لا يرفض» وقضايا الإنسان فى هذه المسألة مثل ما قال الإمام مالك ليس من المروءة أن يأخذ منها كل ما أعطاه لها فمن المروءة أن يترك لها شيئا تعيش منه.. وفى العهد النبوى كانت الحياة بسيطة صندوق وقطعة حاشية ولاتوجد عندهم المشاكل الموجودة الآن عندنا فالقياس عليهم القزة بالقزة لاينفع نحن لابد أن نتعلم المروءة والفضل بيننا، فى الأبناء والأموال ولا أذكر مطلقتى الا بكل خير وهو لايذكرنى إلا بكل خير هذا هو الفضل بيننا.
تعدد الزوجات
وعن تعدد الزوجات تقول د. آمنة نصير الإسلام لم يحسب العدد للرفاهية أو كى يتذوق أكبر قدر من النساء، الإسلام يلعن هذا السلوك ووضع ضوابط، إن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع مطلع صورة النساء وتؤكد إذا لم تعدل بين النساء فواحدة «ولن تستطعيوا أن تعدلوا ولوحرصتم» وجعل الباب مواربا ولم يغلقه تماما وإن استطعتم أن تعدلوا هنيئاً لك، ونحن أصبحت تزحف علينا ثقافة دول الجوار، المرأة الأن أصبحت تذهب تخطب لزوجها المرأة فى خطر يحدث لها اغتيال نفسى فالمنتقبة تقوم بتزويج زوجها كى تعصم واحدة من بنات المسلمات وهذا اغتيال لنفس المرأة والزوجة فى كل أحوالها وليس فى البرلمان أو العمل ولكن فى المنزل.. ثم اغتيالها أنها تزوج زوجها صديقتها.. وتندهش د. آمنة مما يحدث وتقول السيدة عائشة رضى الله عنها كانت تغار من ضرائرها غيرة النار وكانت تغار من خديجة وهى فى قبرها سيدة قالت : زوجى يقول أريد أن أعف السكرتيرة ، أجابته أعف ابنك أفضل فعمره 26 عاما وللأسف هذا تلاقى ثقافة دول الجوار حتى فى لغتنا. الشعب المصرى تم استبداله وتراجع.
الاحوال الشخصية
وتقول د. آمنة نصير بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية ما أحله الله لا أستطيع أن أحرمه ولكن سوء التطبيق نتيجة التغير النفسى والسيكولوجى لبعض النساء وتأثرهن بثقافة دول الجوار وهذا التأثير كان للرجل وأحسب أن نجد من المظاهر سواء فى شكل الرجل أو فى مظهر لحيته أو جلبابه أو مظهر المرأة فى نقابها والسواد الذى تتشح به من رأسها إلى قدمها هذه الظواهر وفدت إلينا وليست من ثقافتنا المصرية الوسطية اللينة الجميلة التى تربى عليها المجتمع من ثقافة الأزهر الشريف.
أمية المرأة
واسأل د. آمنة نصير من المسئول عن حماية المرأة ومساعدتها فى الحصول على حقوقها التى شرعها لها الإسلام المجلس القومى للمرأة أم الأزهر الشريف أم هى نفسها المسئولة فى محافظتها على حقوقها؟
تقول د. آمنة: المرأة لا يحميها إلا قوتها الذاتية من داخلها، والمجلس القومى أتمنى له أن ينجح فى أمرين القضاء على الأمية الأبجدية وعون المرأة المعيلة 37% من الشعب المصرى تعوله امرأة وهى المرأة المعيلة التى تحتاج إلى سند فى مستقبلها لأنها تأتى عليها فترة تكبر ولا تستطيع العمل فى البيوت وهذا هو الأهم.
وأنا طلبت أن كل خريج أو خريجة فى الجامعة لا يمنح أى فرصة عمل إلا بعد أن يقضى على أمية عشرة أفراد.. فالأمية هى التى أعطت هذه الأرقام المهولة لمن رفع راية الدين وتاجر بها، الأمية الأبجدية هى التى جعلت المرأة فى غفلة وتم اغتيالها بكل بساطة.
ولكن قبل أن أترك د. آمنة نصير صاحبة الجينات الصعيدية القوية أقول لها: ماذا تريدين من المرأة المصرية فى هذه الفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد؟
- تقول: أريد المرأة المصرية القوية التى تحب العمل، فالعاملة بصدق، المربية لأهل بيتها بعظمة، لا أريد المرأة المنكسرة أو المختبئة أو المملوءة بالانكسار فى صنع الحياة لأن ربنا يقول «إنى جاعل فى الأرض خليفة» والخليفة للرجل والمرأة.
وإلى هنا وانتهى الحوار مع د. آمنة نصير ولكن لم تنته معاركها من أجل المرأة ومن أجل تحقيق الذات منذ أن كانت طفلة وخاضت معركة ضد جبروت التقاليد من أجل حقها فى التعليم، حتى تحقق حلمها فى الحياة وكانت حديث القرية ولها الفضل فى فتح بوابة التعليم لطابور من الفتيات بعدها
ساحة النقاش