تحذير:
تدخل الآخرين يفـسد ابنـك
كتبت : أميرة اسماعيل
البداية مع سما المنياوى - ربة منزل - تقول: لدى ابنة فى عمر 14 سنة وابن 17 سنة وكلاهما فى عمر المراهقة، ويتسمان بالعناد والتمسك بالرأى، وهنا لابد من وضع أساسيات لكيفية التعامل، واختيار الصديق المناسب لأنهما، يأخذان الكثير من طباع أصدقائهما، وحتى لا يشعرا بالتحكم، أترك لهما مساحة من الحرية مع إعطائهما الشعور بالتواجد الدائم معهما، ويساعدنى فى ذلك والدتى ووالدى وأيضاً الخالة،.. شرط أن يكون التوجيه والرأى متفقين حتى لا يتشتت الأبناء، وعلى الأم أن تعطى صلاحيات محددة وألا تغلق الباب تماماً أمام أبنائها المراهقين، وأن تحاول إشراكهم فى مشاكل الأسرة مثل الأزمات المادية التى قد تضطرهم لخفض مصاريفهم الشهرية، وهذا يعودهم على تحمل المسئولية والشعور بأهميتهم ودورهم داخل الأسرة.
بينما ترى د. منى زقزوق - مديرة إدارة بالمؤسسة العلاجية - إن الشباب فى مرحلة المراهقة يتسمون برغبتهم فى إثبات وجودهم من خلال التمسك بالرأى ولو كان خطأ. ويمكن للجد أو الجدة التدخل فى حالة وجود علاقة خاصة بين الجدة والأبناء بحيث تكون النصيحة مناسبة، فهم لا يقبلون أى آراء فى هذه المرحلة ولدى ولدان فى عمر «17 ، 19 سنة» وكلاهما يدرك حساسية مرحلة المراهقة، وهنا نبنى جداراً من الثقة من الأب والأم وكذلك الجد والجدة، فهذا ما ينشىء جيلاً واعياً وفاهماً.
وتحذر د. منى من أن توتر العلاقات الأسرية يفسد الاستعانة بأى شخص ما عدا الأب والأم فى تنشئة الأبناء فى هذه المرحلة شديدة الأهمية.
وتعتمد أمينة محمد - 40 عاماً - على الأسرة فى تربية الأبناء فى كل المراحل وتضيف: لقد شعرت بحلاوة التجربة مع أبنائى، فمع الحب وتفاهم الزوج يمكن السيطرة على هذه المرحلة فالأهم هو غرس القيم الأخلاقية والدينية هذا ما يجعل الأمور أسهل، وأعتقد أن مرحلة المراهقة للفتاة أيسر من الشاب وإن كان كلاهما يحتاج للحب والاحتواء ومناقشة المشكلات بهدوء بعيداً عن العصبية والتسرع، الذى يجعل الابن أو الابنة يلجآن للصديق الذى قد يكون صديقاً غير أمين ويتسبب فى إحداث مشكلة له ولنفسه، وهنا لابد أن يراعى الآباء والأمهات اختيار الصديق أو الصديقة المناسبة لأبنائهم.
الاحتواء
ويرى محمد رضا - 45 سنة - أعمال حرة - إن الأب يكون أقرب لمشكلات أبنائه الشباب ولديه ميل طبيعى للابنة، لذلك فاحتواء الأب وحنان الأم يجعل هذه المرحلة تمر بسلام، وقد عانيت مع ابنى الأكبر ولكنى كثيراً ما تذكرت ما كنت أفعله مع والدى فأتقرب إليه وأحاول مصادقته، وهذه التجربة أتت بثمارها بشكل جيد.
وتقول د. عايدة إسكندر -أستاذة التربية بجامعة الزقازيق ووكيلة الكلية لشئون الطلاب والتعليم- : إن سن المراهقة تبدأ عند الشاب من عمر 13 وحتى 23 سنة، وعند الفتاة من 12 وحتى 21 عاماً وهذا يوضح نضوج البنات بشكل أسرع من الشباب.
> وعن كيفية فهم الأهل لهذه المرحلة تشير د. عايدة إلى أن الأهل ينقسمون إلى قسمين : الأول يرى المراهقة هي ذلك التحول الفسيولوجى والسيكولوجى الذى يسبب ارتباكاً فى مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الشباب، وقد لا يهتم الأهل فى هذه الحالة ظناً منهم أن الطفل قادر على تجاوزها بمفرده.
بينما الفريق الثانى يرى المراهقة مفصلاً حساساً فى حياة الطفل ويحتاج إلى عناية فائقة حتى لا يربى الطفل على خطأ؛ وهنا ننبه على الأهل ضرورة استيعاب أولادهم المراهقين من خلال مساعدتهم فى مجابهة الحياة، فتقوى شخصيتهم وتنمو قدراتهم سريعاً فيتخذون القرار الجيد.
وعن الطريقة المثلى للتعامل مع المراهقين فتكمن فى احترامهم ومراعاة شعورهم لما يمرون به من مرحلة مهمة وهى مرحلة التغير من الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة.
فيجب على الأب أو الأم تغيير معاملتهما والقاعدة تقول: إذا كان الطفل يتغير فلابد أن يتغير أهله وخاصة الأب أو الأم فى أسلوب التعامل معه، فالمراهق يجب أن يعامل كرجل والبنت يجب أن تعامل كامرأة وبهذه المعاملة التربوية يخف الصراع الذى يحدث من الأب والأم وبين الابن والابنة.
ثلاث مراحل
وتوضح د. منال زكريا مدرسة علم النفس الاجتماعى بكلية آداب جامعة القاهرة - إن المراهقة ثلاث مراحل «مبكرة - متوسطة - متأخرة».
وأهم ملمح للمراهقة المتوسطة هو تأثير الأصدقاء، فاعتماد الطفل على أصدقائه فى هذه المرحلة أمر خطير إذا لم يصاحبه التوجه والرقابة، وقد يعاند مع الوالدين من أجل إرضاء أقرانه، ولابد أن يتفق الأب والأم على شكل التربية والاستعانة بأحد الأقارب وهل سيكون هذا فى صالح الأبناء أم لا؟!
فلا يمكن أن أنصح ابنى بعدم التدخين وهو يرى والده يدخن، فذلك سيفقده الثقة ولن يستمع للنصائح فيما بعد، والبداية دائماً من الأسرة فى زرع الالتزام ويكون المنتج طفلاً ملتزماً ومواطناً صالحاً، ونحن بحاجة للوازع الدينى والتركيز على الجوانب الإيجابية فى حياته، فنحن بحاجة لمراهقة آمنة من خلال الحوار وبناء صداقة فعالة.
وتركز د. منال على ضرورة شغل المراهق بممارسة الرياضة والأنشطة بأنواعها، لأن ذلك يساعده على اكتشاف ذاته بطريقة صحية وسليمة.
تحذير
وتحذر د. سميحة نصر أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - من تدخل أى طرف فى تربية الأبناء المراهقين ضرورة، واحتضانه ومصاحبته وهو أسهل طريق للتعامل معه، وعادة تحكمنا العادات والتقاليد فى الخوف على المراهق أكثر، على الرغم من أن المراهقة بشكل عام لابد أن تُقابل بالتربية السليمة والنبتة الطيبة تستطيع مواجهة الحياة وبمعاونة الأب والأم تمر هذه المرحلة بسلام
ساحة النقاش