مصر فوق الجميع

كتبت :فاتن الهواري

نعم لابد أن نتذكر ذلك جيداً ونحن نذهب اليوم إلى جولة الإعادة لانتخاب رئيس مصر ... وحتى لا تقع فى حيرة لمن تعطى صوتك، للمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق أم مرشح الإخوان د.محمد مرسى تذكر جيداً أن مصر هى الأهم وأن صوتك أمانة، أعطه لمن يستحق، لمن يقود مصر إلى الديمقراطية والتقدم لا إلى من يعود بنا إلى الوراء وإلى التخلف، إلى من يحترم الدستور والقانون وحقوق الإنسان وحقوق المرأة كمواطنة لها كل الحقوق وعليها كل الواجبات .. أعط صوتك لمن لا يميز بين الناس بسبب الدين أو الجنس ..

صوتك أعطه لمن يقود مصر بعقلية إدارية ناجحة دون تعصب ، يعرف معنى الضبط والربط .. إلى من يقودنا إلى صفوف الدول المتقدمة .. إلى من يبعدنا عن ويلات الحروب ويجعلنا نعيش فى سلام .. الشعب المصرى متدين بطبعه وبطبيعته وفطرته منذ خلق الله الخلق .. ومنذ أيام الفراعنة وقبل نزول الأديان ، فالمصريون مسلمين ومسيحيين داخلهم إيمان قوى بالله الواحد الأحد، نحن لا نحتاج لمن يعرفنا ديننا فالدين بداخلنا وبين ضلوعنا ونعبد الله لأننا نحبه ولأنه يستحق العبادة، هناك شعوب كثيرة تطبق الإسلام فى الأقوال وليس فى الأفعال .. ولكن المصريين متدينون بالفطرة ..

نريد رئيساً ينطلق بنا إلى عالم التقدم وإلى الاستقرار والانضباط وإلى القضاء على البطالة.. وإلى الانتعاش الاقتصادى إلى النمو والتنمية والازدهار ، إلى عودة الأمن والأمان إلى مصر الحبيبة ، إلى عودة الفرح للشعب المصرى الحزين الذى عاش سنين طويلة فى قهر واستبداد وعاماً ونصف من القلق والاضطراب، الاختيار صعب فى لحظة فاصلة فى تاريخ مصر وفى حياة المصريين ، لابد أن نخرج كلنا إلى الانتخابات فالامتناع عن التصويت لن يحل المشكلة ولكن يزيدها تعقيداً ، مصر تعيش فى مفترق طرق وندعو الله أن يبلغنا السلامة مصر تعيش فى مرحلة فاصلة لا تتحمل منا البحث عن مصالحنا الخاصة أو تخليص تار أو إلقاء التهم على بعض فلنترك كل هذه المشاحنات جانباً ونتذكر فقط مصلحة وطن اسمه مصر يعيش فينا ونعيش فيه 90 مليون مصرى يعقدون الآمال والأحلام على أول رئيس منتخب بعد ثورة عظيمة أطاحت بالفساد وبرؤوس النظام .. ونضع أمام أعيننا أن مصر فوق الجميع.. وفوق جميع الخلافات والصغائر والرشاوى والمصالح .. مصر تنادينا لكى نختار الأصلح ، كفانا تقسيماً، لأبناء الوطن إلى فلول وثوار وإسلاميين ، كفانا مناداة بحق الشهداء، والقصاص لهم، فالشهداء أخذوا حقهم من أول يوم عندما كتبت دماؤهم الذكية سطور الحرية فى أجمل ثورة سلمية منعت التوريث وأطاحت بالنظام الفاسد ومحاكمة القرن خير دليل على ذلك، وما فيه مبارك من ذل وهوان أكبر برهان على أن دماء الشهداء لم تذهب هباءً ..

لا تستمع إلى أصوات الحاقدين من المرشحين الذين خرجوا من أول جولة ولكنهم مازالوا يريدون أن يشعلوها ناراً ويحكموا مصر بالقوة، هؤلاء أسوأ من مبارك لأنهم يريدون إلغاء صوت الجماهير وحريتهم فى الاختيار الحر ولا يبحثون عن مصلحة مصر ولكن مصالحهم الشخصية، فلنخرج جميعاً للانتخابات ولنختر الأصلح الذى لديه الخبرة والشجاعة والصلابة وقوة الإرادة لكى يكون رئيسآً لمصر