مــن واقـــــع دفـــــــــتر الحــــــياة :

عفوا زوجى .. لقد عشقت

 

 اغضب .. اغضب كما تشاء .. حطم أواني الزهر والمرايا .. يزلزلها صوت أصالة .. كم تود أن تكسر كل المرايا التى في الدنيا .. تحطمها تقطع بها شرايين العفة التي كانت تتشدق بها .. كلما وقفت أمام المرايا تنتابها رجفة مطالعة وجهها .. ماله أصبح بكل هذا القبح !! وهي التي كانت دوماً رقماً مبهراً في صيف الجميلات أترسم مساوئنا خطوطاً أخري علي وجوهنا ؟ .. تمتد يدها إلي مساحيق التجميل .. تحاول أن تداوي نتوءات برزت تصورتها بلا مبرر .. لكن لا شيء يمحو نتوء الخيانة من علي وجه امرأة..

لم أكن صاحبة شخصية ثائرة فى هذه الكلية التى التحقت بها مرغمة بسبب مجموعى الضئيل بجامعة حلوان .. كانت الأمور كلها تسير على وتيرة واحدة .. كل الأيام متشابهة .. أبذل جهدا خارقا للتحصيل خاصة فى هذه المادة المعقدة التى تحوى أرقاما ما أنزل الله بها من سلطان، لم يخف جهدى على الدكتور الذى يدرس لنا هذه المادة والذى كان على درجة كافية من الشخصية المتزنة والوسامة والدرجة الإجتماعية وبلا مقدمات سألنى إن كنت فى حاجة لمساعدة فى مادته فهو لا يمانع وحدد اليوم والساعة فى مكتبه بالكلية .. وبالفعل ذهبت إليه ولم يتململ أبداً من تضم الحروف فى الاستيعاب لأنى صاحبة عقلية لا تميل أبداً للأرقام وأسبوع وراء آخر .. رست بيننا رواسى عاطفية لم أكن أبدا أتخيلها .. فأنا أحمل له الكثير من الاحترام فقط لكن وضح أنه كانت تتكون داخله رويدا ... رويدا .. ذرات حب وعشق .. أكدت وجودها مع زفافى له زفافا غريبا .. هو يحمل فى عينيه هياما .. وأنا لا يبارح داخلى منطقة الاحترام تصورته كافياً مع مؤهلاته بعد مناقشات مع والدى رجحت كفة زوجى دائما .. سنوات لا أعرف التفاصيل الصغيرة التى تقرب الزوجين .. مداعبة .. هزار .. هذا لا يتناسب معنا .. عشقه صامت .. يتصور أفعاله وهداياه لى ولابننا عنواناً رائعاً ومؤكداً لالتزامه وحبه .. وفى ليلة باردة يتصل بى أن أذهب للنادى لآتى بابننا من تمرين السباحة لأن ظروفه لن تسمح أن يذهب هو .. وأذهب لأجد ابنى ينتظر على البوابة ومعه صديقه وخال هذا الصديق الذى كان فى مهمة أن يأتى بالولد لأمه لسفر والده .. وقرر أن يبقى مع ابنى حتى يأتى أحد لأخذه .. شاب من سنى .. ضاحك .. وسيم .. كريم الأخلاق .. يقفز إلى سيارتى دون دعوة بعد أن هطل المطر ويجذب ابن شقيقته .. ويقول ضاحكا مش عايزك توصيلنا لكن فقط أخذ برداً من المطر.. تعجبنى بساطته .. وأصر أن أوصلهما بالطبع .. وتتكرر اللقاءات فى ظروف تمارين السباحة .. هذه .. أضحك من قلبى من قفشاته .. لا يكف عن الضحك والبساطة وهدم أى حاجز مع أى أحد فى ثوان، يملك الكثير من الصفات التى أحبها .. أحببته .. أحببته أعترف .. حلمت به .. حلمت أن أكون زوجة لمثل هذا الرجل .. لكن العشق الصامت .. الحب الملتزم .. الاحترام الشديد الذى خنقنى .. هو الموجود .. لم نقترف شيئا لم نتصارح حتى .. لكن أشعر أننى أخون ثقة زوجى وأنا أضبط نفسى أحب هذا الرجل .

زمن الوحدة

يخترقها صوت (نجاة) وهى ترص الصحون على المائدة قبل ميعاد عودة زوجها من الشركة التى يعمل بها مهندساً معمارياً .. بأغنيتها أسألك الرحيل «... لا ... لا .. لا تكترث بكل ما أقوله يا حبيبى .. فى زمن الوحدة أو وقت الضجر .. ابق معى ...» نعم زمن الوحدة ووقت الضجر الذى لا ينتهى لا يأفل نجمه أبدا دائما وحيدة .. قاسية هى الوحدة .. تفتت كل الثوانى الثقيلة .. تلونها بلونها .. أبى القدر أن يعطيها الأمومة رغم سنوات زواجها العشر.. أعطاها استقراراً وزوجاً تقليدياً ووحدة تفترسها بجبروت .. ورعب مجنون وهى تستشعر ملامح ستغير خريطة مشاعرها وحياتها .. تتوجس أن تشق حياتها نصفين وتصبح مشطورة بين زيجة مكسورة الخاطر لكن قائمة وتستلزم وفاء مميتاً ومشاعر تتقافز حولها .. تغريها أن تنزلق إليها .. فهى رائعة وقد لا تأتى إلا مرة واحدة فى العمر .. وهناك من يأتى الدنيا ويغادرها ولا تأتيه .. إنه الحب الذى تقطره عيونه حينما يأتى مع زوجها أحيانا ليكملا مشروعاً هندسياً فى البيت .. إنه شريكه فى المكتب الهندسى الصغير الذى أسساه معا .. أرمل .. غادرته امرأته منذ سنوات أثناء ولادتها لابنتها الملتحقة الآن بمدرسة داخلية بإحدى أرقى مدارس الإسكندرية لتكون تحت إشراف عمتها المقيمة هناك .. يفيض حيوية يفتقدها زوجها له تعليقاته الشديدة الروعة على كل ما تقوم به وهو موجود .. أناقته وتنسيق هندامه ورشاقته كل هذا يفتقده زوجها .. ترص الصحون على المائدة ليس فقط لإطعام زوجها .. لكن أمنية أن يفاجئها أنه أتى بفلان معه للغداء .

نعم إنها تحبه .. وهو إثم لا محالة .. لكن ماذا تفعل؟

 

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1201 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,806,956

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز