الدين .. والمظاهر

الزائفة! «1»

كتبت :سكينة السادات

الدين .. أى الاستدانة من الآخرين يقول عنه المثل.. أنه .. هّم بالليل ومذلة بالنهار!! بمعنى أنه إذا اضطر الإنسان أن يمد يده ويستدين «أى يأخذ مالاً من شخص أو من بنك على أن يرده بشروط معينة» فإنه يحمل همّ رد ذلك الدين طوال النهار وطوال الليل أيضاً.

وقد يجافيه النوم لشدة الانشغال بالسداد وقد تعافى نفسه الطعام من ثقل المسئولية والهم فتسوء صحته ويسوء مزاجه.

إذن.. نصل إلى الغرض من كلامى هذا وهو النصيحة بألا نلجأ إلى الاستدانة من أشخاص أو من بنوك إلا فى حالة الضرورة القصوى، عندما تعيينا الحِيَل ولا نجد سبيلا آخر لحلّ المشكلة إلا الاستدانة!.

وطبعاً.. كلامى هذا لا ينطبق على الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية التى تسيّر أحوالها بالاشتراك مع البنوك بصورة تقليدية متفق عليها وهو عرف مالى سائد.

وسبب إثارة موضوع الاستدانة هو مشكلة قارئى سعيد وهو شاب نابه لامع فى الأربعين من عمره يمتلك شركة صغيرة لإنتاج البلاستيك على أسس علمية، فقد تعلم فى مصر ثم سافر إلى إيطاليا ودرس هناك فنى الإنتاج والتصنيع علميا، ثم عاد واشترك مع صديق له صار بعدئذ شقيقا لزوجته.

وبدآ مشروعهما ونجحا وصارا من الشباب الناجح المرموق، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

 


 

حكى لى قارئى سعيد حكايته منذ البداية وهى كما أسلفت بدأت بدراسته فى كلية التجارة ثم قال..

تخرجت فى كلية التجارة وارتبطت وأنا طالب بها بزميل عزيز من أكبر عائلات مصر وكان ولايزال يتمتع بروح طيبة وقلب كبير ولم أره مرة واحدة يتفاخر بأسرته الكبيرة وإمكانياتهم رغم أننى أيضاً من أسرة معروفة - لكنها لا تضاهى أسرته ثراء وجاهاً وهذه هى الحقيقة، المهم أننى لم أحاول الحصول على وظيفة فى الحكومة أو أى شركة بل قررت أن أبدأ عملاً حُراً يفيد بلادى ويفيدنى على أسس علمية لا تقل عن التى يتبعونها فى الخارج.

وشجعنى صديقى علاء، وفعلاً بدأنا التفكير فى عمل شركة بلاستيك صغيرة ولكن متميزة الأداء وفعلا سافرت إلى إيطاليا كما أسلفت ودرست الموضوع دراسة علمية وعملية، وكان هو قد توصل إلى المكان الذى نبدأ فيه العمل واستأجره واتفقنا على كل شيء وسأترك التفاصيل الآن من أجل المشكلة التى جئت إليك من أجلها! باختصار يا سيدتى بدأنا العمل بالتكنولوجيا الحديثة وأنتجنا وسافر صديقى علاء بالمنتجات المتميزة للخارج لعرضها فى السوق العالمية وفوجئنا بأنها مطلوبة ومرغوبة ومحترمة وأقبلت كل البلاد العربية والأجنبية على شرائها ونجحنا بحمد الله وتوفيقه.

وطبعاً.. زادنا النجاح اقترابا أنا وشريكى وفى إحدى زيارات لبيت أسرته رأيت شقيقته التى تصغره بخمس سنوات فقط وهى فعلاً جميلة وأنيقة واجتماعية جداً ووجدتها تتحدث إلى بود واحترام وتكررت الزيارات فى مناسبات مختلفة وفهمت أنها كانت مرتبطة بخطوبة مع أحد الشباب وأن الخطبة قد فسخت من جانبها لعدم التوافق بينهما، هكذا قيل لى وبالطبع لم أفكر فى الموضوع.

ومرت الشهور وألحت والدتى عليّ أن أتزوج لكى تسعد برؤية حفيد أو حفيدة لها بعد أن كانت ترى لهفتى على رؤية أولاد أختى وأولاد أخى ولم يكن هناك فى البيت أعزب سواى فأنا أصغر الأبناء.

وقلت لأمي.. طيب.. هناك عروسة حلوة بنت ناس وأخت أعز حبابيك «أمى تحب علاء كما تحبنى تماما» ما رأيك؟

قالت أمي.. تبقى أخت علاء!

دا أنا أكون أسعد أم فى العالم!

وتقدم والدى ووالدتى إلى والد شيرين أخت علاء فى حضور علاء طبعاً بعد أن أخذت رأيه ووجدته مرحباً جداً بالموضوع ووعدونا خيراً!

وعرفت من علاء أن شيرين قد رحبت بالخطبة على شرط أن نتقابل عدة مرات لكى تتأكد من أننا سوف نتفاهم وفعلاً.. تقابلنا فى حضور العائلة عدة مرات وتحدد يوم الخطبة الرسمية!

 

وكانت ليلة رائعة زغردت فيها أمى كما لم تزغرد من قبل وبدأنا نفكر فى شراء الشقة والأثاث ولوازم الزواج فما الذى جرى بعد ذلك؟

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية ... 

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 651 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,794,722

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز