يديره العريس:

عروســة فى كشف الهيئة

 

كتبت :نجلاء أبوزيد

 شاهدها للمرة الأولي بصحبة عدد من الأصدقاء بالنادي، جذبته بهدوئها وجمالها الجذاب، فقرر أن يتزوجها وطلب من أصدقائه أن يتيحوا له فرصة التعرف عليها، وبعد دقائق تراجع عن الزواج لأنه وجدها مادية تضع شروطاً قاسية لمن يريد الزواج بها وكأنها بضاعة متاحة لمن يملك أكثر، وبعد تجربته القصيرة وضع لنفسه صفات يجب ألا يقترب ممن تحملها، خاصة وأنه وجد كثيرين يفعلون مثله. ففى دنيا الرجال نساء مرفوضة، وفي محاولة منا للتعرف من قرب علي الشخصيات النسائية التي يرفض الرجال الارتباط بها كان لنا هذا التحقيق

فى البداية يقول: محمود أحمد - بكالوريوس تجارة - بطبعى لا أميل للدخول فى علاقات عاطفية إلا إذا كنت أنوى الزواج فعلا، وحتى لا أظلم بنات الناس، لذا عندما نويت الزواج بدأت أستمع لنصائح من سبقنى من الأصدقاء، ووجدت أن الفتاة التابعة لأمها فى كل شئ هى أصعب نوعية يمكن الارتباط بها، لأنك بذلك لن تتزوج واحدة، لكن زوجتك ووالدتها والتى عادة ستسعى للتحكم فى حياتك وقد تعرض بيتك كله للخطر.

فالشخصية التابعة غير قادرة على التفكير وتحول حياتها لجحيم وهى لا تدرى، لذا مجرد ما أن أتقدم لفتاة وأشعر أن أمها هى المسيطرة أبتعد فوراً، فتجارب من سبقونى علمتنى هذا.

ويؤكد: يحيى محمد - إعلامى - أن من حق كل إنسان أن يحدد لنفسه صفات من يريد الارتباط بها وفى نفس الوقت الصفات التى يرفضها، وهذا ما فعلته قبل زواجى، حيث أحضرت ورقتين وحددت الصفات التى أبحث عنها فى صفحة والتى أهرب منها فى الأخرى، ثم حددت ما يمكن تحمله من صفات سيئة وما لا يمكن تحمله حتى أكون واقعياً، ووجدت أن قلة الوعى أو الجهل أسوأ صفة فى المرأة فللأسف هناك جامعيات لا يفقهن فى الدنيا إلا أحدث الموضات والماكياج وتجلس معهن تصيبك صدمة حضارية.

كيف تعيش مثل هذه النوعية وهى منفصلة عن واقعها. كذلك الشخصية المادية، فهى لا تتحمل أى مسئولية وتعتبر زوجها خزينة وهى حاملة المفتاح وما أن يعترض على أى طلب أو يعلن عدم استعداده أو قدرته للقيام به إلا وتمنع نفسها عنه، وقد تطلب الطلاق لأنه غير قادر على تلبية مطالبها.

التدين أولاً

ويرفض أحمد جوهر - مبرمج كمبيوتر - أى امرأة قليلة التدين وعن ذلك يقول: أقابل فى عملى مئات النساء وهناك من يعجبنى عقلها وثقافتها ومن يعجبنى جمالها وأناقتها ومن يعجبنى مكانة أهلها، لكن كلما قررت الارتباط بواحدة أجد نفسى متردداً متسائلاً هل هى من ستسعدنى؟!، وبعد فترة من البحث والتوتر سألت رجلاً على قدر من الوعى وأثق فى معلوماته فنصحنى بتطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «فاظفر بذات الدين تربت يداك» فالشخصية المتدينة تكون مثقفة ومتحملة للمسئولية وقادرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية.

وعلى الجانب الآخر ابتعدت تماماً عن قليلة التدين التى ترتدى ملابساً غير لائقة ولا تصلى، فالحياة صعبة جداً والنوعيات السيئة من النساء كثيرة، لكن بفضل الله النوعيات الجيدة أكثر لكن المهم التأنى.

التجربة «بتعلم»

ويقول سعد عبد الرحمن - محاسب - قبل زواجى خطبت مرتين، وفى كل تجربة تعلمت درس العمر، وأعترف أننى المخطئ الأول فى التجربتين اللتين سبقتا زواجى، لأننى كنت أعمل فى إحدى الدول العربية وأخطب فى الإجازة، وكانت الأولى كذابة مدمنة للكذب فى الأمور البسيطة التى لا تستدعى والكبيرة، وبدأت أشعر بذلك خلال أحاديثنا التليفونية ورواياتها كثيرة غير متسقة وأنهيت الارتباط. أما الثانية فكانت مادية ولا تخجل ، فكلما أخبرتها أننى سأرسل لها شيئاً من أحد أصدقائى سينزل للقاهرة تسألنى عن الهدية ثم تدعى أن لديها منها وأنها تريد شيئاً آخر عادة أغلى وفوق إمكانياتى، وعندما أخبرها بذلك تتهمنى بالبخل فأنهيت الارتباط وانتظرت حتى عدت للقاهرة، وبدأت أبحث بنفسى عن شخصية تحمل بعض صفات أمى السيدة الصابرة التى تحملت الكثير حتى نكمل تعليمنا وساندت والدى فى كل الأزمات. فالسيدة التى تتحمل المسئولية تخاف على بيتها وزوجها.

