فى جولة بالمدينة
السياحة تعود إلي شرم الشيخ
كتبت :سمر الدسوقي
زرت شرم الشيخ مرتين بعد ثورة يناير، واعترف أننى فى المرة الأولي أصبت بخيبة أمل فقد كانت حركة السياحة فيها شبه راكدة ، فنادق عدة تكاد تكون خاوية، خوف عارم بين سياح من مختلف الجنسيات من القدوم لمكان إقامة الرئيس السابق بها واحتمالية تعرض المدينة كلها للخطر بسببه ، هذا بجانب الخوف من ضعف التواجد الأمنى ، إلا أنني بعد تكراري للتجربة مرة ثانية مؤخراً استطيع اجزم أن السياحة فى مصر قد بدأت تخطو أولي خطواتها علي طريق الانتعاش ، فعدد كبير من السياح من جنسيات عدة قد أخذ زمام المبادرة ودون خوف إلي المدينة الجميلة ، فنادق تصل نسبة الاشغال بها إلى 75% وأكثر ، تواجد أمنى مكثف علي طول طرق السفر البرية من قبل القوات الأمنية، حركة بيع وشراء هنا وهناك ... ومن قلب المدينة السياحية الجميلة كنا هناك نرصد حركة انتعاشة السياحة استعداداً لقدوم موسم الصيف ، واقرأ معنا ..
فى البداية وفد روسى يصل عدده لأكثر من مائة وخمسين فرداً التقيت بها على الشاطىء إنها «چيسيكا كونا لوفا» روسية الجنسية وتبلغ من العمر ثلاثين عاماً وتعمل مدرسة، تقول عن سبب إقدامها ودون خوف على زيارة شرم الشيخ فى الوقت الراهن: زرت شرم الشيخ من قبل خمس مرات ، وفى كل مرة يزداد ارتباطى بها وحبى لطبيعتها الساحرة ، ومؤخراً تابعت على شاشة التليفزيون الكثير من التقارير الإخبارية عن الوضع فى مصر ، كلها كانت تشير إلى أن الثورة ترتكز فى القاهرة، لذا تأكدت أنه لايوجد شىء هنا، وعلى الفور قدمت مع هذا الجروب السياحى فى رحلة مباشرة إلى شرم ، وبعد ثلاثة أيام من الإقامة أرى أن البلد جميلة كما هى وآمنة ولا يوجد بها أى خطر.
الثورة بالتحرير
أما «باتريك چيس» وهو بريطانى الجنسية ويعمل مدرب رياضى ، فيقول : قدمت لشرم الشيخ للمرة الأولى من أجل التغيير، فصحيح أننا نعرف أن بمصر ثورة ، ولكن كل وسائل الإعلام تؤكد على أن الثورة فلى قلب التحرير بالقاهرة ، وهو ما لمسناه هنا ، فنحن نتحرك بأمان وهناك تجمعات أمنية على الفنادق وبالأسواق ، وحماية مستمرة لنا وللمقيمين ، كما أننا نسهر بالطرق العامة حتى صباح اليوم التالى دون أى خطر.
عربية ومصرية
والسياحة والانتعاش التى تشهدها بشرم لا تتوقف على السياح الأجانب فطرقات شرم تمتلىء بسياح عرب ومصريين ، ومنهم «يوسف علاونة» وحرمه وهما فلسطينيين قدما من الأردن، يقولاً عن زيارتهما : الوطن العربى كله يشهد منذ فترة انتعاشة ثورية كبرى علينا كعرب أن ندعمها لذا فقد اخترنا وعن طريق شبكة الإنترنت زيارة شرم الشيخ عندما شاهدنا معالمها الجميلة ، ولم نخف من القدوم لأن المكتوب وما تتداوله وسائل الإعلام عن المدينة يؤكد أنها بعد رحيل الرئيس المخلوع هادئة ومستقرة.
ومن مصر يقول «أدهم يوسف» مهندس كمبيوتر ، أشعر بسعادة غامرة بقدومى مع العائلة لشرم هذه المرة فبعد الثورة كانت المدينة هادئة بشكل كبير ، وكانت فنادق كثيرة شبه خاوية ، أما هذه المرة فنحن نجد كل الأماكن الترفيهية تعمل بكامل طاقاتها، بشكل يجعلنا نشعر أننا بالفعل بمصر بل وعدنا بمصر لسابق عهدها السياحى المزدهر .
خليج نعمة
واتجول بين أركان المجمعات التجارية والمحال والمطاعم بخليج نعمة ، ومن داخلهم التقتي بـ «حسام وهبة» ويعمل بأحد محال بيع الملابس الفرعونية ، وعن الوضع بشرم الشيخ الآن ، يقول : اعترف أننا عشنا عاماً سيئاً للغاية على المستوى التجارى لدرجة أن محال كثيرة أغلقت أبوابها وأخرى تخلصت من العاملين بها من جراء الركود السياحى ، ولكننا بدأنا منذ حوالى شهرين ننتعش مرة أخرى فهناك تواجد للسياح العرب وآخرون اجانب من روسيا وإيطاليا وبريطانيا على وجه الخصوص.
تسهيلات
ويقول «سامى عبدالله» ويعمل بإحدى شركات السياحة المسئولة عن تسيير البواخر والمركبات بخليج نعمة: كنت ولفترة طويلة أعمل بفرع الشركة بالإسكندرية ، ثم توقف الحال وأصيبت السياحة بركود كبير من جراء المظاهرات والاعتصامات المستمرة بالقاهرة والإسكندرية فقدمت لشرم الشيخ منذ شهرين ووجدت فيها عملا حقيقىا ، فالمدينة منذ هذه الفترة البسيطة لم تتأثر بالثورة المصرية، فكثير من السياح يقدمون إليها دون خوف خاصة وأنه لاتوجد فيزا لدخولها.
إشغال 100%
وهو نفس مايؤكده الخبير السياحى رأفت فهمى قائلاً: مع بدء الثورة وبعدها بفترة بسيطة تراجع الوجود السياحى بل ونسبة الإشغال بفنادق شرم الشيخ إلى أقل من 50% ، ثم ارتفعت النسبة قليلاً فى أشهر الصيف الماضى وخاصة شهرى يونيو ويوليو لتصل النسبة إلى 70% مع قدوم الإجازات ورغبة الكثيرين وبالأخص المصريون فى الراحة والاستجمام والترفيه مع الأولاد قبل شهر رمضان ، ولكن السياحة فى هذه الفترة كانت سياحة مصرية بالدرجة الأولى ، وتوقف الأمر إلى حد ما مع نهاية أشهر الصيف واستمرار الأحداث فى القاهرة والإسكندرية فى التصعيد الثورى ، لدرجة أن عدداً كبيراً من المطاعم والفنادق خفضت العمالة بها وبعضها توقف عن العمل ، ومما ساعد فى انهيار الوضع أكثر ماتردد من قصص عن حوادث فردية قام بها بعض البدو للهجوم على المحال العامة أو قطع الطرق ، إلى أن بدأت الأوضاع فى الاستقرار مؤخراً منذ مايقرب من شهرين وأكثر، بصورة جعلت نسبة الأشغال فى الفنادق وفقاً للتقارير الرسمية ترتفع من 75% إلى 100% ، وعادت الفنادق والمطاعم العامة تستقبل الزوار بحفلات لفرق أجنبية إيطالية وروسية وتايلاندية ، كما أن كل الأنشطة الترفيهية انتعشت بشكل كبير سواء رحلات السفارى أو حفلات الموسيقى والغناء والفنون الفلكلورية المصرية والأجنبية ، ومن يزور شرم الآن يشعر بشكل كبير بدرجة الاستقرار والأمن وبأن نمط الحياة يسير بشكل عادى ، ولايوجد أى خطر يهدد المدينة
أولاد مين ؟!
بحكم سكنى فى مواجهة إحدى الجامعات الخاصة ذات الصيت، أراهم يومياً بسياراتهم الفارهة وملابسهم المنتمية لأحدث الماركات العالمية وهم يلفون سجائر البانجو والحشيش. لا أعرف ما يتناولونه من أنواع المخدرات لكنهم يجتمعون فى السيارات أو داخل المحلات ليلفون سجائرهم. فأشعر باشمئزاز ممزوج بالدهشة من هيئتهم، وأعتقد أن أسرهم اهتمت يتوفير الإمكانيات المادية لكن لم تهتم بالتربية والأخلاق وأتساءل كثيراً كيف يعيش هذا الشاب وسط أسرته؟ هل يعرفون أنه مدمن أم يعتقدون أن البانجو والحشيش من الأمور العادية بين الشباب؟. هل يقولون لأنفسهم إن ابنهم الذى وفروا له أفضل الإمكانيات مستحيل أن ينحرف. وكثيراً ما أتساءل «ولاد مين دول؟» وكيف يتركهم أهلهم لما وصلوا له؟ كذلك أتعجب من أمر هذه الجامعة التى ترى أن دورها ينتهي على عتبة أبوابها المليئة بالحراس والكلاب ولا تعبأ بالسموم التى يتناولها أبناؤها الطلاب فى المنطقة المحيطة. أشعر بالأسى الممزوج بالخوف من هؤلاء الطلاب رائعى المظهر سيء الجوهر وأناشد كل أب وأم أن يعطى أولاده من وقته لا من ماله فقط .
ساحة النقاش