أسرار الرجال

إذا خاصمت .. افترت!

كتب : عمرو سهل

 آه من خصام الستات نار تحرق بلاداً وموجة خانقة تسحب الهواء من محيط المغضوب عليه فالمرأة ذلك الكائن متعدد المواهب متنوع المنابع قادر أن يكون هادئا مصدر أمان وحنان وفي لحظات ينقلب أعاصير تفتك بمن يحاول التصدي لها وقد عانيت كثيراً في محاولة فهم واستدراك ورصد مناطق إثارة غضب حواء وازداد إيماني بقوله تعالى "إن كيدهن عظيم".

فالمرأة تتعامل بمنطق "امنحه فرصة " وهو أسلوب تدير به المرأة معاركها اليومية مع الرجل ولا تفرق في التعامل معه وبين الأطفال فكما تقنع طفلا عنيدا وتوصله بحرفة إلى أن يختار ما تريده دون تدخل واضح منها ينعش خلايا العند بداخله كذلك تدرك المرأة أن عقل رجلها يتضاءل في الحجم عندما يدرك أنه وقع في كمين ابتزازي تدفعه فيه المرأة إلى مقصدها دون أن يدري .

وهنا لابد أن ندرس دراسة هادئة ذلك السلوك وهل هو ناتج عن إخلاص المرأة الشديدة الذي قد يقابله الرجل أحيانا بمواقف متجاهلة تنعكس عليها في شكل خصام فاجر معبر عن جرح عميق ولد بداخلها يؤكد لها أن رجلها يستخف بعقلها .

وآه لو تحقق لديها أن الرجل يجاريها ويداهنها في حوار وهمي يطعنها في شرفها العقلي تتخلى عن رقتها وتخلع قناع الأنوثة لترتدي ثوب الانتقام وتعمل على إثبات أن الخيانة للإخلاص والاحترام اللذين تقابل به ما يصدر عنه لابد أن يعاقب عليه.

ويتدرج هذا العقاب من الدخول في نوبة صمت قاتل يدور الرجل حول اسواره محاولا اختراقه ليتطور إلى ما هو أبعد من ذلك وهو إسقاط ما تبقى من معروف بينهما أو على الأقل اعتباره كذبا وخداعا صدقته وعاشت فيه فترة طويلة من حياتها.

ومن عبقرية النساء أنها لا تخرج من أحد المواقف إلا وتضع الأسس لعدم تكراره مرة أخرى وهنا يكون على الزوج البحث عن أساليب :زوغان أخرى تعيد إليه صورته المشرقة في عقل زوجته وتمنحه المساحة من التحرك لبث دعاياته والعمل على إرجاع الزوجة إلى المربع رقم صفر مرة أخرى.

وهنا تبدأ الزوجة في إعمال عقلها في كل همسة وكلمة وحركة تخرج من زوجها وإمرارها على مقياس السقطة الأولى للزوج لتدخل الحياة بينهما إلى مرحلة الحرب الباردة التي يحاول الطرف الخاسر فيها كسب قطعة من الأرض التي فقدها ويحاول الطرف الآخر توسيع مساحة سيطرته التي اكتسبها.

وهنا لا بديل عن اللجوء إلى لحظات الوفاق الصادقة التي مر بها الزوجان المتصارعان وهي مساحات الود والانسجام وهي الجديرة بتذكرها أن تخلق مناخا صحياً لاستئناف علاقة خرجت قليلا ومؤقتا إلى خارج الخدمة بفعل طائش وغير محسوب من الطرفين.

فيا أيتها النساء مزيداً من الغفران ويا أيها الرجال قليلاً من الاحترام أثابنا وأثابكم الله ولنختم بقوله تعالى "ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا"..آمين ..آمين