الحمد لله مرت على خير

كتبت :ماجدة محمود

كلما مررنا من أزمة تنفسنا الصعداء ورددنا الجملة الشهيرة "الحمد لله ، مرت على خير"، قلنا هذا عندما خرجت علينا بعض التيارات إسلامية كانت أم ليبرالية تدعو إلى حشد الجماهير للمشاركة في مليونية، وكم شاهدنا من مليونيات، هناك من أسماها الزحف، وهناك من قال الثأر وآخر طالب بحماية الثورة وغيره حرض على إسقاط العسكر، وفى مواقف أخرى إسقاط الحكومة ، عام و نصف مرت على الثورة والمليونيات لا تنتهي، ولن تنتهي والسبب أن الائتلافات، الحركات، والتيارات بكل توجهاتها وأيديولوجيتها و أفكارها لا يعجبها " العجب، ولا الصيام فى رجب" وأيضا لا شعبان ولا حتى رمضان، شهر الصيام، لماذا ؟ لأنها تتصارع فيما بينها على الفوز بالكعكة الكبيرة "مصر"، بخاصة أن هذه الفرصة لن تتكرر، أوكازيون لم نره من قبل، ومن لم يستطع الحصول على القدر الكبير ، فاتته فرصة لا تعوض ،ولهذا سيظل الصراع، ودعونا نستعرض المشهد منذ قيام الثورة عام2011، البدايات إسقاط النظام، سقط النظام و فرحنا، ثم قفزت على الثورة تيارات لم نرها إلا مؤخراً ، قلنا وماله كلنا في الهم عرب، بعدها حجب الشباب وتفرقوا، قالوا: سنقاطع الانتخابات ! وكانوا على خطأ، ولأنهم لم يجتمعوا على قلب رجل واحد سرقت ثورتهم ، وفى محاولة لوضعهم فى الصورة لأنهم أصحاب الليلة، التحق بعضهم بالبرلمان "عن طريق التعيين" ورأينا أداء برلماني ضعيف، ومخيب لآمالنا جميعا، بالضبط لا يعدو أن يكون "مجلس آباء " ليس إلا .. فقد ترك كل مشاكلنا و أزماتنا في العمل، الصحة، الغاز، الأمن وتفرغ تماماً لمشاكل فرعية تحتمل الانتظار، كقانون الخلع الذي ثبت فيما بعد شرعيته، وقانون الرؤية الذي يحتاج لمناقشات ومراجعات ومشاورات قبل إقراره ليكون منصفا لجميع الأطراف، وأخيرا الثانوية العامة لتعود سنة واحدة كما الماضي. أداء المجلس جعل الشارع يندم على اختياره ويتعلم من يختار ولمن يعطى صوته وأتصور أن هذا سيكون له تأثيره على الانتخابات الرئاسية التي سوف تجرى الأسبوع المقبل، وهذا يجعلنا نعود لبداية الحديث عندما أشرت إلى القلق الذي يخيم على الجميع ويجعله في حالة ترقب وانتظار لما سيحدث غداً، المعركة سوف تكون شرسة البعض يتوقع سقوط قتلى ومصابون، هناك من يفكر في الامتناع عن التصويت خوفا على نفسه من مصادمات يوم الاقتراع، حالة من الترقب والحذر تنتاب الكثيرين، وبخاصة بعد ما تردد عن شراء أصوات لصالح بعض المرشحين في تصويت المصريين بالخارج. الكل يردد هذه الأيام جملة واحدة "ربنا يعديها على خير" وبدوري أقول إن شاء الله سوف تمر على خير، رغم أنف المتربصين بمصر وبنا، ورغم ما يترامى إلى الأسماع من هنا وهناك بالتهديد والوعيد بالقول "فيها يا أخفيها " .. صحيح التوترات ستظل مستمرة لبعض الوقت، فالاستقرار بعد أى زلزال يتطلب زوال التوابع ، لكنها لن تطول فالمصري معروف بالصلابة والإيمان، وكم دقت على الرؤوس طبول، كما أن مصر محفوظة إن شاء الله بالقرآن .

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 632 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,693,210

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز