بين السياسة والشريعة
زيارة المسجد الاقصي
كتب :محمد الشريف
أثار انتقاد الشيخ عكرمة صبرى، مفتى الديار الفلسطينية الأسبق، وخطيب المسجد الأقصى، قيام الداعية اليمنى الحبيب على الجفرى بزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى.
ومن قبل الشيخ عكرمة هناك فتوى د. يوسف القرضاوى بعدم جواز زيارة المسجد الأقصى للمسلمين غير الفلسطينيين لأن فى ذلك اعترافا ضمنيا بكيان الاحتلال الصهيونى للمدينة وجاءت زيارة د. علي جمعة لتثير القضية من جديد وتحدث .. تبايناً فى آراء علماء الدين من المسلمين حولها
حيث يرى د. محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الدعوة إلى زيارة المسجد الأقصى صحيحة من الناحية الشرعية، لأننا مطالبون على جهة الاستحباب فى كل وقت بزيارة المساجد الثلاثة، وهى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى، وإلى هذا يشير قول النبى صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى».
ويؤكد أن قصد زيارة المسجد بذاته قربة من القربات التى يتقدم بها الإنسان إلى ربه، ولا يمنع هذا الاستحباب أن تكون القدس تحت الاحتلال الإسرائيلى، لأن معالجة مثل هذه الأمور لا تكون بالرفض والبعد عنها بل تكون بالتواجد فيها.
ويؤكد د. عثمان إلى أن القول بمنع زيارة القدس لكونها تحت الاحتلال قول لاسند له من الشريعة، ولذلك لو فرضنا أن الطريق المؤدى إلى الحج احتله عدو للمسلمين، ولهم أن يحصلوا على مرور لأداء فريضة الحج فلن يكون احتلال العدو سببا للمنع من الحج، بل عليهم اتخاذ كل الوسائل التى تؤدى للوصول إلى البيت الحرام مادامت وسائل شريفة.
ويقول: إن امتناع المسلمين عن زيارة بيت المقدس لا يشكل عامل ضغط على إسرائيل كى تترك المسجد الأقصى، وإنما الذى يجعلها تترك احتلال القدس هو القوة، فلو كان للمسلمين القوة القاهرة التى تمكنهم من الوقوف فى وجه الأعداء لما كنا فى هذا الوضع المشين الآن.
وطالب د. عثمان بترك الكلام العاطفى الذى لا يوصل إلى أهداف واجبة التحقيق، وشدد على أن كون العدو يقف عائقا، لا يعد مبررا لأن نتخذه ذريعة لمقاطعة مسجد من المساجد التى بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تُشد إليها الرحال، مشيراً إلى أنه بدلا من التعلل باحتلال العدو لبيت المقدس لعدم زيارته يجب أن نتخذ من الوسائل التى تطرد هذا العدو من احتلال بقعة يعتز بها المسلمون.
اعتراف ضمني
يقول د. عبدالمعطى بيومى -عضو مجمع البحوث الإسلامية - إن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث شهدت البيعة العالمية من الأنبياء جميعا بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بعث بالدين العالمى الذى جعله الله رحمة للعاملين، وإذا تقرر هذا فى نفس كل مسلم علم أن عليه مسئولية كبرى بالنسبة للقدس لحفظها والدفاع عنها بوسائل شتى، ومن هذه الوسائل رفض زيارة المسجد الأقصى لأن فى ذلك اعترافا ضمنيا بالوجود الإسرائيلى على أرض القدس حيث سيضطر المسلمون إلى أخذ تأشيرة إسرائيلية للدخول.
ويقول: إن تدعيم القضية لا يعنى أن أسمح لإسرائيل بأن تضع تأشيرتها على جوازات السفر للمسلمين من أجل زيارة بيت المقدس، خاصة أن هذه الزيادة بهذا الشكل تضر القضية باعتبارها إقرارا للواقع.
ويشير د. بيومى إلى أن زيارة المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية أم لا يمكن الموافقة عليها، مطالبا بألا نلوث جواز سفرنا بإقرار إسرائيلى لدخول بلد إسلامى.
وأضاف: إن الذهاب إلى القدس يعطى انطباعا بأن الأمور عادية وليس هناك اغتصاب للأرض، ولابد من مقاطعة زيارة القدس للاستمرار فى عدم الاعتراف بالكيان الصهيونى الغاصب، والتواصل يكون بالنصرة والصلة الدائمة عبر المساعدات الفعّالة التى تعطى قوة لإخواننا الفلسطينيين
ساحة النقاش