المعايير

وإذا كانت هذه بعض نماذج للنساء المرفوضة فكيف يرى المتخصصون المعايير التى على أساسها يتم الإعجاب ببعض النساء ورفض أخريات تقول: د. مديحة الصفتى - أستاذة علم الاجتماع - : المجتمع الشرقى عادة يحدد سمات وملامح عامة للسلوكيات المقبولة والمحبوبة فى المجتمع، وهذه الصفات ودون أن نشعر تتسرب لداخلنا وتحكم اختياراتنا لمن نريد الارتباط به فى المستقبل.

لذا سنجد أن أى رجل قبل الزواج يحاول البحث عن الصفات المقبولة فى وسطه الاجتماعى ويكون أكثر ميلاً لصفات أمه، فيبحث عن ذات الطباع الهادئة القنوعة ذات الأصل الطيب قليلة التطلعات.

وهو حين يبحث عن هذه الصفات يتجنب صفات أخرى منها الشخصية المادية الكاذبة الثرثارة، ولكن أحياناً يكره الناجحة المتميزة لأنها فى نظر المجتمع ستكون أفضل منه وستضعه فى مقارنة لا يريدها لنفسه.

لذا فإن المعايير التى ترفضها بها بعض الشخصيات يضعها المجتمع لكل منها، لأن هناك من يريد الخروج عما هو مقبول لدى من حوله حتى إن أعجب بشخصية متحررة وجذبته بعقلها وتحررها فلن يستطيع الارتباط بها، لأنه لا يرتبط بمفرده لكن بكل معتقداته وموروثاته الراسخة بداخله، وقد يكون هذا الأمر إيجابياً وفى بعض الأحوال قد يكون سلبياً، فمثلاً بعض المجتمعات ترفض زواج ابنها من ابنه سيدة مطلقة، خوفاً من أن تتحول حياته لجحيم. فمازالت هناك أفكار سلبية تحكم القرارات عند الزواج والأفضل التريث وأن يبحث عن التوافق الاجتماعى والنفسى، فكلما كانت شخصية المرأة قريبة منه متناسقة مع طباعه ومكملة لها كلما كانت حياته أسهل والعكس صحيح. وكما أن للرجال شخصيات نسائية مرفوضة نفس الشئ لدى الفتيات وهذا طبيعى، ولكن يجب التريث قبل رفض أى شخصية حتى لا نندم.

التنشئة والموروثات

وتتفق معها د. نادية الحسينى - أستاذة العلوم النفسية والتربوية بكلية التربية - قائلة: التنشئة الاجتماعية والموروثات الثقافية والاجتماعية لدى كل فرد تحدد بداخله ملامح الشخصيات الإيجابية والسلبية.

 

وتخلق لديه خبرات نفسية ناقدة قادرة على الانتقاء.

فالنفس البشرية مخزن لكل التجارب والخبرات الحياتية التى تعيشها منذ الطفولة.

فمثلاً قد يقابل الطفل شخصية لمدرسة ذات صوت عالٍ وقاسية القلب قد يظل بداخله كارهاً لصاحبة الصوت العالى لأنها مرتبطة بداخله بالقسوة والبعد عن الحنان وهكذا.

لذا فعلى مدار عمر الرجل يحدد ودون أن يدرك الملامح التى يبحث عنها والتى يهرب منها، وعند الزواج يترجم هذا فى عبارة القبول والراحة النفسية. فقد يرى كثيرون أن هذه الشخصية رائعة لكنه لا يرتاح لها هكذا باختصار، وهذا يفسر لنا زيادة معدلات الطلاق الآن لعدم الاعتماد على الإحساس الحقيقى والشرع فى الاختيار ثم اكتشاف عدم التوافق فى الصفات والطباع. وهنا لا يجب التشابه بين الطرفين لكن يفضل التكامل والانسجام، والأفضل أن يعترف الرجل بأن هناك صفات قد تكون فى المرأة وقد تكون جيدة جداً، لكن لا تتماشى مع صفاته.

فالمواجهة مع النفس ورفض بعض الصفات مقدماً أفضل من الارتباط ثم الفشل لعدم القدرة على التأقلم مع بعضها.

وختمت الحسينى حديثها مؤكدة أن هناك صفاتاً إيجابية للنساء قد تكون مرفوضة من بعض الرجال، مثل الاستقلالية والتميز والكاريزما، لأنه ببساطة لن يستطيع التكيف معها، فليست كل النساء المرفوضة سلبية الصفات، فالرفض قد يكون لسبب موضوعى وحقيقى أو لسبب نفسى يراه الرجل بداخله ويدرك غيره، وفى كل الأحوال المواجهة قبل الارتباط وتحديد ما يريده الرجل من زوجة المستقبل هو الأفضل للعلاقة ككل.

فالتوهم بأن الآخر قد يتغير بالحب والعشرة خاطئ، فيجب أن نتقبل من نريد الارتباط بهم بصفاتهم وإن عجزنا عن تقبلهم كما هم فيفضل الابتعاد .

 

 

المصدر: مجلة حواء- نجلاء أبو زيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,869,578

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز