رغم الكثير من الصعوبات

المصريون بالخارج يختارون رئيساً لمصر

 

كتبت :سمر الدسوقي

صعوبات عديدة واجهتهم ، يأتي في مقدمتها عامل المسافة والبعد أحياناً عن مقار صناديق الاقتراع بالسفارات والقنصليات المصرية المختلفة ، هذا بجانب وضع آمالهم وأحلامهم في مظاريف بريدية تحمل بطاقات اقتراع قد تصل أو لا تصل في موعدها ، فمنحهم الفرصة للتصويت فقط ببطاقة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن دون العادي وهي أزمة أخري!!

ورغم كل هذا إلا أن أعداداً ليست بالقليلة من بين أكثر من 586 ألف مصرى مقيمون بالخارج، ممن يحق لهم التصويت بل واختيار أول رئيس مصرى منتخب بعد ثورة الـ 25 من يناير، وهم الذين سجلوا بياناتهم طبقاً لبطاقات الرقم القومى بموقع «اللجنة العليا للانتخابات» تحملوا كل هذه المشاق حتي يدلوا بأصواتهم لأول مرة في اختيار هذا الرئيس، حيث اصطفوا في طوابير طويلة أيام الأسبوع الماضي أمام مقار القنصليات والسفارات المصرية بالخارج وتحديداً فى 166 دولة حول العالم، يحدوهم الأمل في أن تسمع أصواتهم وتصل شكواهم، بعد أن عاني الكثيرون منهم ليس فقط من جراء البعد والغربة، بل وأيضاً التهميش لمشكلاتهم.. لوجودهم.. لآمالهم.. ومعهم كنا نعيش هذا العرس الانتخابي المميز ونتعرف علي تجربتهم من قرب >>

بدايتنا تأتى من دولة الإمارات العربية المتحدة ، فكما أعلن السفير المصرى لدى الإمارات تامر منصور فإن عدد المسجلين والذين أتيحت أمامهم الفرصة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية يصل لأكثر من 32 ألف مصرى بالقنصلية العامة بدبى ، و29 ألف مصرى بأبوظبى يقيمون ما بين أبو ظبى والمنطقة الغربية والعين ، وعند تجربة بعضهم فى الاقتراع وما واجهه من صعوبات ، بل وما اعتمد عليه فى اختيار مرشحه ، تقول الإعلامية رشا عويس: لقد كان الإقبال من قبل المصريين ولأول مرة ومنذ أول أيام الانتخاب كبيراً وبصورة ملحوظة ، فقد توافد حوالى ثلاثة آلاف شخص على القنصلية العامة بدبى ، ومثلهم على أبو ظبى فى اليوم الأول وكذلك الثانى بحكم كونهما عطلة أسبوعية، وأستطيع القول إن أداء القنصلية والسفارة خلال أيام الاقتراع كان أكثر من متميز، فقد تم تفادى الأخطاء التى تعرضنا لها أثناء إدلائنا بأصواتنا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فكانت هناك أعداد كبيرة من الموظفين والقائمين على تنظيم العمل والحركة والطوابير، بل وأجهزة كمبيوتر عديدة حتى يسهل طباعة أوراق الاقتراع للناخبين فى نفس المكان، خاصة أن بعضهم توجه إلى مقار الاقتراع دون طباعتها. ولا شك أن الأمر اختلف أيضا من قبل الناخبين أنفسهم، فقد كانت هناك مشاركة واسعة النطاق من مختلف الفئات العمرية ومن النساء، وغمرنا جميعاً شعور بالفخر أننا كمصريين استطعنا أن نصل إلى هذه المرحلة وبعد عام ونصف فقط من الثورة، بل أصبح لدينا مرشحون يقدمون لنا مناظرات على الهواء مباشرة وبرامج انتخابية لإقناعنا، ومن خلال علاقتى بالكثيرين من المحيطين بى فقد حرص الكثيرون على اختيار مرشحهم وفقا لأيديولوجياته، كما أن اللقاءات الإعلامية التى أجريت قبل الانتخابات من خلال وسائل الإعلام كان لها دور كبير فى تكوين آرائهم، أما أنا فكنت أهتم بما سيقدمه المرشح للمصريين العاملين بالخارج والذين عانوا كثيراً من الإهمال وعدم الالتفات لمشكلاتهم ، هذا بجانب برامجهم التنموية للبلد ككل بغض النظر عن توقعنا للصعوبات الجمة التى ستواجه الرئيس المقبل فى ظل الظروف الراهنة .

بطاقات وجواز سفر

ومن الإمارات إلى كندا ، حيث أدلى المصريون المقيمون هناك بأصواتهم أمام لجنتين انتخابيتين إحداهما بالسفارة المصرية بالعاصمة «أوتاوا» والثانية بالقنصلية العامة بمونتريال ، وقد كان التواجد بأول يومين للانتخاب يعد محدوداً نتيجة لتزامنهما مع الإجازات الأسبوعية ، هذا بجانب أن بعد المسافة كان يعد إحدى الصعوبات التى دفعت بالكثير من الناخبين إلى اللجوء للتصويت البريدى كحل لهذه المشكلة ، وعن هذه التجربة، يقول الكاتب المصرى أحمد غريب المقيم بكندا: كانت لنا تجربة سابقة من خلال الانتخابات البرلمانية ، حيث تسبب بعد المسافة التى تفصلنا عن مقر القنصلية المصرية بمونتريال والتى تصل من «تورنتو» إلى 6 ساعات بالقطار، فى لجوئنا إلى إحدى الجمعيات الخيرية التابعة للجالية المصرية والتى اهتمت خلال هذه الانتخابات الأخيرة بتجميع كافة مظاريف الناخبين وتوصيلها كلها ، ولكن الأمر اختلف هذه المرة وذلك ضماناً لنزاهة العملية الانتخابية ، ولذا فقد أرسلت مظروف أوراق اقتراعى وفقاً لتعليمات موقع اللجنة العليا للانتخابات إلى مقر القنصلية المصرية بمونتريال مباشرة ، وقد ساهم هذا الإجراء إلي حد ما في علاج مشكلة بعد المسافة وإن كنا نأمل فى التصويت الالكترونى لأنه سيكون أكثر سهولة، وسيساعد الكثيرين على المشاركة ، وقد كان لتجربتنا فى الانتخابات البرلمانية جانب آخر ، فقد بدأنا الدعوة للمشاركة وتحفيز أقراننا على التسجيل بالموقع الانتخابى منذ فترة طويلة، ولذا تضاعفت أعداد المسجلين للتصويت بالخارج ، ولكن ظلت مشكلة أخرى تواجه البعض ألا وهى عدم استخراج بطاقات الرقم القومى أو ضياعها من البعض، وحتى بعد فتح باب الاعتماد على الإصدار المميكن لجواز السفر المسجل به الرقم القومى لم يكن لدي الكثيرين هذا الإصدار المميكن ، مما يعطي مؤشراً انه مع الوقت ومع تلافى كافة هذه العقبات ستتضاعف الأعداد المشاركة فى الانتخابات التالية، ولكن المكسب الحقيقى لنا جميعاً كمصريين هذه المرة، هو أن مشاركتنا تتم عن وعى ومعرفة ببرامج الناخبين واقتناع بأهمية مشاركتنا فمثلاً اخترت مرشحاً طرح مشروع وزارة للمقيمين فى الخارج ونحن فى أمس الحاجة لذلك بجانب وزارة الخارجية ، حيث سيساعدنا هذا على توفير فرصة لربطنا بالتأمينات والمعاشات فى الداخل ، كما سيتيح فرصة لتيسير استثمار القادرين فى مشاريع وطنية بالداخل ، هذا بجانب معايير أخرى تتعلق بالمصلحة الوطنية ألا وهى أن يكون توجهه مدنياً ويختلف عن توجه الأغلبية البرلمانية الحالية، بل ويكون لديه برنامج بمشروعات لإصلاح النظام الإدارى وتحقيق التنمية.

أطفال ورضع فى اللجان

ومن «كندا» نعود مرة أخرى لقطر ، والتى أصدرت فيها السفارة المصرية نشرة صحفية للمصريين توضح لهم من خلالها العديد من الملاحظات المتعلقة بطريقتى التصويت سواء من خلال الحضور لمقر السفارة المصرية أو بالتصويت البريدى ، وقد وصل إجمالى عدد المسجلين للانتخاب من دولة قطر إلى ما يقرب من32ألف و870 مصري، حرصت نسبة كبيرة منهم على الحضور والمشاركة بشكل مباشر فى مقر السفارة حيث أكدوا أن إجراءات الانتخابات لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة فقط .

وكما تقول داليا بركة - زوجة وأم وتعمل مديرة للعلاقات العامة بإحدى المدارس-: كل شىء فى هذه الانتخابات كان مختلفاً تمام الاختلاف عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، وربما هذا لأننا نخوض تجربة جديدة تشعرنا بمشاعر فرحة وسعادة حقيقية بما نجحنا فى الوصول إليه ، لذا فمن توجه للسفارة -وكان لشدة الازدحام لا يستطيع الانتخاب- ، عاود الكرة مرة أخرى فى اليوم التالى ، لأنه مصّر على ذلك ، وكان هناك حرص شديد من النساء والرجال على حد سواء على المشاركة، لدرجة أن بعض النساء كن يصطحبن أبناءهن الرضع معهن حريصات على التواجد والإدلاء برأيهن بشكل مباشر ، بل وكان العاملون أيضاً أكثر تعاوناً معنا وأكثر بشاشة، ولفت نظرى رغم قلة عددهم وجود سيدة للتعامل مع المنتقبات ، وقد كان يشغلنى بشكل شخصى اختيار مرشح أشعر أن لديه برنامجاً فعلياً وفريقاً قادراً على تنفيذه ، بل ويجعلنى أشعر أن هناك تغييراً حقيقياً سيتم فى مصر فى المرحلة المقبلة ، ويجعلنى أتأكد من أن دماء الشهداء لن تذهب هباء، فلأول مرة أرى المصريين حولى فى السفارة لهم صوت ، بل وأصواتهم لها قيمة في السباق الرئاسي.

حقوق ابنتى

ومن قطر إلى «لبنان» حيث فتحت السفارة المصرية بلبنان أبوابها على مدى أسبوع كامل لتلقى بطاقات الانتخاب من أكثر من 709 مصريين ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم الانتخابية بزيادة 250 صوتاً مصرياً سبق لهم التسجيل فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكما صرح المسئولون بالسفارة المصرية ، بأن عمليات فرز هذه الأصوات تمت داخل السفارة، ثم تم إخطار الخارجية بنتائج التصويت وعدد الأصوات التى حصدها كل مرشح ، وعن تجربتها فى الانتخاب تقول السيدة ريم عبدالمجيد - ربة منزل وتقيم بلبنان منذ عشر سنوات-: حضرت للإدلاء بصوتى أنا وابنتى الوحيدة وتبلغ من العمر 25 عاماً ، لأنى مقتنعة بأننا نعيش تجربة جديدة، فعلينا جميعاً أن نشارك فيها، فرغم أنى لا أقيم بمصر لكننى حريصة على اختيار المرشح الذى يضمن لابنتى حقوقها عندما تعود ، فلا يتم منعها من ممارسة حقوقها كمواطنة مصرية من عمل و دراسة ولا يصادر حريتها التي كفلها لها الدستور. والحقيقة لقد وجدنا كل المساعدة من السفارة، لدرجة أن الصناديق التى كنا نضع فيها أوراق اقتراعنا كانت شفافة وتجعلنا نري كل شيء. لقد لمحت الأمل فى عيون الكثيرين وشاهدت مشاركات من الجيران والأصدقاء الذين كانوا فيما قبل مثلى تماماً بمعزل عن الحياة السياسية .

الأردن

وفى الأردن أدلى المصريون بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الجارية من خلال السفارة المصرية بعمان والقنصلية المصرية بالعقبة ، هذا بجانب التصويت البريدى على مدى أسبوع كامل ، ووفقا لبيانات موقع اللجنة العليا للانتخابات فهناك ما يقرب من أربعة آلاف مصرى وتحديداً 3469 مصرياً ، قاموا بتسجيل بياناتهم للتصويت.

عن تجربة بعضهم يقول أحمد عبدالفتاح - مهندس بترول مصرى يقيم بالأردن منذ أربع سنوات -: حضرت للسفارة للإدلاء بصوتى بصحبة زوجتى وطفلى الرضيع ، وكلى أمل أن أقوم بدورى فى أن أختار المرشح الذى يعيد لمصر مجدها ومكانتها، وكذلك يحافظ على دماء الشهداء، ورغم أن العدد الذى قام بالتسجيل للإدلاء بصوته ليس بالكبير ولكن على مدى الأسبوع الماضى كنت أرى إقبالاً وتواجداً من زملائى وجيرانى بل وشعوراً بالفخر يغمرنا جميعاً ، فنحن مقبلون على مرحلة جديدة ، وقد ساعدتنا السفارة والقنصلية كثيراً فكانت هناك قاعات مجهزة بأجهزة كمبيوتر وطابعات ، حتى تمكننا من طباعة شهادة الاقتراع والتصويت فى نفس المكان خلال دقائق محدودة .

وأخيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتى أعلن السفير سامح شكرى - سفير مصر لديها - أن السفارة قد أرسلت بنفسها إرشادات تتيح للمواطنين كيفية التعرف على المشاركة فى الانتخابات ، ممن هم مسجلون لديها بواسطة البريد الإلكترونى ، ضماناً لتواجدهم .

وعن تجربة المغتربين المصريين هناك تقول مروة صبرى - كاتبة حرة وتقيم بكاليفورنيا -: بشكل شخصى لم أستطع ممارسة حقى الانتخابى لأنى لا أملك بطاقة رقم قومى، وقد حاولت أن أحصل عليها أو أصدرا لممارسة هذا الحق من السفارة هنا ولكنهم أخبرونى أن على إصدارها من مصر ، ولكن من كل المحيطين حولى من الجيران والأصدقاء أجد إقبالاً كبيراً جداً، بل وحرصاً من النساء سواء المشاركة بأنفسهن أو تشجيع أزواجهن على الإدلاء بأصواتهم ، كما أن نسبة الوعى السياسى ارتفعت بصورة كبيرة لدينا، فهناك حرص منا على الالتزام بالمواعيد والمشاركة والتصويت أكثر بكثير من المشاركة التى تمت أثناء الانتخابات البرلمانية، كما أن المحيطين بى لم يواجهوا أى مشكلة فى التسجيل والتصويت من خلال موقع اللجنة العليا للانتخابات ، فقد كانت كافة الإجراءات ميسرة وسهلة ، إلا أن بعد موقع القنصلية أو السفارة والذى يصل إلى 7 ساعات كان عائقاً للبعض والذي حال دون حضورهم لاختيار الرئىس.

وآراؤنا حول المرشحين كانت جميعها تنصب على اختيار مرشح يضيف لمصر ويجعلها مكاناً يستقبل خبراتنا ويشجعنا على العودة والبقاء بها 

المصدر: مجلة حواء- سمر الدسوقي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,815,019

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز