المديرة الإقليمية المساعدة لمنظمة الصحة العالمية:

السلوكيات الخاطئة تهدد صحة المصريين

كتبت :مروة لطفي

الانفلات لم يعد حكراً علي الأمن والاقتصاد والاوضاع الإجتماعية بل طال حتي السلوكيات الصحية، نلقي بالمخلفات في النيل والطرقات ووسائل المواصلات ونستخدم المياه الملوثة بلا مبالاة، الأمر الذي ينتج عنه انتشار الأوبئة والأمراض.

تفشي الإهمال في البيوت والشوارع وأماكن العمل وأصبح الرجل أو المرأة تخرج إلى العمل وهي مريضة بمرض معد، فتقبل هذه وتصافح هذا من زملائها لتنقل العدوي غير حذرة أو محذرة، وهذا يحدث بشكل كبير في دور الحضانة والمدارس حيث لا تراعي فيها الاحتياطات الصحية، ومن جانب آخر تهمل الأمهات تعقيم متعلقات أطفالهن، وهكذا أصبح المجتمع المصري مسرحا لانتقال الأمراض نتيجة سلوكيات صحية خاطئة نتعرف علي تفاصيلها في السطور القادمة .....

 

بدايتنا كانت من مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة حيث التقينا د. نعيمة القصير المديرة الإقليمية المساعدة للمنظمة لتحدثنا عن السلوكيات الخاطئة المؤثرة على صحة المصريين فقالت: هناك العديد من المخاطر الصحية ناجمة عن سلوكيات خاطئة مثل التغذية غير الصحية كالوجبات الجاهزة التى ينجم عنها السمنة المرضية وغيرها من الأمراض المزمنة وتنتشر تلك الأمراض بين النساء خاصة نتيجة قلة الحركة، كذلك تعتبر حوادث الطرق من أكثر المشاكل السلوكية المؤثرة على الصحة لذا نربط بينها وبين صحة الإنسان، حيث تشكل أكبر نسبة من عدد الوفيات والإصابات أما أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً نتيجة السلوك الخاطئ كالبلهارسيا، فيروس الكبد الوبائى «سى» فضلا عن أمراض مزمنة أخرى تنتشر فى كافة مناطق الشرق الأوسط منها ضغط الدم والسكر.

 وماذا عن دور المنظمة فى مكافحة هذه الأمراض؟

- يعتبر وضع سياسات المنظمة مسئولية وزراء الصحة للدول الأعضاء، حيث يقوم كل منهم بتمثيل بلده ووضع السياسة الصحية الملائمة لهذا البلد. بينما ينصب دورنا على وضع الخطط الإرشادية والدراسات وإعطاء الدعم الفنى الصحى.

مكافحة العمى

هناك 800 ألف مصاب بفقدان البصر فى مصر و37 مليون شخص فى إقليم البحر المتوسط، هل السلوكيات الخاطئة لها علاقة بذلك؟!.. وماذا عن دوركم فى محاربة العمى؟

- لا شك أن إهمال التشخيص المبكر لأمراض العيون من الأخطاء السلوكية المؤدية لفقدان البصر، كذلك هناك أخطاء سلوكية عديدة ينجم عنها المرض مثل إهمال غسل اليدين وفرك العينين بهما.. كما يؤدى استخدام مناشف الغير لانتقال عدوى العديد من أمراض العيون وأذكر أن انتشار التهاب ملتحمة العين الفيروسى بين الطلبة فى مصر منذ عامين كان بسبب تلك السلوكيات.

أما عن دور المنظمة فى محاربة المرض فينصب حول رصد الحالات المصابة وتدريب العاملين بالمجال الصحى على كيفية التعامل معه.

شقاوة عيال

 وإذا كانت تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى خطورة بعض السلوكيات على المصريين .. فماذا عن رأى الأشخاص المعرضة صحتهم لتلك المخاطر؟!.

- للإجابة على هذا التساؤل تجولنا فى بعض المناطق السكنية فكانت البداية من منطقة الزمالك تقول منى هاشم «ربة منزل»: للأسف أصبحت السلوكيات الخاطئة فى مصر لا تفرق بين مناطق راقية وأخرى عشوائية، فكثير من السكان يقومون بإلقاء القمامة فى مناور العمارات رغم ما يترتب على ذلك من وجود حشرات ناقلة للأمراض.

هذا فضلاً عن الألعاب النارية التى يستخدمها الأطفال وإلقائها على مصاعد العمارات مما يعرض السكان للعديد من الإصابات وعندما أتحدث مع أولياء الأمور يعربون عن أسفهم ويتحججون بأنها شقاوة عيال بينما يبقى الحال على ما هو عليه.

محمد منصور من منطقة بولاق الدكرور يؤكد: رصده لسلوكيات خاطئة تؤثر على سلامة سكان منطقته بدءا من المياه الملوثة، تلال القمامة، وانتهاء باستخدام أدوات حلاقة الغير وإقامة أسر مكونة من 6 أفراد فى غرف ببدروم مشترك .. ورغم معرفة البعض بخطورة تلك السلوكيات لكننا فى النهاية نترك كل شئ على الله !! .

عادل عيسى «موظف» من أبناء الدرب الأحمر يتفق مع الرأى السابق ويضيف أن القواعد الصحية فى غسل الفواكه والخضراوات لا يعرفها أحد.. مما ينجم عنه الإصابة بالأمراض المختلفة والتى عانيت منها كثيراً وأفراد اسرتى حيث أكد الأطباء أن الفاشيولا وغيرها من الديدان التى نعانى منها سببها اهمال النظافة.

ولأننا سئمنا من المرض قررنا اتباع نصائح الطبيب فى غسل الأطعمة..

الأسرة أولا

ولأن السلوكيات الخاطئة لها ارتباط وثيق بعامل التنشئة لذا فعلي الأسرة يقع العبء الأكبر فى التوعية بتلك السلوكيات والتصدى لها.

د.سهير صالح مدرسة إعلام تربوى بكلية التربية النوعية تقول: لاشك أن المستوى الثقافى للأسرة يحدد سلوكها الصحى.. فعادة ما يستقى الصغير عاداته الصحية والبيئية من خلال أسرته ومن ثم يؤدى الجهل إلى نقل عادات تساهم فى تفشى الأمراض.. وهو ما أدى إلى زيادة أعداد المصابين بفيروس «سى» وفقاً للتقارير الرسمية حيث انتقل للكثيرين من جرّاء استخدام حقن ملوثة رغم أن الحقن الجديدة زهيدة الثمن.

إعلام المناسبات

وترى د. صالح أن دور الإعلام يأتى في المرتبة الثانية بعد الأسرة بتنظيمه حملات مستمرة للتوعية بالسلوكيات الصحيحة لكن للأسف لا يظهر هذا الدور إلا فى المناسبات فقط حيث نجد بعض الحملات الإعلامية للتوعية بغسل الأيدى فى الفترة المواكبة لليوم العالمى لغسل الأيدى بينما يظل دوره فى تلك المسألة غائباً طوال العام.

وأخيراً يأتى دور الدولة فعليها وضع عقوبات رادعة للتصدى لأى سلوك صحى خاطئ مثل إلقاء القمامة فى الشوارع أو البصق فى الطريق العام.

التربية الصحية

وجدير بالذكر أن المدارس قديماً كان لها دور مساعد فى توعية الصغار بالسلوكيات الصحية السليمة من خلال تخصيص حصة أسبوعية للتربية الصحية فضلاً من وضع بعض الإرشادات على أغلفة الكراسات المدرسية، وللأسف تراجع هذا الدور شيئاً فشيئا حتى تلاشى تماماً لهذا نحتاج لإعادة النظر فى المناهج الدراسية لإضافة تلك الجزئية الهامة {

الأرقام تتكلمl أكدت الإحصائيات التى رصدتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً وجود أكثر من 18 مليون مصرى مصاب بالبلهارسيا، و25مليونا آخرين معرضين للإصابة، وأن هناك 12% من السكان يعانون من التهاب الكبد الوبائى.

l ذكرت دراسة أعدها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء فى مصر خلال عامى 2006-2007 أن هناك 5 آلاف قتيل سنوياً من جرّاء حوادث الطرق فى مصر. 

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,795,411

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز